أشار إمام أهل السنة في إيران، مولوي عبدالحميد، في خطبة الجمعة اليوم 8 ديسمبر (كانون الأول)، إلى اختلاس 3 مليارات ونصف المليار دولار في "قضية الشاي"، قائلا: "الفساد أصبح منتشرا لدرجة أن البعض تجرأ على أخذ هذا المبلغ الكبير لنفسه"، مضيفا: "لا أحد يستطيع مواجهة الفساد في البلاد".
وأظهرت مقاطع الفيديو والتقارير المتداولة من مدينة زاهدان بمحافظة بلوشستان، أن "الأجواء الأمنية سادت في هذه المدينة كما كان الحال في الأسابيع الماضية".
وقبل بدء صلاة الجمعة، تمركزت أعداد كبيرة من القوات العسكرية والقوات الأمنية حول مسجد مكي ومصلى زاهدان، وقامت بدوريات في الشوارع المحيطة بمكان إقامة صلاة الجمعة في هذه المدينة.
وأعلن مكتب مسجد مكي، صباح اليوم الجمعة، عن "حظر" البث المباشر لحساب مولوي عبدالحميد على "إنستغرام"، وكتب أنه "سيتم بث خطبة صلاة الجمعة عبر قناته على يوتيوب".
وبعد مجزرة الجمعة الدامية في زاهدان يوم 30 سبتمبر (أيلول) العام الماضي، انقطعت خدمة الإنترنت عن هذه المدينة عدة مرات أو تعرضت لانقطاعات واسعة النطاق. كما انقطع البث المباشر لخطبة مولوي عبدالحميد، عدة مرات بسبب هذه الانقطاعات.
وفي أوائل سبتمبر (أيلول) من هذا العام، فإن مجموعة "Surfshark"، التي تنشط في مجال المراقبة وتوفير الوصول إلى الإنترنت دون قيود، أفادت بأن "مدينة زاهدان، ونتيجة لذلك، شهدت أكبر عدد من انقطاعات الإنترنت في العالم؛ في الأشهر الستة الأولى من هذا العام".
وأشارت الإحصائيات التي تم جمعها من 196 دولة مختلفة إلى أنه "تم تسجيل 42 حالة انقطاع في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي، وتمثل إيران ثلث هذه الانقطاعات، وبالتالي فهي تعتبر صاحبة الرقم القياسي لأكبر عدد من القيود على الإنترنت في العالم".
وقد ذكر مولوي عبدالحميد، في خطبة صلاة الجمعة اليوم، مرة أخرى، المشاكل الاقتصادية التي يواجهها الناس، قائلًا إن "هذه القضايا وضعت ضغوطًا كبيرة على الناس".
وبحسب مولوي عبدالحميد، فإن الكثير من الإيرانيين يهاجرون بسبب المشاكل الاقتصادية وهذه خسارة فادحة للبلاد.
وفي إشارة إلى اختلاس 3 مليارات ونصف المليار دولار في "قضية الشاي"، قال مولوي عبدالحميد: "لقد أصبح الفساد منتشرا لدرجة أن البعض تجرأ على أخذ هذا المبلغ الكبير لنفسه". وبحسب قوله، فإن بعض تجار الشاي "أصبحوا بائسين" بسبب هذا الفساد والاختلاس.
وأعلن رئيس هيئة التفتيش في البلاد، ذبيح الله خداييان، يوم 2 ديسمبر (كانون الأول)، أن "الشركة المسؤولة عن غالبية واردات الشاي الإيراني، منذ 2019 حتى 2023، تلقت أكثر من 3 مليارات دولار من العملات الأجنبية مقابل استيراد الشاي وآلاته، وحصلت على مليار و400 مليون دولار عبر بيعه في السوق الحرة".
وأكد رئيس السلطة القضائية، أمس الخميس، الارتباط بين استقالة وزير الزراعة والفساد في قضية استيراد الشاي. وقبل ذلك، كتب الناشط السياسي عباس عبدي في صحيفة "اعتماد" أن "الفساد على هذا المستوى معروف بالتأكيد لدى كبار المسؤولين في النظام الإيراني".
وقال مولوي عبدالحميد في خطبة صلاة الجمعة اليوم إن "كثيرا من المسؤولين يعترفون بأن الفساد أصبح منتشرا لدرجة أنهم لا يستطيعون إيقافه والقضاء عليه". مؤكدًا أن "هناك حاجة إلى تغييرات جوهرية لمحاربة الفساد، وهذا ما قاله الشعب أيضًا بأن السياسات الماضية لم تنجح وأن هناك حاجة إلى تغيير جذري".
وفي جزء آخر من خطبته، أكد مولوي عبدالحميد، أن الشعب لا يتألم من الفساد فقط، بل الاعتقالات والأحكام تؤلمه أيضا. قائلًا إن "تزايد عمليات الإعدام أثار قلق الناس، وأكد أن عمليات الإعدام الجماعية لا تتوافق مع الشريعة الإسلامية".
وبحسب مولوي عبدالحميد، "في بداية الإسلام، كانت عمليات الإعدام قليلة جدًا، وعمليات الإعدام واسعة النطاق لا تتوافق مع الشريعة".
وأعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، في تقرير لها يوم 30 نوفمبر (تشرين الثاني)، أن "عدد عمليات الإعدام التي نفذها النظام الإيراني وصل إلى 707 أشخاص منذ بداية العام الجاري، وكتبت أن هذا الرقم غير مسبوق في السنوات الـ8 الماضية".
وأعلنت هذه المنظمة الحقوقية في تقريرها أن "تنفيذ أحكام الإعدام تسارع منذ بداية الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة، كما تم إعدام ما لا يقل عن 176 شخصا في إيران خلال 54 يوما من الحرب".