تطرق عدد من الصحف الصادرة اليوم الأحد 26 نوفمبر (تشرين الثاني) إلى موضوع الفساد المستشري في سياق الانتخابات البرلمانية الإيرانية التي ستجرى بعد 4 أشهر تقريبا وعجز السلطات عن إقناع المواطنين بالمشاركة فيها.
صحيفة "مردم سالاري" قالت إن "الانتخابات في إيران فقدت معناها ومضمونها الأساسي" لأن تيارا واحدا أصبح هو المتحكم في كامل العملية الانتخابية وبات في الرهان حصان واحد والفوز في هذا الرهان مؤكد وهو في الوقت نفسه لا يعد فخرا وإنجازا على حد تعبير الصحيفة.
صحيفة "توسعه إيراني" لفتت إلى ظاهرة بيع الأصوات الانتخابية في المدن الإيرانية وقالت إن السلطات قررت تخفيف القوانين في هذا المجال لتسمح بعملية بيع الأصوات مقابل المال وذلك لتزيد من عدد المشاركين في الانتخابات بعد مخاوف من تدني نسبة المشاركة نتيجة عزوف المواطنين عن التصويت.
من الملفات الأخرى في تغطية الصحف الإيرانية اليوم موضوع الفقر وتنامي ظاهرة السرقة، حيث أصبحت معدلات السرقة هي الأعلى في البلاد، وقالت صحيفة "اعتماد" إن الفقر عامل رئيسي في انتشار هذه الظاهرة.
الصحيفة انتقدت طريقة الحكم وتأثير ذلك على انتشار الفقر في البلاد حيث تقود السياسات الخاطئة إلى أن يخسر الناس أعمالهم ومهنهم ويصبحون عاطلين عن العمل ما يعزز احتمالية أن يلجأ هؤلاء العاطلون إلى السرقة لسد حاجاتهم المعيشية.
في موضوع منفصل علقت صحيفة "شرق" على الأضرار الهائلة التي حلت بقطاع الطيران في إيران حيث أصبح العديد من شركات الطيران على حافة الإفلاس بعد أن كانت هذه الشركات نفسها ذات يوم تعد من ضمن أشهر الشركات على مستوى الشرق الأوسط.
الصحيفة لفتت إلى أضرار تقدر بـ 8 مليارات تومان لشركة الطيران الوطنية الإيرانية وأوضحت أن هذه الشركة باتت مهددة بالإفلاس وأن 39 طائرة تابعة لها أصبحت رابضة في المدارج بسبب الأعطال وعدم إمكانية تصليحها.
على صعيد الحرب في غزة والهدنة المؤقتة التي دخلت يومها الثالث أعربت بعض الصحف مثل "أرمان امروز" عن أملها في أن تستمر هذه الهدنة لتخفيف معاناة المواطنين مؤكدة أن السكان المدنيين هم الأكثر تضررا من هذه الحرب التي استمرت 49 يوما.
صحيفة "جملة" استخدمت عنوان "غزة.. لجوء في لجوء"، في إشارة إلى أن معظم سكان غزة هم في الأصل لاجئون من المدن الفلسطينية الأخرى لكنهم اليوم وبفعل الحرب والدمار اضطروا إلى اللجوء مرة أخرى وترك منازلهم في الشمال والتوجه إلى القسم الجنوبي من قطاع غزة.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"جهان صنعت": 26 مليون إيران فقراء والمواطنون لم يعودوا يعرفون معنى التنمية والتطور
في مقاله بصحيفة "جهان صنعت" تحدث الكاتب محمد صادق جنان صفت عن إحصاءات الفقر في إيران وقال إن الوضع مرعب، حيث إن ما يزيد على 26 مليون مواطن إيراني يعيشون في الفقر المدقع واللافت للنظر أن هؤلاء الفقراء يعملون لكن أعمالهم لا تلبي حاجاتهم.
واوضح الكاتب أن بين كل 3 إيرانيين هناك شخص فقير ومعدم وهذا يكشف حجم المأساة والأزمة الاقتصادية في البلاد.
وأوضحت الصحيفة أن الإيرانيين أصبحوا لا يعرفون معنى مفردات مثل التنمية والتقدم، والسبب الرئيسي في ذلك هو أن السلطة السياسية والممسكين بالحكم في إيران وبسبب آيديولوجيتهم، لديهم رؤية ضد التنمية والتقدم المطلوب.
ونوهت الصحيفة إلى أنه ومنذ نحو نصف قرن من الزمن تشهد إيران تضخما بنسب عالية وأن معدل النمو في البلاد لم يرتفع طوال 45 سنة إلى أكثر من 2.5 (2 فاصل 5 في المائة)، مؤكدة أن البلد يسير نحو التردي ومزيد من التأزم.
"هم ميهن": السرقة بسبب الفقر أصبحت أزمة تهدد البلاد.. والسجون مكتظة باللصوص
صحيفة "هم ميهن" سلطت الضوء على جانب آخر من تبعات الفقر وانعكاساته السلبية على المجتمع، حيث أصبح معدل السرقة في إيران هو الأعلى تاريخيا. واستندت الصحيفة إلى تصريحات القضاء في محافظة طهران، حيث كشف أن سجون طهران باتت وللمرة الأولى تستضيف مدانين بتهم السرقة أعلى ممن يدانون بتهم المخدرات والإدمان.
وأضافت الصحيفة أن موضوع السرقة أصبح أزمة في البلاد لأن المجتمع الإيراني يزداد فقرا يوما بعد يوم.
الصحيفة أضافت: "في السابق كان من السهل شراء هاتف محمول لكن اليوم أصبحت هذه مهمة صعبة التحقيق وفي حال تعرض هاتف شخص إلى سرقة أو عطل فإن ذلك يشكل هما وغما لكامل الأسرة بسبب العجز عن شراء هاتف آخر أو إصلاح الهاتف العاطل.
وذكرت الصحيفة أن نتيجة هذا الفقر المتزايد هو أن نشهد حالات يقوم بها المواطنون ببيع أصواتهم الانتخابية مقابل مبلغ زهيد، مقررة أن بيع الأصوات الانتخابية كان في السابق جريمة يعاقب عليها القانون لكن مجلس صيانة الدستور أصدر رخصة بذلك، لكن هذه الرخصة حاليا محصورة بين الأتباع والموالين للنظام.
"توسعه إيراني": السماح ببيع الأصوات الانتخابية بهدف زيادة أعداد المشاركين في الانتخابات
صحيفة "توسعه إيراني" تطرقت بتفصيل أكثر إلى قضية بيع الأصوات الانتخابية وقالت إنه ومع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية أضاف مجلس صيانة الدستور ملحقا على القانون الذي يجرم بيع الأصوات يستثني نواب البرلمان من تقديم "الدعم" للناخبين في حوزتهم الانتخابية.
الصحيفة أوضحت أن هذه الرخصة أو الاستثناء يعد شكلا واضحا من أشكال القبول بهذه الممارسات غير الأخلاقية وهو رخصة للفساد والمخالفات.
ونوهت الصحيفة إلى أنه وبعد زيادة عدم ثقة المواطنين بالانتخابات وعزوفهم عن المشاركة قررت السلطات اللجوء إلى هذه الطرق لزيادة عدد الأصوات المشاركة في الانتخابات.
وأكدت توسعه إيراني أن النائب الذي يدخل إلى البرلمان عبر شراء الأصوات لن يدافع عن حق المواطنين في البرلمان وإنما تصبح مهمته الرئيسية هي كسب رضا الأجهزة والمؤسسات الرقابية لكي لا تضر بمكانته في البرلمان.