أكدت الناشطة الإيرانية نرجس محمدي، الحائزة على جائزة نوبل للسلام هذا العام، في رسالة مهربة من السجن، أنها ستواصل نضالها من أجل حقوق الإنسان حتى لو كان ذلك على حساب حياتها.
وتم نشر رسالة محمدي، اليوم الاثنين 4 ديسمبر (كانون الأول) في التلفزيون السويدي.
يذكر أن محمدي مسجونة الآن في سجن إيفين بتهم سياسية، بما في ذلك الدعاية ضد النظام الإيراني.
وبحسب تقرير التلفزيون السويدي، فقد كتبت محمدي في رسالتها: "السجن، والتعذيب النفسي، والحبس الانفرادي الدائم، وإصدار الأحكام المتعاقبة؛ لم ولن تمنعني"، مضيفة: "سأناضل من أجل الحرية والمساواة حتى لو كلفني ذلك حياتي".
يذكر أن نرجس محمدي، المتحدثة باسم مركز المدافعين عن حقوق الإنسان في إيران، اعتقلت يوم 12 أبريل (نيسان) العام الماضي، عندما اقتحمت قوات أمن النظام الإيراني منزلها، وتم نقلها إلى سجن قرجك بطهران لقضاء عقوبتها، حتى نُقلت إلى سجن إيفين في يوليو (تموز).
وحُكم على محمدي بالسجن لمدة 10 سنوات و8 أشهر و154 جلدة بسبب أنشطتها في مجال حقوق الإنسان في قضيتين منفصلتين.
وبعد بضعة أشهر من سجن محمدي، حكم عليها بالسجن لمدة 15 شهرًا بتهمة "الدعاية ضد النظام" في قضية أخرى رفعوها ضدها.
وقال التلفزيون السويدي إنه "تلقى رسالة محمدي ردا على أسئلة أرسلت إليها عبر وسطاء في السجن، لكنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل".
وبدأت محمدي إضرابًا عن الطعام الشهر الماضي احتجاجًا على عدم حصولها على الخدمات الطبية.
ولم توضح محمدي في رسالتها الأخيرة حالتها الصحية، قائلة إنها "تفتقد طفليها (كيانا، وعلي) أكثر من أي شيء آخر".
يذكر أن طفلي محمدي يعيشان في فرنسا مع والدهما تقي رحماني.
وكتبت محمدي حول طفليها: "خاصة في هذه الأيام، يتحدث جميع السجناء الجدد عن المقابلات التي أجروها، لكنني لم أر كيانا وعلي منذ أكثر من 8 سنوات".
وقالت كيانا للتلفزيون السويدي إن "عائلة محمدي لم يكن لها أي اتصال مباشر مع نرجس محمدي منذ عام و9 أشهر".
وقالت الشابة البالغة من العمر 17 عامًا: "قبل ذلك، كنا نتحدث عبر الهاتف أحيانًا، لكن ذلك توقف".
ومن المقرر أن "يقام حفل توزيع جائزة نوبل هذا العام يوم 10 ديسمبر (كانون الأول) في أوسلو واستكهولم".
وفي حين أن "نرجس محمدي لن تتمكن من المشاركة في هذا الحفل بسبب وجودها في السجن، وبحسب مؤسسة نوبل فإن "طفليها سيشاركان في هذا الحفل نيابة عن والدتهما".
وسيحصلان على شهادتي تقدير وميدالية سيتم تقديمها لمحمدي في مدينة أوسلو، وسيقومون بإلقاء كلمة نيابة عن والدتهما.
وقبل أيام قليلة، صنفت صحيفة "فايننشيال تايمز" البريطانية، نرجس محمدي كواحدة من أكثر 25 امرأة تأثيرا في عام 2023.
وفي ملاحظة قصيرة كتبتها السينمائية الإيرانية- الفرنسية مرجان ساترابي عن محمدي لصحيفة "فايننشيال تايمز"، جاء فيها: "نرجس مثال الشجاعة، وهي اختيار صحيح لجائزة نوبل للسلام"، مضيفة أن محمدي تناضل من أجل حقوق الإنسان، ومن أجل حق المرأة في التحكم بجسدها، ضد ما تسميه "التعذيب الأبيض"، وعقوبة الحبس الانفرادي والعزلة الشديدة التي يواصلها النظام الإيراني.