حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات حصرية حول لقاء المرشد الإيراني، علي خامنئي، مع زعيم الجناح السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، تظهر أن خامنئي ألقى باللوم على مسؤولي حماس وحمّلهم مسؤولية ارتكاب خطأ استراتيجي بإخفاء وقت الهجوم عن قادة إيران ووضع طهران في موقف صعب.
وأخبر خامنئي قادة حماس أنه يدعم الجماعة سياسيا وروحيا فقط في هذه المرحلة.
وقد كشفت وكالة "رويترز" للأنباء، في 15 نوفمبر، عن تفاصيل اللقاء بين المرشد الإيراني وزعيم الجناح السياسي لحركة حماس، وكتبت أن خامنئي أبلغ هنية أن إيران لن تخوض حربًا مع إسرائيل نيابة عن حماس. وتكشف المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" المزيد من تفاصيل اللقاء بين خامنئي وهنية.
وقال مصدر لم يذكر اسمه لـ "إيران إنترناشيونال" إن الطائرة التي تقل مسؤولين من حماس هبطت في طهران في 2 نوفمبر(تشرين الثاني)، واجتمع قادة حماس وإيران في هذا اليوم.
وبحسب هذا المصدر، فإن خامنئي، خلال لقائه مع هنية، حمل يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة، مسؤولية ارتكاب خطأ استراتيجي بإخفاء وقت الهجوم عن قادة إيران ووضع طهران في موقف استراتيجي وتكتيكي صعب.
وقال خامنئي أيضًا إن قرار يحيى السنوار أدى إلى وجود أميركي أوسع في المنطقة ودعم أميركي سياسي كامل لإسرائيل.
وفي 5 تشرين الثاني(نوفمبر)، أكد مكتب خامنئي اجتماعه مع إسماعيل هنية وكتب أنه أكد على سياسة إيران المتمثلة في مواصلة "دعم قوى المقاومة الفلسطينية". ولم يرد في هذا الخبر الرسمي أي ذكر للجوانب الانتقادية في كلام خامنئي.
وعلى الرغم من تقارير بعض وسائل الإعلام الغربية حول احتمال لعب إيران دورا في هجوم حماس، فقد نفى خامنئي سابقا مثل هذا الدور. كما أعلنت أميركا وإسرائيل أنهما لا تستطيعان تأكيد دور طهران وتورطها المباشر في هجوم حماس.
وقال الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، في خطابه الأخير إن قرار حماس بمهاجمة إسرائيل في 7 أكتوبر(تشرين الأول) كان قراراً "فلسطينياً بالكامل".
وفي أول خطاب بعد بدء الحرب بين إسرائيل وحماس يوم الجمعة 3 نوفمبر(تشرين الثاني)، قال نصرالله إن الولايات المتحدة بعثت برسالة مفادها أنها ستقصف إيران إذا استمرت عمليات حزب الله.
وبعد الحرب بين إسرائيل وحماس، عززت الولايات المتحدة وجودها العسكري في المنطقة وأرسلت ثلاث حاملات طائرات وغواصة نووية للسيطرة على الوضع.
وبحسب مصدر "إيران إنترناشيونال"، فإن خامنئي انتقد السنوار في لقائه مع هنية، وقال إنه لا يتوقع منه أن يحذو حذو قائد كتائب القسام، محمد ضيف.
ويُعرف محمد دياب إبراهيم المصري، المشتهر باسم محمد ضيف، من مواليد عام 1965، بأنه قائد غامض، وعلى الرغم من الإصابات الخطيرة التي تعرض لها خلال هجوم القوات الإسرائيلية في العقد الأول من عام 2000 وفقدان إحدى عينيه وساقه، لا يزال مسؤولاً عن كتائب عز الدين القسام.
وأطلق عليه لقب "ضيف" لأنه لا يملك مكان إقامة ثابت، ولهذا السبب لم تتمكن إسرائيل من معرفة مكان وجوده حتى الآن.
وفي رسالة صوتية أصدرها يوم7 تشرين الأول(أكتوبر) بمناسبة بدء هجوم حماس على إسرائيل، طلب من "إخوة المقاومة الإسلامية في لبنان وإيران واليمن والعراق وسوريا" أن يتحدوا مع الفصائل الفلسطينية.
سياسة خامنئي الثابتة المتمثلة في عدم قبول المسؤولية
وصل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحماس، وزياد نخالة، الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية، إلى طهران قبل ثلاثة أشهر من هجوم حماس على إسرائيل، الذي أدى إلى مقتل ما لا يقل عن 1200 إسرائيلي، واجتمعا مع خامنئي و"رئيسي". وبحسب مصدر "إيران إنترناشيونال"، "خلال هذا الاجتماع، تم إطلاع خامنئي على خطة هجوم 7 تشرين الأول(أكتوبر) بالتفصيل".
لكن تصريحات خامنئي في لقائه مع هنية يظهر أنه قرر الآن إلقاء اللوم على يحيى السنوار ومحمد ضيف. وتعتبر إسرائيل هذين الشخصين هما القائدان الرئيسيان لعملية 7 أكتوبر.
إن معرفة المرشد الإيراني بالهجوم الذي شنته حماس بينما يلقي باللوم على مسؤولي هذه المجموعة، تعكس أسلوب خامنئي في التعامل مع قضايا مثل الاتفاق النووي.
وخلال الاتفاق النووي، ورغم أن خامنئي نفسه أعطى الضوء الأخضر للتوصل إلى الاتفاق، وبحسب كبار المفاوضين، فإنه كان على علم بالتفاصيل، إلا أنه أعلن لاحقاً تبرؤه من هذا الاتفاق ووصفه بـ«الضرر المحض» في 20 مارس 2016. وفي السنوات الماضية، ألقى مراراً وتكراراً اللوم على مسؤولي حكومة روحاني في مفاوضات الاتفاق النووي ونتائجها، رغم أنهم أكدوا أن خامنئي كان على علم بالتفاصيل حتى لحظة الاتفاق.
مراجع الشيعة ينتقدون خامنئي بسبب دعمه لحماس
في الوقت نفسه، أبلغ مصدر مطلع "إيران إنترناشيونال" أن العديد من مراجع التقليد الشيعة في دول المنطقة انتقدوا خامنئي لدعمه حماس.
وقد نقل علي الخميني، أحد أبناء أحمد الخميني وأحد أفراد عائلة مؤسس الجمهورية الإسلامية الداعمة لخامنئي، رسالة قوية إلى قائد النظام في هذا الصدد. وبحسب هذا المصدر، فإن مضمون رسالة زعماء الشيعة إلى خامنئي هو أن دعمه لأعمال حماس ألحق ضررا بالإسلام، وخاصة بالمذهب الشيعي.
ويعد علي الخميني، صهر آية الله علي السيستاني، أحد مراجع التقليد الشيعية في العراق.
ومن الممكن أن تكون رسالة انتقاد بعض المراجع الشيعية لخامنئي بشأن دعم حركة حماس مبنية أيضًا على هذا الاختلاف الديني بين الشيعة والسنة.
وقال منصور أرضي، وهو منشد ديني مقرب من بيت خامنئي، في 20 تشرين الأول(أكتوبر) إن بعض "مقربي النظام" يقولون لماذا يجب أن نصلي من أجل فلسطين. وكان يشير إلى الاختلافات الدينية بين الشيعة والسنة. ولتبرير دعم النظام لغزة قال: "أعلنت مجموعات مثقفة ومقربون للنظام في فلسطين أننا والله شافعيون. والشافعيون قريبون من أهل البيت".