تتلقى إدارة بايدن المزيد من الانتقادات بسبب فشلها في ردع إيران ووكلائها في الشرق الأوسط منذ اندلاع حرب غزة في أكتوبر (تشرين الأول).
ولم تواجه الزيادة الملحوظة في هجمات الحوثيين المدعومين من إيران أي انتقام أميركي، مما ترك العديد من المشرعين والمسؤولين في واشنطن في حيرة وفزع.
السيناتور، توم تيليس، قال لمراسل "إيران إنترناشيونال" آرش علائي، الأربعاء 6 ديسمبر (كانون الأول): "نحن بحاجة إلى البدء في تحميلهم المسؤولية. أعتقد أن الإدارة بحاجة إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة لأننا نعلم جميعا أن إيران تساعد وتحرض على هذا الأمر".
في الأيام القليلة الماضية، اضطرت المدمرتان الأميركيتان، "كارني" و"ماسون"، إلى القيام بعمل عسكري عندما واجهتا صواريخ وطائرات مسيرة أطلقت من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن.
واعترضت المدمرة الأميركية "يو إس إس ماسون"، يوم الأربعاء، طائرة مسيرة انطلقت من منطقة يسيطر عليها الحوثيون وأسقطتها. وقبل ثلاثة أيام، أسقطت السفينة "يو إس إس كارني" ثلاث طائرات مسيرة بعد أن تلقت نداءات استغاثة من السفن التي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين المدعومين من إيران في البحر الأحمر.
وقال السيناتور تيليس: "كل واحدة من هذه الطائرات المسيرة وكل واحدة من هذه الصواريخ التي يتم إطلاقها على المركبات التجارية هي أعمال إرهابية".
لكن يبدو أن إدارة بايدن مترددة في التصرف على هذا الأساس، مشيرة إلى أنه لا يمكن إثبات أن الحوثيين يعتزمون استهداف السفن الحربية الأميركية.
ووفقًا لصحيفة "بوليتيكو" فإن كبار مسؤولي إدارة بايدن يعارضون استهداف الحوثيين في الوقت الحالي، على الرغم من أن بعض الضباط العسكريين يدعون إلى "ردود فعل أكثر قوة على هجمات المسلحين في البحر الأحمر".
ويقول منتقدو الرئيس بايدن إن عدم اتخاذ أي إجراء ضد إيران قد مكّن وشجع النظام ووكلاءه في المنطقة. ويتهم كثير بايدن باتباع سياسة "الاسترضاء" مع طهران.
وقال السيناتور الجمهوري، رون جونسون، لمراسل "إيران إنترناشيونال": "إدارة بايدن تقوم بتحويل مليارات الدولارات إلى أكبر راع للإرهاب. ضعف إدارة بايدن أشعل العالم".
ويحاول الرئيس بايدن وفريقه جاهدين تجنب توسع الصراع منذ أن هاجمت قوات حماس إسرائيل في 7 أكتوبر.
وحسبما ذكرت صحيفة "بوليتيكو" يبدو أنهم يشعرون بالقلق من أن النظام في طهران سوف يصعد من الأزمة من خلال وكلائه في اليمن ولبنان وسوريا والعراق.
وبشكل أكثر تحديداً، يبدو أن الحكومة الأميركية تشعر بالقلق من أن استهداف الحوثيين أو حتى إعادة تصنيفهم كمجموعة إرهابية يمكن أن يعرض عملية السلام في اليمن للخطر.
ويرى الكثير في واشنطن أن الهجمات الجريئة التي يشنها الحوثيون هي نتيجة مباشرة لقرار البيت الأبيض إزالة الجماعة من القائمة السوداء الأميركية للإرهاب في الأيام الأولى لإدارة بايدن.
وقال السيناتور، روجر ويكر، العضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، إن "الأعمال الإرهابية الدنيئة في البحر الأحمر تظهر مدى استهتار قرار الرئيس بايدن شطب الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية عندما تولى منصبه".
وقال لصحيفة "ديلي كولر": "لقد حان الوقت لتوجيه رد قوي وعقابي على وكلاء إيران في جميع أنحاء المنطقة وإعادة إدراج الحوثيين في قائمة المنظمات الإرهابية".
ومنذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة، هاجم الحوثيون عدة سفن في البحر الأحمر، وأطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ باتجاه إسرائيل. لكنهم تجنبوا الصراع المباشر مع الأميركيين حتى نهاية الأسبوع الماضي.
وأدت الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع، والتي أجبرت السفن الحربية الأميركية على الاشتباك، إلى زيادة المخاطر.
وفي إشارة إلى فشل الاستراتيجية الحالية في ردع إيران ووكلائها، يدعو الجمهوريون في الكونغرس الإدارة إلى الرد بمزيد من القوة.
ومع عدم وجود نهاية واضحة للصراع في الأفق، يبدو من المؤكد أن السياسة الخارجية بشكل عام، والعلاقة مع إيران بشكل خاص، سوف تصبح قضية مثيرة للجدل بشدة في الانتخابات الرئاسية في العام المقبل.
وتساءل السيناتور، روجر مارشال، على "X": "تعرفون ما الذي سيرسل رسالة ردع لإيران، إقالة جو بايدن بعد 11 شهرًا (في الانتخابات الرئاسية)".