بدأت المحكمة الجنائية المركزية في بريطانيا، اليوم الاثنين 11 ديسمبر (كانون الأول) بالتوقيت المحلي، جلسة الاستماع في قضية محمد حسين دوتاييف، المواطن النمساوي من أصل شيشاني، الذي تم اعتقاله أثناء التصوير في محيط مقر قناة "إيران إنترناشيونال" بالعاصمة لندن، في فبراير (شباط) الماضي.
وبحسب تقرير مراسل "إيران إنترناشيونال" من مقر المحكمة في لندن، فقد مثل دوتاييف أمام القضاء برفقة مترجم ألماني.
وفي جلسة اليوم أعلن المدعي العام التهم الموجهة إلى دوتاييف في قاعة المحكمة. وتقديم أطراف الدعوى لأسماء الشهود الذين ستستدعيهم المحكمة. وقد تستمر هذه المحاكمة حتى الجمعة، ولم يتضح بعد متى سيصدر الحكم النهائي.
وفي الأثناء، أعلن دوتاييف، الذي وجهت إليه الاتهامات في يوليو (تموز) الماضي، براءته ولم يقبل الاتهامات.
يشار إلى أن دوتاييف متهم بمحاولة جمع المعلومات وتقديمها إلى طرف ثالث بهدف التخطيط لعملية إرهابية ضد قناة "إيران إنترناشيونال".
وفي 18 فبراير (شباط) الماضي، بعد التهديدات الإرهابية، اضطرت قناة "إيران إنترناشيونال" إلى نقل بثها التلفزيوني مؤقتًا من لندن إلى واشنطن.
وتم اتخاذ القرار النهائي بوقف أنشطة "إيران إنترناشيونال" عندما ألقت شرطة لندن القبض على دوتاييف بالقرب من مبنى القناة.
وقد استأنفت قناة "إيران إنترناشيونال" بث برامجها من الاستوديو الجديد الخاص بها في لندن يوم 25 سبتمبر (أيلول) من هذا العام.
وتأتي محاكمة دوتاييف مع تصاعد الضغوط على الحكومة البريطانية لإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية. فيما يقول نشطاء سياسيون ومدنيون وحقوقيون إن الحرس الثوري الإيراني يسعى لاستهداف معارضي النظام خارج إيران.
وفي 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، كتب نحو 70 نائبًا وشخصية سياسية في المملكة المتحدة رسالة إلى ريشي سوناك، رئيس وزراء هذا البلد، يطلبون منه إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية بسبب تزايد تهديدات طهران.
وجاء في الرسالة أن هناك أسبابا "مقنعة وغير قابلة للدحض" تجعل تصنيف الحرس الثوري جماعة إرهابية ضمانا لأمن بريطانيا ومواطنيها.
وفي وقت سابق، أعلنت وكالة استخبارات بريطانية اكتشاف 10 تهديدات محتملة من النظام الإيراني لخطف أو قتل أشخاص في بريطانيا عام 2022.
وقال كين ماكالوم، المدير العام لجهاز الأمن الداخلي البريطاني المعروف باسم "MI5"، في أكتوبر (تشرين الأول)، في إشارة إلى "التصرفات العدائية للنظام الإيراني على الأراضي البريطانية"، إن التعامل مع تهديدات طهران هو إحدى أولويات لندن الرئيسية.
وأعلنت وزارة الداخلية البريطانية في يوليو (تموز) الماضي أن "محاولات إيران الأخيرة لاختطاف أو قتل أشخاص يعيشون في المملكة المتحدة تتجاوز الإهانة، وتعتبر انتهاكًا أساسيًا لسيادتنا".
وقد تناولت صحيفة "الغارديان" في تقرير لها يوم 22 سبتمبر (أيلول) الماضي تهديد ومضايقة النشطاء السياسيين المعارضين للنظام الإيراني في جميع أنحاء أوروبا، ونقلت عن 15 منهم يعيشون في بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، أن النظام الإيراني يقف وراء حملة القمع هذه.