فيما بدأ وزير خارجية إيران زيارة لبيروت اليوم عقب الإعلان عن هدنة بين إسرائيل وحماس، حذرت واشنطن من أنها ستستخدم عقوباتها لمكافحة الإرهاب ضد الأفراد أو الكيانات الروسية التي تشارك في أعمال مزعزعة للاستقرار، في إشارة إلى عزم مجموعة "فاغنر" توفير نظام دفاع جوي لحزب الله أو إيران.
وأعلن البيت الأبيض، من خلال نشر معلومات تم رفع السرية عنها مؤخرًا، أن مجموعة "فاغنر" تعتزم توفير نظام دفاع جوي لحزب الله اللبناني أو إيران.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إن مجموعة "فاغنر" تعتزم القيام بذلك بناءً على طلب الحكومة الروسية.
وأضاف أن واشنطن "تتابع عن كثب" تحركات مجموعة "فاغنر" لنقل المعدات العسكرية إلى حزب الله أو إيران.
وبحسب ما قاله كيربي، فإن الولايات المتحدة مستعدة لاستخدام عقوباتها لمكافحة الإرهاب ضد الأفراد أو الكيانات الروسية التي تشارك في هذه الأعمال المزعزعة للاستقرار.
وبحسب شبكة "سي إن إن"، وبناء على المعلومات المنشورة، لم يتم تحديد مصدر النظام الصاروخي الذي كان من المفترض تقديمه لحزب الله أو إيران.
وفي وقت سابق، في 2 تشرين الثاني (نوفمبر)، ذكرت شبكة "سي إن إن" أنه طُلب من مجموعة "فاغنر" تسليم نظام صواريخ أرض-جو SA-22 المتمركز في سوريا إلى حزب الله اللبناني.
وذكرت شبكة "سي إن إن" نقلا عن مصدرين أن الرئيس السوري بشار الأسد وافق على نقل نظام الدفاع الصاروخي الروسي الصنع إلى حزب الله.
وسبق ونفى الكرملين، التقارير التي أشارت إلى أن مجموعة "فاغنر" تعتزم تزويد جماعة حزب الله اللبنانية بمعدات دفاع جوي.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف في 3 نوفمبر (تشرين الثاني) إن فاغنر "بحكم الأمر الواقع" غير موجودة، وبالتالي فمثل هذه الادعاءات لا أساس لها من الصحة.
وكان لكل من "فاغنر" وحزب الله وجود نشط وقاتل في سوريا في السنوات الأخيرة، إلى جانب الجيش الروسي وقوات الأمن الحكومية السورية، من أجل بقاء نظام الأسد.
ونفذ حزب الله، أحد حلفاء إيران في المنطقة، هجمات ضد مواقع إسرائيلية بالقرب من الحدود اللبنانية منذ بداية الصراع بين حماس وإسرائيل في7 أكتوبر (تشرين الأول).
طهران والتورط في صراع الشرق الأوسط
ويقول مراقبون إنه على الرغم من أن إيران تتجنب التورط المباشر في صراع الشرق الأوسط، إلا أنها تحاول في الوقت نفسه استهداف مصالح إسرائيل وأميركا في المنطقة من خلال الجماعات الوكيلة لها مثل حزب الله.
وتنفي إيران هذا الاتهام وتقول إن هذه الجماعات تعمل بشكل مستقل عن طهران.
وأعلن وزير خارجية إيران، حسين أمير عبد اللهيان، الشهر الماضي، أن طهران ليس لديها أي جماعة أو حرب بالوكالة في المنطقة.
عبد اللهيان: الشعب الفلسطيني هو من سيقرر مستقبل فلسطين
وعقب الإعلان عن التوصل إلى هدنة بين إسرائيل وحماس بدأ وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان زيارة لبيروت، اليوم الأربعاء 22 نوفمبر (تشرين الثاني). يلتقي خلالها رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعددا من القيادات السياسية اللبنانية والفلسطينية.
وقال عبد اللهيان عقب وصوله بيروت: نحن في لبنان للتشاور مع السلطات اللبنانية بشأن تحقيق الأمن في المنطقة، والشعب الفلسطيني هو من سيقرر مستقبل غزة ومستقبل فلسطين.
وأضاف: سمعنا من قيادات المقاومة في المنطقة أن أيادي المقاومة ستبقى على الزناد حتى تنال حقوق الشعب الفلسطيني كاملة.
وكان عبد اللهيان زار بيروت في 15 أكتوبر (تشرين الأول) وأكد من لبنان أن "قرار توسيع الحرب بيد حزب الله".
وتأتي زيارة عبد اللهيان في وقت تكثر فيه التساؤلات عن مصير الجبهة اللبنانية، وإذا كان الجنوب اللبناني سيشهد هدنة أيضاً أم أن العمليات والمواجهات ستبقى مستمرة؟
وأكد الكاتب الصحفي طوني لـ"إيران إنترناشيونال، أن عودة عبد اللهيان السريعة تأتي على وقع التقدم الذي يتم إحرازه في المفاوضات للوصول إلى هدنة في قطاع غزة، ولمواكبة هذه التطورات مع "محور الممانعة" وإعطائهم التعليمات المناسبة خاصة وأننا سمعناه منذ أيام يتكلم بلسان لبنان.
العلاقة الوثيقة بين روسيا وإيران في نقل الأسلحة
وكتبت شبكة "سي إن إن" أن الأمر الروسي لمجموعة "فاغنر" بنقل النظام الصاروخي إلى حزب الله يظهر العلاقات الوثيقة في مجال الأسلحة بين موسكو وطهران.
وقد تزايد تبادل الأسلحة بين البلدين منذ بدء الحرب الروسية ضد أوكرانيا.
وأفاد موقع "بيزنس إنسايدر" في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) أن روسيا قد تستخدم الصواريخ الباليستية الإيرانية الصنع لمواصلة هجماتها على أوكرانيا، استناداً إلى نهاية القيود الصاروخية المفروضة على إيران وفقاً لأحد بنود الاتفاق النووي.
وجاء في هذا التقرير أن روسيا تستخدم الطائرات الإيرانية المسيرة في غزوها العسكري لأوكرانيا منذ شتاء العام الماضي، و"بعد ستة أشهر فقط من بدء دعم طهران لموسكو بالطائرات المسيرة، استخدمت روسيا ألف طائرة إيرانية مسيرة في الحرب بأوكرانيا".
وقد فرضت الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وأستراليا، ونيوزيلندا، حتى الآن عقوبات ضد إيران لتزويدها روسيا بطائرات مسيرة في حرب أوكرانيا.