في مقابلة مع قناة "إيران إنترناشيونال" أشادت وزيرة التعليم الألمانية، بيتينا شتارك فاتسينغر، بجهود المرأة في إيران وأفغانستان، وأكدت على أن "التعليم يلعب دورًا مركزيًا في النهوض بحركات حقوق المرأة والنضال من أجل التحرر".
وأعلنت شتارك فاتسينغر، اليوم الأربعاء 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، على هامش اجتماع مؤسسة "أكسل سبرينغر" للحرية، أن "التعليم هو أفضل وسيلة لجعل الناس أحرار".
وأكدت شتارك فاتسينغر، التي تحدثت إلى جانب الناشطة الإيرانية المعارضة مسيح علي نجاد، وعدد من الناشطين السياسيين والمدنيين الآخرين، أن "الخطوة الأولى لدعم المرأة الإيرانية هي دعم الأصوات المختلفة وإبلاغ المجتمع الدولي عن الانتهاكات لحقوق الإنسان، وحقوق المرأة في البلاد".
وقالت وزيرة التعليم الألمانية، والتي هي أيضًا مساعدة زعيم الحزب الديمقراطي الحر الألماني: "ينبغي للمرء دائمًا اتخاذ موقف واضح وشفاف بشأن الإجراءات التي تنتهك حقوق الإنسان وحقوق المرأة".
فيما أعربت الناشطة الإيرانية علي نجاد في كلمتها أمام وزيرة التعليم الألمانية، عن تقديرها لجهود برلين في دعم النساء في إيران وأفغانستان.
وفي وقت سابق، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، تضامنها مع الشعب الإيراني في ذكرى وفاة الشابة مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق في طهران.
وأكدت بيربوك حينها أنه "حتى لو اختفت الاحتجاجات من العناوين الرئيسية، فلن نترك الشعب الإيراني".
ووعدت بأن "يكون مصير الشعب الإيراني على جدول أعمال المؤسسات الدولية في بروكسل ونيويورك وجنيف"، قائلة: "من المحزن للغاية بالنسبة لنا إننا غير قادرين على تغيير أوضاع إيران من الخارج، لكننا لن نتردد في أن نكون صوت الشعب الإيراني".
ولطالما دعمت برلين عقوبات الاتحاد الأوروبي ضد النظام الإيراني. ولا تتعلق هذه العقوبات ببرنامج طهران النووي فحسب، بل استهدفت أيضًا القمع الوحشي للمتظاهرين في حركة "المرأة، الحياة، الحرية".
وقد أدانت وزيرة الخارجية الألمانية مرارا انتهاك حقوق الإنسان من قبل سلطات النظام الإيراني.
يذكر أن "بيربوك تعد أحد أكثر المسؤولين الأوروبيين صراحةً، وقد اتخذت مرارًا موقفًا ضد معاملة طهران للنساء والمتظاهرين".
وقالت علي نجاد أيضًا في هذا الاجتماع إن "النساء في إيران وأفغانستان يقاتلن ضد عدو مشترك، وهو الفصل العنصري بين الجنسين".
وقدمت مؤسسة "أكسل سبرينغر" جائزة الشجاعة للنساء الأفغانيات اللاتي قاتلن نظام طالبان منذ إعادة تأسيسه.
وأكدت علي نجاد على أن "منح الجوائز وحدها لا يكفي"، وحذرت من أنه "إذا لم يتم اتخاذ خطوات عملية لإسقاط النظام الإيراني وطالبان من السلطة، فسوف يدمرونكم على الأراضي الألمانية".
وكانت علي نجاد هدفًا للهجمات الإرهابية التي شنها النظام الإيراني عدة مرات.
وفي تقييم الأمم المتحدة لحالة حقوق المرأة، الذي تم تقديمه إلى مجلس الأمن في نوفمبر (تشرين الثاني)، جاء أن "الحقوق الأساسية للنساء والفتيات، بما في ذلك الحق في التعليم، والحق في العمل، والحق في التمثيل في الساحات العامة والسياسية، من بين الواجبات الأساسية للنظام. ولن تكون التنمية والنمو الاقتصادي والسلام والأمن على المدى الطويل ممكنة دون إعمال حقوق المرأة".
وفي هذا البيان، تم التأكيد أيضًا على أن "إعادة دمج أفغانستان في المؤسسات والأنظمة الدولية يعتمد على مشاركة وقيادة المرأة الأفغانية".
ومنذ عودة طالبان، مُنعت معظم الفتيات الأفغانيات من الالتحاق بالمدارس الثانوية. كما أنه "لا يُسمح للنساء في هذا البلد بالالتحاق بالجامعات".
ومنعت طالبان النساء الأفغانيات من العمل في منظمات الإغاثة، وأغلقت صالونات تصفيف الشعر، ومنعت النساء من الذهاب إلى الحدائق، والسفر دون ولي أمر ذكر.
وفي إيران، تم استهداف النساء من قبل السياسات القمعية للنظام الإيراني منذ بداية الاحتجاجات التي عمت البلاد العام الماضي.
وواجهت النساء الإيرانيات اللاتي وقفن ضد الحجاب الإجباري عقوبات مثل الغرامات والسجون والحرمان من التعليم.