طالب رئيس حزب جبهة الصمود الإيراني المتشدد، مرتضى آقا تهراني، الذي يحتل الأغلبية في البرلمان، بضرورة الحصول على مقاعد إضافية في الانتخابات القادمة التي ستجرى في مارس (آذار) المقبل.
وأقام الحزب مؤتمره العام في أحد مساجد العاصمة طهران، هذا الأسبوع، حيث أكد آقا تهراني أن "جبهة الصمود" لا تسعى إلى الاستحواذ على السلطة. إلا أن هذا الادعاء قد يكون موضع جدل من قبل كثير من السياسيين في إيران، استنادًا إلى ما قام به الحزب في الأشهر الأخيرة؛ حيث يرى العديد من السياسيين في الدوائر الداخلية للنخبة الحاكمة أن "جبهة الصمود" وراء "مشروع التطهير" السياسي الإيراني، لضمان الاستحواذ على السلطة من قبل الأحزاب الأصولية.
ويعد حزب جبهة الصمود أحد المتنافسين الرئيسيين في الانتخابات البرلمانية المقبلة. ورغم مزاعم آقا تهراني بعدم سعيه للهيمنة، إلا أن حزبه يخوض معركة شرسة مع مجموعات أخرى للفوز بالحصة الأكبر من المقاعد البرلمانية. وقد أثار هذا السلوك انزعاجًا داخل دائرة الثقة المقربين لخامنئي، حيث اتهم غلام علي حداد عادل، رئيس البرلمان السابق، هذه الجبهة بـ"التطرف".
وبحسب موقع "خبر أونلاين"، فقد قال آقا تهراني، الذي يشغل حاليا منصب رئيس اللجنة الثقافية في البرلمان وكان الدافع الأكبر وراء قانون تقييد وصول الإيرانيين إلى وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت بشكل عام، قال في المؤتمر إن الحزب يفخر بالترويج لقيود الإنترنت. وأضاف أن "الإسلام لديه قواعد خاصة للاستخدام الأفضل لوسائل التواصل الاجتماعي الحالية".
وكان الأب الروحي لحزب جبهة الصمود، الراحل مصباح يزدي، قد أكد وفقا لما ينقله عنه مقربوه، أن المبدأ الأساسي لحزب جبهة الصمود يجب أن يكون طاعة ولاية الفقيه (أي حكم المرشد). وقال إن "الناس يجب أن يكونوا مطيعين تمامًا للمرشد علي خامنئي".
وفي السياق، يتم تداول مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي يظهر آية الله مصباح وهو يحاول تقبيل قدمي خامنئي، كدليل على طاعته المطلقة للمرشد. لكن خامنئي كان يمنعه من القيام بذلك.
إلى ذلك، قال مصباح يزدي مرات عديدة، خلال العقود الماضية، إن المرشد معان من الله، وليس من الشعب. وأشار آقا تهراني في كلمة له إلى تصريحات أبيه الروحي مصباح يزدي، قائلا: "بناء على ذلك يجب أن نرى ما يريده المرشد ومن ثم ينبغي أن نطيعه وندافع عنه ضد مثيري الفتنة".
ويرى مراقبون أن هذه المواقف من زعماء "جبهة الصمود" قد تكون السبب المحتمل لدعم المرشد خامنئي في فوز "الجبهة" خلال الانتخابات البرلمانية الماضية عام 2020، حيث سمح لأنصاره في مجلس صيانة الدستور باستبعاد العديد من المرشحين الآخرين.
وأضاف مجتبى يزدي، خلال كلمته، أن "أي حركة تحتاج إلى خارطة طريق وقائد ومرشد. آية الله الخميني قدم خارطة الطريق للثورة الإسلامية في إيران، والمرشد خامنئي هو الذي يقودها في الوقت الحاضر".
ويؤكد المحلل السياسي الإصلاحي، صادق زيباكلام، أنه نتيجة لاستبعاد المرشحين غير الأصوليين والتطهير السياسي الذي يقوم به مجلس صيانة الدستور مؤخرا، فإن عددًا أقل من الإيرانيين سيصوتون في الانتخابات المقبلة، في مارس (آذار) 2024، مقارنة بالانتخابات السابقة التي سجلت أيضا رقمًا قياسيًا من حيث انخفاض نسبة المشاركة في تاريخ الانتخابات الإيرانية.