جاء رد الحكومة الأميركية على الهجمات على السفن في البحر الأحمر، يوم الأحد، عبارة عن مزيج من إلقاء اللوم على إيران، والتقليل من أهمية التهديد الذي تتعرض له البحرية الأميركية.
وبدأت الحادثة عندما تعرضت ثلاث سفن تجارية لهجوم من قبل الحوثيين المدعومين من إيران، يوم الأحد الماضي 3 ديسمبر (كانون الأول). استجابت "يو إس إس كارني" لنداءات الاستغاثة الصادرة عن السفن، وأسقطت ثلاث طائرات مسيرة وفقا لتقرير البنتاغون.
لكن في وقت لاحق قال البنتاغون إنه غير متأكد مما إذا كانت السفن الحربية الأميركية مستهدفة من قبل الحوثيين.
ومع ذلك، أشار مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، في مؤتمر صحفي بعد ظهر الاثنين، بأصابع الاتهام إلى طهران، وقال: "لدينا كل الأسباب للاعتقاد بأن هذه الهجمات، التي رغم شنها من قبل الحوثيين في اليمن، تم تمويلها بالكامل من قبل إيران".
وأضاف سوليفان أن محادثات تجري مع حلفاء الولايات المتحدة لتشكيل "قوة عمل بحرية من نوع ما" لضمان المرور الآمن للسفن في البحر الأحمر.
وتحاول إدارة بايدن جاهدة تجنب المواجهة المباشرة مع إيران والتصعيد المحتمل للحرب في المنطقة. لكن الاستهداف المستمر للقوات والمصالح الأميركية يجعل هذه الاستراتيجية "غير مقبولة" لا سيما من جانب الجمهوريين.
وكتبت الصحافية الأميركية، لارا سليغمان، من "بوليتيكو" عبر منصة "إكس" بأن "المعركة التي استمرت لساعات وشملت السفن التجارية الأميركية في البحر الأحمر في نهاية هذا الأسبوع تركت بعض المسؤولين الأميركيين محبطين بسبب ما يعتبرونه التقليل المتعمد من إدارة بايدن لتهديد كبير ضد القوات الأميركية".
من جانبه قال خبير الشرق الأوسط، تشارلز ليستر، في تغريدة: "أخبرني مصدران في وزارة الدفاع الأميركية اليوم أن البيت الأبيض بقيادة بايدن قد فرض، بحسب تعبير أحدهما، "كل قيد ممكن" على قدرات وزارة الدفاع للرد ضد هجمات الوكلاء الإيرانيين."
وانتقدت السيناتور عن الحزب الجمهوري، جوني إرنست، إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وقالت: "نحن بحاجة إلى حزم أكبر للرد على إيران. ستستمر هذه الأمور في التصاعد إذا كانت الرد ضعيفا من هذه الإدارة."
ويقول منتقدو جو بايدن إن نهجه شجع إيران ووكلاءها في الهجوم على القواعد والمنشآت الأميركية وحلفائها في المنطقة، ويطلق البعض على استراتيجية بايدن تجاه طهران مصطلح "الاسترضاء"، ويطالبون باتخاذ إجراءات أكثر صرامة.
وتساءل عضو الكونغرس، مايك والتز، في مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" يوم الاثنين: "ما الذي سيتطلبه الأمر لكي تتخذ إدارة بايدن إجراءات لوقف إيران؟ إن بحارتنا الذين يتعرضون لنيران مباشرة من صواريخ وطائرات مسيرة إيرانية الصنع يستحقون الأفضل".
وفي الأسابيع الماضية، هاجم الحوثيون عدة سفن في البحر الأحمر، وأطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه إسرائيل. لكنهم تجنبوا استهداف الأميركيين حتى يوم الأحد الماضي.
وبذلك يمكن قراءة الموجة الأخيرة من هجمات الحوثيين على أنها تصعيد واضح، مما قد يجعل من الصعب على بايدن وفريقه تجاهل دور النظام الإيراني، وكذلك علاقته بالحرب على غزة.
وعلى الرغم من الرسائل الواضحة من الحوثيين في اليمن، يبدو أن الولايات المتحدة وإسرائيل تفضلان تصوير هجمات البحر الأحمر كـ"قضية منفصلة" لا علاقة لها بالحرب في غزة. ومع ذلك، لم يستبعد أي من واشنطن وتل أبيب إمكانية الرد العسكري على هجمات الحوثيين.
وقال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية، طلب عدم ذكر اسمه، لصحيفة "بوليتيكو" حول الهجوم الذي شنه الحوثيون المدعومون من إيران على سفن في البحر الأحمر والرد الأميركي: "إذا شعرنا بالحاجة إلى الرد، سنتخذ هذا القرار في الوقت والمكان المناسبين، وهذا قرار سيتخذه وزير الدفاع بالتنسيق مع الرئيس".
وردت الولايات المتحدة على وكلاء إيران في العراق وسوريا عدة مرات في الأسابيع الماضية. يوم الأحد، قتلت طائرة مسيرة أميركية خمسة مسلحين في العراق، كانوا، بحسب البنتاغون، يستعدون "لإطلاق طائرة مسيرة هجومية".
وفي معرض حديثه عن الهجمات المستمرة التي يشنها وكلاء إيران على القوات الأميركية في جميع أنحاء الشرق الأوسط، ألقى السيناتور، بيت ريكيتس، باللوم على إدارة بايدن، وكرر ما يبدو أنه رأي الكثير في واشنطن، وقال: "الشيء الوحيد الذي يفهمونه (الإيرانيين) هو القوة، وعندما نظهر الضعف، فإننا نشجعهم فقط على الاستمرار في مهاجمتنا".