تزامنا مع تطويق قوات الأمن الإيرانية لمسجد مدينة زاهدان أثناء صلاة الجمعة اليوم، دعا خطيب أهل السنة عبدالحميد إسماعيل زهي، السلطات في بلاده، مرة أخرى، إلى إطلاق سراح المعتقلين من النساء والشباب والطلاب وإزالة الأجواء الأمنية بالمدينة.
وخرج مواطنو زاهدان، بعد أداء صلاة الجمعة، في مسيرة صامتة دون ترديد هتافات بناء على طلب مولوي عبدالحميد.
استمرار الأجواء الأمنية المكثفة في زاهدان وخاش
وتشير التقارير والفيديوهات المتداولة من زاهدان، إلى استمرار الأجواء الأمنية المكثفة في هذه المدينة، كما في أيام الجمعة السابقة.
وبحسب هذه التقارير، فقد انتشرت قوات عسكرية في كافة الأزقة والشوارع المحيطة بمسجد مكي، وحاصرت المسجد. كما استمرت الأوضاع الأمنية المشددة في مدينة خاش، وانتشرت أعداد كبيرة من قوات الشرطة في الشوارع المؤدية إلى مسجد الخليل بالمدينة.
وطلب إمام جمعة أهل السنة في زاهدان من مجلس الشؤون الأمنية بمحافظة بلوشستان تحسين الأجواء في المحافظة وإزالة الدوريات الأمنية والعسكرية من مداخل مدينة زاهدان ومكان إقامة صلاة الجمعة.
وكان عبدالحميد قد أشار في خطبة الجمعة الأسبوع الماضي إلى تصريحات أحد القادة العسكريين في محافظة بلوشستان بشأن "مزيد من الاستعداد" للقوات الأمنية، قائلا إن الحل الوحيد هو التحدث مع الناس وليس تهديدهم.
وشدد مولوي عبدالحميد على أن القوى الحاكمة لم تتمكن أبدًا من تحقيق نتائج باستخدام القوة في هذه المنطقة، مشيرا إلى أن شعب بلوشستان تمكن من طرد البريطانيين سابقا.
انتقاد ضغوط النظام على السنة وإغلاق مساجدهم
وأشار مولوي عبدالحميد، في جزء آخر من خطبته إلى إغلاق السلطات للعديد من مساجد أهل السنة في مشهد وطهران، وقال إنه لا توجد مشاكل في هذه المساجد و"لم يتم التلفظ بأي كلمة ضد النظام".
وتابع إسماعيل زهي: "في وقت من الأوقات، منع الشيوعيون المسلمين من الصلاة، لكنهم توصلوا أيضًا إلى نتيجة مفادها أن الضغط لا يجدي نفعًا ويجب أن تكون هناك حرية دينية".
وفي نهاية شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعلن عن إغلاق مصلى "النبي رحمة" في منطقة بونك بطهران، والذي كان أكبر المساجد السنية في العاصمة الإيرانية.
وقال إمام أهل السنة في زاهدان إن النظام خلق مشاكل لهذه المساجد عدة مرات من قبل.
وفي خطبته اليوم، ذكّر إسماعيل زهي بأن "أهل السنة في إيران ليس لديهم أي وسيلة إعلامية تعكس مشاكلهم، ولا يستطيعون استخدام الإعلام الرسمي".
وتابع مولوي عبدالحميد: "لقد تم سجن بعض علماء السنة لمجرد انتقادهم. هذا لا يبدو جيدًا ويجب إطلاق سراحهم جميعًا". وطالب مرة أخرى النظام بإطلاق سراح النساء والشباب والطلاب المسجونين. كما انتقد قبل أسبوعين اعتقال القوات الأمنية لعدد من موظفي مسجد مكي.
وفي الأشهر الماضية، تم أيضا اعتقال المئات من المواطنين البلوش، بمن فيهم موظفو مسجد مكي وأقارب مولوي عبدالحميد.