ذكر موقع "فارس" الإخباري، التابع للحرس الثوري الإيراني، أن إسرائيل لا تستهدف بشكل منهجي القوات الإيرانية في سوريا، مقللا من شأن الغارات الجوية الإسرائيلية المتكررة.
ويبدو أن إيران المحاصرة بين العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي أثرت على حركة حماس حليفة طهران، وبين الضربات الجوية الإسرائيلية في سوريا تحاول الدفاع عن سمعتها ومصداقيتها العسكرية.
وكتبت وكالة "فارس"، يوم الثلاثاء 5 ديسمبر (كانون الأول)، أن وسائل الإعلام الأجنبية تزعم أن "إسرائيل تهاجم بشكل متسلسل المواقع الإيرانية في سوريا". إلا أن هذه التأكيدات بعيدة كل البعد عن الواقع. وليس لدى إسرائيل أي نية أو جرأة لشن هجوم متعمد على القوات الإيرانية.
ويتناقض ادعاء "فارس" مع تاريخ الهجمات الإسرائيلية على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، والتي تحدث بشكل روتيني منذ أوائل عام 2017.
ونفذت إسرائيل مئات الهجمات التي استهدفت مستودعات الأسلحة والمواقع الأمامية والمطارات السورية التي تستخدمها إيران لنقل أسلحتها إلى هذه البلاد.
ووقع ما لا يقل عن عشرين هجومًا من هذا القبيل في 12 شهرًا من أبريل (نيسان) 2022 إلى أبريل (نيسان) 2023.
ووفقًا لمصادر إسرائيلية، وقع 100 هجوم قبل عام 2017، وبحلول نهاية عام 2018، ارتفع العدد بالفعل إلى 200 هجوم.
وانخرطت إيران في الحرب الأهلية السورية في عام 2011 وبدأت في إرسال أفراد عسكريين لسوريا.
كما نشرت ميليشيات أفغانية وعراقية وميليشيات أخرى للقتال إلى جانب قوات بشار الأسد، لكن قوتها القتالية الرئيسية هي حزب الله اللبناني.
ومع ذلك، بدأت إيران أيضًا في شحن الأسلحة لحزب الله فقط لتخزينها في لبنان لاستخدامها المحتمل ضد إسرائيل.
وكثيراً ما استهدفت الهجمات الجوية الإسرائيلية هذه الشحنات، سواء كانت في مستودعات في سوريا أو في طريقها إلى لبنان.
ومع ذلك، تنفي وكالة "فارس" وقوع مئات الهجمات الإسرائيلية، وتدعي أنه لم يتم تنفيذ سوى عدد قليل من الغارات الجوية، وأن إيران تكبدت حتى الآن عددًا قليلاً من الضحايا.
علاوة على ذلك، يقول الناطق بلسان الحرس الثوري الإيراني إن هذه الهجمات والإصابات كانت أخطاءً من جانب إسرائيل، التي لم تكن تنوي ضرب أهداف إيرانية.
وقالت وكالة "فارس" إن "الهجمات حدثت في معظمها إما بسبب عدم وجود معلومات من جانب الصهاينة حول وجود القوات الإيرانية، أو نقل المعلومات عبر وسطاء، مثل الروس، ومقتل القوات الإيرانية يأتي فقط بسبب بعض سوء التنسيق".
ووقع الهجوم الإسرائيلي الأخير الأسبوع الماضي، واعترفت إيران بمقتل اثنين من كبار ضباطها في سوريا، وتعهدت بالانتقام.
وبينما تدعم طهران حماس مالياً وعسكرياً، قررت عدم التورط بشكل مباشر في حرب غزة للدفاع عن حليفتها حماس.
ويبدو أن الحرس الثوري الإيراني ينظر إلى هذا باعتباره إحراجًا محليًا وإقليميًا محتملاً، بعد عقود من التهديدات بأنه يمكنه محو إسرائيل من الخريطة بصواريخه الباليستية.
ومنذ بدء الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول)، دأب جنرالات الحرس الثوري الإيراني بشكل متكرر على الادعاء بنشر أنظمة أسلحة جديدة، وإصدار تحذيرات ضد أي قوة قد تجرؤ على تحديهم.
في الوقت نفسه، أرسلت الولايات المتحدة مجموعة هجومية بحرية بقيادة حاملة الطائرات "دوايت د. أيزنهاور" إلى المياه الخليجية الأسبوع الماضي، كما أرسلت المملكة المتحدة سفينة حربية إضافية.
إحدى الطرق التي حاول الحرس الثوري الإيراني من خلالها التعويض عن افتقاره إلى العمل المباشر للدفاع عن حماس، كانت الهجمات المتكررة التي شنها وكلاء إيرانيون ضد القواعد الأميركية في العراق وسوريا، فضلاً عن الهجمات المتصاعدة على السفن في البحر الأحمر من قبل قوات الحوثيين اليمنيين.
لكن طهران حاولت التنصل من أي دور في هذه الهجمات، وأصرت على أن قوى "المقاومة" تتصرف بمفردها دفاعا عن حماس.