أفادت تقارير إيرانية بأن مجلس الخبراء المكلف باختيار خليفة للمرشد علي خامنئي البالغ من العمر 84 عاما، بصدد تحديد نائب له. وذلك تحسبا لـ"وفاته بشكل مفاجئ".
يشار إلى أن هذا المنصب تم إلغاؤه عام 1989 بعد الخلافات بين المرشد الأول الخميني، ونائبه حسين علي منتظري، الذي ظل قيد الإقامة الجبرية بسبب خلافاته مع الخميني وبعده خامنئي حتى وفاته عام 2009.
ويشكل غياب خليفة للمرشد منذ عام 1989 تهديداً محتملاً لاستقرار إيران، حيث لا يزال الأمر مجهولا حول خليفة خامنئي المحتمل ومدى قدراته في إدارة البلاد التي تواجه أزمات داخلية وخارجية كبيرة.
وكشف آية الله رحيم توكل، عضو مجلس الخبراء، في 28 نوفمبر (تشرين الثاني)، عن تكليف لجنة داخل المجلس مهمتها تعيين نائب للمرشد. وأكد على سرية عمل اللجنة، مشيراً إلى أن أعضاءها، بالإضافة إليه هو ورئيس المجلس، هم فقط الذين يعرفون أسماء المرشحين لمنصب نائب المرشد. لذلك، "لم يكن هناك أي نقاش حول هذا الأمر في اجتماع المجلس الأخير". وأوضح توكل أن "ما تفعله اللجنة ومن تختاره هو سر في مجلس الخبراء".
وعلى الرغم من أنه بذل قصارى جهده للحفاظ على السرية بشأن هذه المسألة، لكن موقع "جماران نيوز" الإصلاحي تكهن بأن "الرئيس إبراهيم رئيسي، وخطيب صلاة الجمعة في طهران أحمد خاتمي هما العضوان الآخران في اللجنة".
وعلق توكل على تكهنات الموقع قائلا: "نعم. وأنا عضو في اللجنة أيضًا".
وأوضح أن خامنئي هو الشخص الوحيد خارج اللجنة المطلع على أسماء المرشحين المحتملين لمنصب نائب المرشد. وتتكون اللجنة المعروفة باسم "لجنة تحديد المرشد القادم" من ثلاثة أعضاء فقط، مما يثير تساؤلات حول أدوار الأعضاء الـ88 المتبقين في مجلس الخبراء.
وردا على الانتقادات الموجهة إلى مجلس الخبراء الذي يقدم فقط تقارير عن نشاطات خامنئي بدلا من مراقبة أدائه كما هو منصوص عليه في الدستور الإيراني، قال توكل إن المجلس لا يتدخل في عمل المرشد والمؤسسات التي تعمل تحت إمرته، ومع ذلك، هناك علاقة ذات اتجاهين بين المرشد ومجلس الخبراء"، حسب وصفه.
يذكر أنه في الأسبوع الماضي، أثار الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني صراحة احتمال وفاة خامنئي بشكل مفاجئ وأهمية مسألة الخلافة في القيادة. وقال: "كل يوم نقترب من يوم وفاته مع أننا نتمنى له طول العمر".
أحد الحلول المقترحة تعيين قيادة حكم جماعية. رغم أن هذا الحل منذ عام 1988، يواجه معارضة مجلس الخبراء، حيث يرى المجلس أن تضارب المصالح بين أفراد الجماعة قد يجر البلاد إلى الفوضى.
وبالتالي فإن القيادة الفردية من قبل شخصيات مثل مجتبى نجل خامنئي، والرئيس إبراهيم رئيسي، والرئيس السابق حسن روحاني، هي الخيارات الأكثر ترجيحا، على الرغم من تضاؤل شعبيتهم.
ومع ذلك، يظل القرار النهائي غير مؤكد، لأن رغبات الناس، إذا تم أخذها في الاعتبار، تقدم رواية مختلفة تمامًا عما يريده مجلس الخبراء وسلطات النظام؛ حيث أظهرت الاحتجاجات الشعبية منذ عام 2017 رفضًا عامًا متزايدًا لحكم خامنئي وهيمنة رجال الدين في إيران.