بعد هجوم قوات الأمن على المكتبة والفصول الدراسية بجامعة "بهشتي"، رفض طلاب كلية علم النفس الحضور إلى الفصول الدراسية، واعتصموا في حرم الجامعة في 21 و22 نوفمبر (تشرين الثاني).
وأعلنت القناة الخاصة بمجالس اتحاد طلاب البلاد على "تلغرام" ، مساء الثلاثاء 21 نوفمبر، أن طلاب كلية علم النفس بجامعة "بهشتي" أصدروا بيانًا وقاطعوا الفصول الدراسية.
في يوم الاثنين 20 نوفمبر، هاجم عدد من قوات الأمن بجامعة "بهشتي" المكتبات والفصول الدراسية في كليات علم النفس والآداب والعلوم الإنسانية.
وبحسب بيان طلاب كلية علم النفس، فإنه بالإضافة إلى القوات الأمنية، تواجد في هذه الاعتداءات أيضاً أشخاص "مجهولون"، غطوا وجوههم ولم يحملوا أي أوراق ثبوتية.
وسبق أن أعلن أنه أثناء قيام الأساتذة بالتدريس قامت قوات الأمن بمصادرة بطاقة الطالبات غير المحجبات، وفي إحدى الكليات تم سحب الأستاذ أيضا من الفصل لاستجوابه، لأن بعض الطالبات في فصله لم يرتدين الحجاب الإجباري.
وإلى جانب الفصول الدراسية، هاجمت قوات الأمن أيضا مكتبة الجامعة لمصادرة بطاقات الطلاب، إلا أنها اضطرت إلى مغادرة المكتبة بسبب مقاومة الطلاب.
ووصف طلاب كلية علم النفس في بيانهم، أحداث يوم الاثنين، بأنها من "أبشع أيام دراستهم".
وبحسب قولهم، فإن مثل هذه الإجراءات ستؤدي إلى "تعطيل البيئة التعليمية والبحثية للكلية" وتعريض حقوق الطلاب للخطر، بما في ذلك حقهم في الأمن.
وقد تم التأكيد في هذا البيان على أن هذه التصرفات إنما هي "لصالح المتعصبين وطالبي الربح" الذين لا ينشغلون إلا بإظهار قوتهم وتحقيق أهدافهم الضارة الأخرى تحت ستار الدين.
ودعا معدو هذا البيان إلى التعاطف والوحدة بين جميع الطلاب ضد مثل هذه السلوكيات، وأعلنوا أنهم سيقاطعون فصولهم الدراسية ويضربون عنها يومي الثلاثاء والأربعاء لإظهار التضامن.
وتكثفت خلال الأشهر الماضية محاولات قمع الطالبات لعدم التزامهن بالحجاب الإجباري في جامعة "بهشتي" والجامعات الأخرى.
وبحسب تقرير قناة الطلاب المتحدين، قبل بدء العام الدراسي الجديد، تم منع طالبات "بهشتي" من اختيار الدروس وأجبرتهن لجنة التأديب على "التعهد مقابل اختيار الدروس".
من ناحية أخرى، استمرت عواقب حضور الطالبات دون حجاب في حفل تخرج جامعة "شريف" في كيش، ونشرت يوم الثلاثاء 21 نوفمبر (تشرين الثاني) تقارير حول إقالة رسول جليلي رئيس هذه الجامعة.
إن جهود رؤساء الكليات والجامعات وقوات الأمن لقمع الطلاب ليست ظاهرة جديدة، لكنها تكثفت خاصة بعد تشكيل حركات احتجاجية طلابية في أعقاب الانتفاضة الشعبية ضد النظام الإيراني عام 2022.
ونظم طلاب جامعة "تربيت مدرس" إضرابا يومي 12 و 13 نوفمبر (تشرين الثاني) احتجاجا على التضييق السائد في الجامعات، وأيضا الضغوط الأمنية على مهاجع البنات.
وفي هذين اليومين لم يحضر الطلاب في الصفوف الدراسية والمكتبات وبعض مختبرات الجامعة.
كما أصدروا بيانا طالبوا فيه بإنهاء المناخ الأمني في الجامعة، والحد من الصلاحيات الأمنية، ووقف التعامل العنيف مع نوعية الملابس التي يرتديها الطلاب، وتلفيق الملفات القضائية.
وفي وقت سابق، كان هناك تجمع احتجاجي في كلية العلوم الاجتماعية بجامعة "طهران"، وكان السبب هو قيام رئيس الكلية غلام رضا جمشيدي ها، بمصادرة بطاقة أحد الطلاب وإهانته.
في 5 نوفمبر، وصف جمشيدي ها الطالبات بـ"البغايا" والكلية بأنها "بيت دعارة".
ورد الناشطون الطلابيون في جامعة "العلامة الطباطبائي" على هذا الهجوم والإهانة بنشر بيان، ووصفوا في الوقت نفسه السلوك المهين لرؤساء الجامعات والكليات مع الطلاب بالحادثة المتكررة.
وفي وقت سابق، وصف رئيس كلية العلوم الاجتماعية بالجامعة، الطلاب بـ"القطيع".
ومنذ بداية العام الماضي وتشكيل الحركات الاحتجاجية الطلابية وانتشار المعارضة للحجاب الإجباري، اتخذ رؤساء الجامعات الإيرانية المزيد من السياسات والإجراءات الأمنية ضد الطلاب، بما في ذلك من خلال تغيير الأنظمة وإنشاء بوابات عبور وأنظمة للتعرف على الوجوه.
خلال هذه الفترة، تم استدعاء واعتقال مئات الطلاب، وواجه العديد منهم أحكاما تأديبية مثل الإيقاف والاستبعاد من التعليم أو النفي إلى جامعات أخرى.