قال إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد، اليوم الجمعة 17 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن النظام الإيراني "حاول منع أهالي القتلى والمصابين في جمعة زاهدان الدامية من المطالبة بالعدالة، بإرغامهم على قبول الدية والتعويض".
وفي الأثناء، خرج أهالي مدينة زاهدان من المسجد بعد صلاة الجمعة إلى منازلهم في مسيرة صامتة، في ظل أجواء أمنية وعسكرية.
وكتب موقع "حال وش" المعني بحقوق البلوش في إيران، أن "أهالي زاهدان، غادروا المسجد، مثل الجمعة الماضية، في صمت. وذلك بناء على طلب مولوي عبدالحميد، بسبب الظروف التي تمر بها البلاد والمنطقة".
وقد أظهرت الصور المتداولة من زاهدان وجود دوريات وآليات عسكرية في هذه المدينة، خاصة أطراف مسجد مكي.
وأعلنت حملة "الناشطون البلوش"، وموقع "حال وش"، عبر نشر صور، تمركز قوات عسكرية وقناصة فوق قمة جبل بالقرب من مسجد مكي بمدينة زاهدان، منذ صباح اليوم الجمعة.
وإلى جانب زاهدان، سادت اليوم أجواء أمنية وعسكرية في مدينة خاش أيضًا، وتم نشر مدرعات مضادة للرصاص في هذه المدينة للتعامل مع التجمعات المحتملة للمواطنين.
ودعا مولوي عبدالحميد، في خطبة صلاة اليوم الجمعة النظام الإيراني، مرة أخرى، إلى معاقبة كل من تورط في قتل الناس في مجزرة جمعة زاهدان الدامية.
كما دعا مولوي عبدالحميد أيضًا إلى إنهاء "التمييز" والعمل وفق ما تقتضيه "المصالح الوطنية" للبلاد.
وانتقد عبدالحميد، إبعاد كثير من نواب البرلمان الحاليين وحرمانهم من الترشح للانتخابات البرلمانية القادمة بسبب مواقفهم الانتقادية من سياسات السلطة الحاكمة.
يذكر أنه خلال مجزرة الجمعة الدامية في مدينة زاهدان، يوم 30 سبتمبر (أيلول) العام الماضي، تم قتل أكثر من 100 مواطن، بينهم العديد من الأطفال والمراهقين، بنيران مباشرة من قبل قوات أمن النظام الإيراني.
وأرجعت السلطات الإيرانية مقتل عدد من هؤلاء إلى "الأشرار والمعارضين" وأطلقت عليهم لقب "الشهداء". لكن في المقابل، قال مولوي عبدالحميد وعائلات الضحايا، إن "النظام الإيراني هو من يقف وراء هذه المجزرة"، وطالبوا بـ"معاقبة الجناة وقادتهم".
وأعلن مولوي عبدالحميد في خطبة الجمعة اليوم، أن "مؤسسات النظام الإيراني تجبر أهالي قتلى وجرحى الجمعة الدامية على قبول الدية". مؤكدًا أن "الضغط على هذه الأسر للتوقف عن المطالبة بالعدالة مخالف للقانون والعرف".