نشرت صفحة الناشطة الإيرانية الحاصلة على جائزة نوبل للسلام نرجس محمدي على موقع "إنستغرام" تسجيلا صوتيا من داخل السجن تهتف فيه السجينات: "يا أخي السجين الدعم الدعم"، وأعلنت صباح الأربعاء 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، عن عدم نقلها إلى مستشفى القلب مرة أخرى بسبب رفضها الحجاب الإجباري.
كان من المفترض نقل نرجس محمدي اليوم من سجن إيفين إلى المستشفى لإجراء عملية قسطرة القلب.
وكتبت محمدي في رواية حول هذا الموضوع: "اليوم 15 نوفمبر، وبعد صدور ترخيص من النيابة والتنسيق مع المستشفى لإجراء تصوير الأوعية بالأشعة السينية بشكل طارئ، توجهت إلى الممر الساعة 9 صباحًا. وقال رئيس السجن إن المدعي العام أصدر أمراً مكتوباً بأنه لا يمكنك مغادرة السجن دون حجاب. قلت هل تعلم كيف حال قلبي؟ قال نعم، ولكن إذا لم ترتد الحجاب، فلن تذهبي لتصوير الأوعية".
وأكدت محمدي أن "النظام الديني المخزي والمشين والمستبد والكاره للنساء" يستخدم كل الوسائل "لخلق الرعب والقمع والقتل والتعذيب وتدمير المجتمع" من أجل بقاء حكمه.
وبحسب ما قالته هذه الناشطة المدنية، فإن "من واجبنا الإنساني" ألا نبقى صامتين في وجه "استبداد النظام الظالم، وألا نتوقف عن المقاومة والنضال.
وأضافت: "أنا نرجس محمدي أعلن أن "الحجاب الإجباري" هو إحدى أدوات الهيمنة والقمع القوية للمجتمع، وخاصة نساء إيران، والذي لن أطيعه تحت أي ظرف من الظروف".
وأعلنت محمدي بشكل قاطع أن "المدعي العام للسلطة القضائية الظالمة للنظام الإيراني" قال إنه رغم يقينه أن نرجس محمدي بحاجة ماسة لعلاج القلب، إلا أنه لن يسمح بالعلاج بسبب "عصيانها للحجاب الإجباري". سأدافع عن الحرية والمساواة حتى نهاية حياتي، ولن أتوقف حتى تحقيق الديمقراطية.
وأضافت: "سأدمر الحجاب الإجباري ليس بالشعار، لكن بالعمل، مثل مهسا ونيكا وغزالة وسارينا وأرميتا، سأدمره على رؤوسكم بحياتي."
وبحسب نتائج الفحوصات الطبية التي أجريت الأسبوع الماضي، فإن نرجس محمدي تعاني من "انسداد في شرايين القلب وتراكم السوائل حول القلب والتهاب حاد في المريء".
وكانت نرجس محمدي قد ذكرت في وقت سابق أنه في 8 نوفمبر (تشرين الثاني)، تم نقلها من سجن إيفين إلى المستشفى "دون حجاب، وكانت ترتدي معطفا وتنورة"، وعادت إلى السجن بعد ساعات قليلة.
وأضربت عن الطعام منذ صباح يوم الاثنين 6 نوفمبر (تشرين الثاني)، احتجاجاً على ما أسمته "سياسة النظام الإيراني في عدم علاج السجناء المرضى" و"سياسة الموت أو الحجاب الإجباري للمرأة الإيرانية".
يذكر أن 7 سجينات سياسيات من رفيقات محمدي في السجن لم يتناولن الأكل منذ لحظة إضراب محمدي عن الطعام، وأضربن معها احتجاجاً على القمع المستمر من قبل النظام.
وبعد عودة محمدي من المستشفى إلى سجن إيفين للنساء، أنهت هي والسجينات السياسيات السبع إضرابهن عن الطعام الذي دام ثلاثة أيام.
وبعد أسبوع من هذه الأحداث، منع مسؤولو السجن نرجس محمدي مرة أخرى من الذهاب إلى المستشفى وإجراء عملية جراحية في القلب.
وفي تسجيل صوتي على "إنستغرام" نشرته صفحة محمدي بعنوان: "صرخة استغاثة سجينات العنبر الخامس للرجال المسجونين في العنبر الرابع والسادس" سُمعت أصوات السجينات وهن يهتفن: "أخي السجين الدعم الدعم".
في السابق، قال بعض السجناء السياسيين، مثل سبيده قليان، إنه إذا لم يتم علاج نرجس محمدي ، فقد يبدأ عنبر النساء بأكمله في الإضراب عن الطعام.
في 30 أكتوبر (تشرين الأول)، توجه مدير الصحة والعلاج في منظمة السجون ومدير صحة إيفين ومساعده، وطبيب قلب من مستشفى رجائي إلى عنبر النساء في سجن إيفين لفحص محمدي، ولكن لأن نرجس محمدي لم تكن ترتدي الحجاب لم يوافق المسؤولون على نقلها إلى مستشفى.
ومُنعت محمدي من الحصول على الخدمات الطبية المناسبة، ولم يتم إرسالها إلى المستشفى للمرة الثانية في 31 أكتوبر بسبب عدم ارتدائها الحجاب.
وفي 30 و31 أكتوبر، اعتصمت محمدي وبعض رفيقاتها في ساحة سجن إيفين. وجاء هذا الاعتصام احتجاجا على منع إرسال هذه السجينة السياسية إلى مستشفى القلب لعدم ارتدائها الحجاب.
وبعد بدء إضراب هذه الناشطة المدنية المسجونة عن الطعام، تشكلت حملة دعم لها، وظهرت ردود فعل من قبل المؤسسات الحقوقية.
وأدانت منظمة مراسلون بلا حدود بشدة منع نرجس محمدي من الوصول إلى الخدمات الطبية، وأعربت لجنة نوبل عن قلقها البالغ بشأن صحة هذه الحائزة على جائزة نوبل للسلام.
في السنوات الماضية، نُشرت تقارير عديدة حول نقص العلاج الطبي للسجناء السياسيين وانتهاك حقهم في الحصول على العلاج المناسب من قبل مسؤولي السجون في إيران.
وفازت نرجس محمدي، الناشطة في مجال حقوق الإنسان المسجونة في إيفين، بجائزة نوبل للسلام لعام 2023 في 6 أكتوبر (تشرين الأول).
ووفقًا للجنة نوبل، فقد تم الاعتراف بها على أنها تستحق الحصول على هذه الجائزة بسبب كفاحها ضد قمع المرأة الإيرانية وجهودها لتعزيز حقوق الإنسان والحرية للجميع.