استمرارا للانتقادات العنيفة التي تعرض لها المسن صادق باقري بسبب رقصه في السوق، قال وزير السياحة الإيراني، عزت الله ضرغامي، إنه لو رقص في الأيام الدينية لتم تشجيعه. وفي المقابل، أظهر الرجال والنساء دعمهم للراقص العجوز في رشت، شمالي إيران، بنشر مقاطع فيديو لرقصات جماعية.
وقال عزت الله ضرغامي، اليوم الأحد 10 ديسمبر (كانون الأول)، ردا على نشر فيديو الرقص لصادق باقري: "لدينا مشكلة في إنتاج السعادة"، مضيفاً: "لم نتمكن بعد من تقديم السعادة بشكل صحيح، إذا فرح رجل عجوز عند باب متجره أو غنى أغنية شعبية، فهو متهم من وجهة نظرنا، ولكن إذا فعل نفس الشيء في الأيام أو المناسبات الدينية، فسيتم تشجيعه".
وكان ضرغامي قد قال مؤخراً في اجتماع جمعية التراث الثقافي الخيرية إن "السعادة من الأشياء التي فقدناها بعد الثورة".
ولم يذكر عزت الله ضرغامي، الذي ترأس مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية لعقد من الزمن قبل أن يصبح وزيرا، دوره وتأثيره في مناصبه السابقة في وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون، وعضوية مجلس الثورة الثقافية فيما وصفه بـ"الافتقاد للسعادة" في إيران.
وبعد الانتشار الواسع لفيديو رقصة صادق باقري في سوق رشت، قامت الشرطة بحظر حسابه الخاص على "إنستغرام" في الأيام القليلة الماضية.
وجاء في الرسالة التي شوهدت على صفحة هذا المواطن، أنه "تم حجب هذه الصفحة بسبب إنتاج محتوى إجرامي وبناء على قانون جرائم الكمبيوتر، وتم التعامل مع المخالفين".
وفي هذا السياق، أعلنت قوة شرطة محافظة كيلان، عن اعتقال "12 مديراً لصفحات إنستغرام" في هذا الصدد بعد "التنسيق مع السلطة القضائية".
وفي هذا الصدد، أعرب خطيب جمعة رشت، رسول فلاحتي، ردا على سؤال أحد الصحافيين حول آخر تطورات قضية صادق باقري، أعرب عن جهله التام بهذه القضية واعتقال الأشخاص، قائلاً إن سبب جهله هو أن القضية "ذهبت من المحافظة إلى طهران".
وفي الوقت نفسه، أعلنت بعض المصادر عن استدعاء واعتقال هذا المواطن، إلا أن هذا الأمر لم تؤكده مصادر رسمية.
وشهدت الأيام القليلة الماضية انتقادات كثيرة للمعاملة العنيفة على مقطع رقص باقري في سوق رشت.
ووصف موقع "انتخاب" الإخباري هذه المعاملة بأنها "بناء جدار بين المواطنين والسعادة".
وفي مقال آخر، قارن هذا الموقع معاملة النظام القضائي مع صادق باقري ورضا ثقتي، قائلا: "لماذا يعتبر تصرف صادق باقري في سوق رشت جريمة، فيما لم يتم اتهام أحد بسبب فعل ثقتي، ولم يكن هناك أي أخبار عن القبض عليه ومتابعة قضيته؟".
وكان رضا ثقتي المدير العام السابق لإدارة إرشاد محافظة كيلان، والذي تم فصله قبل بضعة أشهر بسبب نشر مقطع فيديو له وهو يمارس الجنس مع رجل يسمع صوته في الفيديو.
وقالت صحيفة "هم ميهن"، في مقال انتقدت فيه "السياسة الثقافية" في البلاد، إن هذا النهج "يبقى هو نفسه السياسة العامة ويعني احتكار التفسير".
وقارنت هذه الصحيفة في مقالها بين وجود بعض "المشاهير" ومن بينهم محمد رضا كلزار في الإذاعة والتلفزيون و"منع صادق باقري من القفز على أرضية سوق رشت"، مضيفةً أن معنى هذه السياسة أننا "ندرك أي القفزات تخدش الحياء العام وأيها لا تضر".
وفي هذا الصدد، قارن البعض بين الاستدعاء الفوري للشرطة والقضاء في موضوع رقصة الرجل العجوز في رشت، وتأخر التعامل مع قضية الفساد في استيراد الشاي إلى إيران.
وأظهر عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، دعمهم للرجل الراقص، من خلال نشر فيديوهات لرقصات جماعية.
ونفى موقع "إنصاف نيوز" الإخباري نقلا عن بائع في سوق السمك في رشت، القبض على مواطنين على خلفية فيديو الرقص في سوق رشت، لكنه قال إنه تم إغلاق العديد من المحلات التجارية في هذا السوق.
وتابع هذا التاجر في سوق السمك في رشت: "عندما ينفقون المال مقابل البكاء، علينا أن ندفع ثمن الضحك".
وقبل ذلك، تعاملت المؤسسات الخاضعة لإشراف النظام الإيراني، مرارا وتكرارا، مع المواطنين الإيرانيين الذين نشرت صورهم وهم يرقصون على شبكات التواصل الاجتماعي.