واصلت السلطات الإيرانية وتيرتها المتسارعة في تنفيذ عمليات الإعدام رغم الانتقادات والمناشدات الدولية بوقفها، وقامت بإعدام 4 أشخاص على الأقل صباح اليوم، الأربعاء 6 ديسمبر (كانون الأول)، في سجون "دهدشت" و"سنندج" و"سقز".
وأعلنت وكالة أنباء "هرانا" عن هوية أحد هؤلاء السجناء وهو ذبيح الله أرجمند البالغ من العمر 35 عاماً، والذي تم إعدامه شنقاً في سجن "دهدشت" المركزي صباح اليوم.
وتم القبض على أرجمند وحُكم عليه بالإعدام لارتكابه جرائم تتعلق بالمخدرات.
وبحسب المعلومات التي نشرها رضا أكوانيان، الناشط في مجال حقوق الإنسان على شبكة التواصل الاجتماعي "X"، فإن أرجمند من مواليد عام 1988، وتم اعتقاله وحكم عليه بالإعدام عام 2019 بتهمة حيازة المخدرات، و"يقول أصدقاؤه إن ذبيح الله أُجبر على نقل المخدرات بسبب الفقر الاقتصادي."
وفي الفيديو الذي تم تسجيله من أمام سجن "دهدشت" مساء الثلاثاء 5 ديسمبر (كانون الأول)، تقول والدة ذبيح الله أرجمند بعد اللقاء الأخير مع ابنها: "نظرتَ في عيني وذرفتَ الدموع يا عزيزي، نظرتَ في عيني، ماذا كنت تريد أن تقول؟"
وقالت والدة أرجمند مخاطبة المواطنين إن ابنها تم نقله إلى الحجر الصحي للإعدام، وطلبت منهم أن يتجمعوا أمام السجن ليلاً لعلهم يمتنعون عن إعدامه.
وجاء في تقرير أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة إلى الجمعية العامة حول انتهاك حقوق الإنسان في إيران، والذي نشر مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أن 239 شخصاً من المعدومين في الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، قد حُكم عليهم بالإعدام بسبب جرائم تتعلق بالمخدرات .
وارتفع هذا الرقم بنسبة 98% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقد نُفذ، الأربعاء، حكم الإعدام بحق خالد روحي، وسيروس حيدري، السجينين الكرديين، في سجن "سنندج" المركزي بتهمة القتل العمد.
وكتبت منظمة "هنغاو" لحقوق الإنسان أن سيروس حيدري حُكم عليه بالإعدام قبل 12 عامًا، وخالد روحي قبل 4 سنوات.
وتم اليوم تنفيذ حكم الإعدام بحق سجين من مدينة "سقز" في السجن المركزي لهذه المدينة. وسبق أن حُكم على هذا السجين بالإعدام بتهمة "الاغتصاب".
وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، الخميس 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، في تقرير لها أن عدد عمليات الإعدام التي نفذها النظام الإيراني وصل إلى 707 أشخاص منذ بداية العام الجاري، وكتبت أن هذا الرقم غير مسبوق في السنوات الثماني الماضية.
وأعلنت هذه المنظمة الحقوقية في تقريرها أن تنفيذ أحكام الإعدام تسارع منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، كما تم إعدام ما لا يقل عن 176 شخصا في إيران خلال 54 يوما من الحرب.
وفي يوم الثلاثاء 5 ديسمبر (كانون الأول)، صدر البيان المشترك لخمس نقابات عمالية فرنسية ردا على تكثيف القمع وزيادة عمليات الإعدام في إيران.
وكتبت هذه النقابات أن النظام الإيراني بدأ في قمع "الغضب الاجتماعي والشعبي للإيرانيين تجاه الأزمة الاقتصادية" من خلال استغلال الاهتمام العالمي بحرب غزة.
وذكرت النقابات العمالية الفرنسية الخمس في جزء من بيانها أن النظام زاد بشكل كبير عدد عمليات الإعدام في محاولة لـ"إثارة الرعب" بين المواطنين.
ورد الاتحاد الأوروبي يوم الجمعة 1 ديسمبر (كانون الأول)، في بيان، على إعدام حميد رضا آذري، والذي يقل عمره عن 18 عاماً، وميلاد زهره وند، وهو متظاهر اعتقل خلال الانتفاضة الشعبية في إيران، وبالإشارة إلى إعدام ما لا يقل عن 600 سجين في إيران منذ يناير (كانون الثاني)، ووصف عمليات الإعدام بأنها "فظيعة".
وكرر الاتحاد الأوروبي معارضته الصارمة والمبدئية لاستخدام عقوبة الإعدام في أي وقت وتحت أي ظرف من الظروف.
وتظهر التحقيقات التي أجرتها "إيران إنترناشيونال" بشأن عمليات الإعدام المنفذة في إيران أن النظام الإيراني أعدم ما لا يقل عن 11 سجينًا سياسيًا وسجين رأي بتهم مختلفة في الأسابيع الثلاثة الماضية (من 11 نوفمبر إلى 1 ديسمبر).
وفي هذه الفترة تم إعدام السجناء السياسيين وسجناء الرأي: كامران رضائي، وأيوب كريمي، وقاسم أبسته، وهاني البوشهبازي، وكدا علي صابر مطلق، وميلاد زهره وند، وغلام رسول حيدري، ومحمد كريم باركزائي، ومحمد براهويي، وإدريس بيلراني، وميثم جنداني.
وتم إعدام هؤلاء السجناء في سجون "عادل أباد" شيراز، و"قزل حصار" كرج، و"سبيدار" الأهواز، و"رشت" المركزي، و"ملاير"، و"زاهدان".