قال المرشد الإيراني علي خامنئي، الأربعاء 29 نوفمبر (تشرين الثاني)، مشيدا بهجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، إن سياسة إيران لا تهدف إلى "إلقاء الصهاينة واليهود في البحر".
وفي حديثه أمام تجمع في طهران، قال المرشد الإيراني البالغ من العمر 84 عامًا إن "طوفان الأقصى" كانت ضد "النظام الصهيوني"، لكن هدفها الحقيقي كان "القضاء على النفوذ الأميركي في المنطقة".
وأضاف: "هذا الحدث التاريخي، بالمعنى الحقيقي للكلمة، قادر على تعطيل سياسات أميركا في هذه المنطقة، وبمشيئة الله، ستستمر هذه العاصفة وستمحو الأجندة الأميركية".
وكرر خامنئي سياسة طهران القائمة منذ فترة طويلة والمطالبة بإجراء استفتاء لتقرير مصير فلسطين وإسرائيل، لكنه دعا في الوقت نفسه إلى تكرار "طوفان الأقصى"، الذي لم تميز فيه حماس بين المدنيين والعسكريين الإسرائيليين ووصفته إسرائيل بالهجوم "البربري والقاتل".
وقال خامنئي: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤيد إجراء الاستفتاء في فلسطين وتحترم رأي الشعب. وجهة نظر الجمهورية الإسلامية ليست إبادة الصهاينة واليهود".
يشار إلى أن خامنئي وأنصاره رفضوا الدعوات لإجراء استفتاء في إيران لتغيير الدستور بعد عدة جولات من الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام.
وخلال فترة حكمه التي استمرت 34 عامًا، جعل خامنئي "تدمير إسرائيل" على رأس أولويات السياسة الخارجية للجمهورية الإسلامية، حيث وجه موارد اقتصادية هائلة لإنشاء وتمويل وتسليح الجماعات المسلحة في المنطقة التي تهدف إلى محاربة الدولة اليهودية. وحظيت الجماعات المسلحة الفلسطينية، وكذلك حزب الله اللبناني، بدعم كامل من طهران.
وأدان خامنئي في خطابه بشدة الهجمات الإسرائيلية على غزة، دون أن يذكر أن الحملة بدأت بعد أن قتلت حماس 1200 شخص في إسرائيل، معظمهم من المدنيين. وأصر على أن العملية العسكرية الإسرائيلية كانت وصمة عار بالنسبة للولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى التي دعمتها، مدعيا أن 5000 طفل قتلوا بالقنابل الفسفورية.
وبعد رد الفعل الدولي القوي على هجوم حماس، حاول النظام الإيراني القول بأنه لم يكن لديه علم مسبق بالعملية. ومع ذلك، يصعب على الكثير تصديق أن حماس قد تنخرط في مثل هذه المغامرة المحفوفة بالمخاطر دون أن تطلب الإذن من راعيها الأساسي.
ومع ادعائها بعدم تواجد أي دور في الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تجنبت الجمهورية الإسلامية التدخل العسكري المباشر في الحرب التي تلت ذلك، على الرغم من تفاخرها لسنوات بامتلاك ترسانة صواريخ باليستية مدمرة موجهة ضد إسرائيل.
وفي السياق نفسه، تجنب حزب الله اللبناني أيضاً الدخول في حرب كاملة مع إسرائيل، واقتصر نشاطه على المناوشات الحدودية.
كما رفض خامنئي الجهود الأميركية لتشكيل شرق أوسط جديد، قائلا إن خططهم في لبنان واحتلال العراق كلها باءت بالفشل.
وأضاف أنهم لم يتمكنوا أيضاً من تشكيل سوريا حسب رغبتهم، متهماً واشنطن بـ"هندسة الثورة" ضد حكومة بشار الأسد.
المرشد الإيراني أكد أن "الجغرافيا السياسية للمنطقة تشهد تغيرات، ولكن ليس لصالح الولايات المتحدة، بل لصالح جبهة المقاومة". وقال: "نعم، لقد تغيرت الخريطة الجيوسياسية لغرب آسيا، ولكن لصالح المقاومة التي خرجت منتصرة"، في إشارة إلى جميع القوات الوكيلة التي أنشأتها الجمهورية الإسلامية ورعايتها في المنطقة.
ومضى خامنئي إلى التأكيد على أن الاتجاه الحالي في المنطقة هو القضاء على النفوذ والقوة الأميركية، واصفا إياها بـ"الهيمنة الأميركية".
وأضاف خامنئي: "السياسة والتوجه في هذه المنطقة اليوم يدور حول التخلص من أميركا. ومن العلامات الواضحة والبارزة التي ظهرت اليوم هي "عاصفة الأقصى". نعم هذه العاصفة هي ضد النظام الصهيوني، لكنها أيضا من أجل التخلص من الهيمنة الأميركية".