قال المتحدث العسكري باسم الحوثيين المدعومين من إيران، يحيى سريع، اليوم الثلاثاء، إن الجماعة هاجمت الناقلة التجارية النرويجية ستريندا، في أحدث عملية لهم ضد سفن الشحن التجاري في البحر الأحمر.
وأكد سريع، في بيان متلفز، أن الجماعة استهدفت الناقلة بصاروخ بعد أن رفض طاقمها الاستجابة لجميع التحذيرات.
وتعهد بأن الحوثيين سيستمرون في منع السفن المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية حتى تسمح إسرائيل بدخول المساعدات الغذائية والطبية إلى قطاع غزة.
وكان سريع قد هدد يوم السبت بأن الحوثيين سيستهدفون جميع السفن المتجهة إلى إسرائيل بغض النظر عن جنسيتها. كما حذر جميع شركات الشحن العالمية من التعامل مع الموانئ الإسرائيلية.
وقال: "إذا لم تحصل غزة على الغذاء والدواء الذي تحتاجه، فإن جميع السفن في البحر الأحمر المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية، بغض النظر عن جنسيتها، ستصبح هدفا لقواتنا المسلحة".
وأكد مسؤول أميركي لرويترز أن الهجوم على الناقلة ستريندا وقع على بعد نحو 60 ميلا بحريا (111 كيلومترا) شمال مضيق باب المندب الذي يربط البحر الأحمر وخليج عدن في حوالي الساعة 21 بتوقيت جرينتش. وأضاف مسؤول أميركي ثان أن ستريندا تمكنت من التحرك بعد ساعات من الهجوم.
وقالت القيادة المركزية للجيش الأميركي، التي تشرف على العمليات: "لم تكن هناك سفن أميركية في المنطقة المجاورة وقت الهجوم، لكن (المدمرة البحرية الأميركية) USS MASON استجابت لنداء استغاثة M / T STRINDA وتقوم حاليًا بتقديم المساعدة". وذلك في بيان نُشر على منصة التواصل الاجتماعي X.
وأكد الجيش الأميركي في بيان أن الهجوم تسبب في نشوب حريق وأضرار دون وقوع إصابات.
وقال المتحدث باسم الحوثيين إن الجماعة تمكنت من عرقلة مرور عدة سفن في الأيام الأخيرة دعما للفلسطينيين.
يذكر أن الجماعة المدعومة من إيران والتي تسيطر على أجزاء كبيرة من اليمن، بدأت بمهاجمة إسرائيل وسفن الشحن الدولي في نوفمبر، بعد أن بدأت ميليشيات أخرى مدعومة من إيران في العراق وسوريا استهداف القواعد الأميركية في البلدين. ومن الواضح أن إيران قررت عدم التورط بشكل مباشر في حرب غزة، لكن وكلاءها يحاولون ممارسة الضغط العسكري على إسرائيل والولايات المتحدة.
وقد نشرت وسائل إعلام تابعة للحرس الثوري الإيراني في طهران بيان الحوثيين حول استهداف الناقلة اليوم الثلاثاء، دون مزيد من التعليقات.
وقالت شركة "موينكل كيميكال تانكرز" المالكة للسفينة النرويجية لرويترز، إن الناقلة تتجه الآن إلى ميناء آمن. وأكد رئيس شركة موينكل، جير بيلسنيس، أن طاقم الناقلة ستريندا المكون من 22 شخصًا من الهند لم يصابوا بأذى.
وتحمل ناقلة الكيماويات علم النرويج، ولم يتسن الاتصال على الفور بمالكها النرويجي للتعليق.
وأظهرت بيانات من شركة كبلر لتتبع السفن أن السفينة ستريندا قامت بتحميل زيت نباتي ووقود حيوي في ماليزيا وكانت متجهة إلى البندقية بإيطاليا.
ولم يتضح على الفور ما إذا كانت ستريندا لها أي علاقة بإسرائيل.
وخلال الأسبوع الأول من ديسمبر/كانون الأول، تعرضت ثلاث سفن تجارية لهجوم في المياه الدولية، ما دفع مدمرة تابعة للبحرية الأميركية إلى التدخل.
كما استولى الحوثيون الشهر الماضي على سفينة شحن مملوكة لبريطانيا وكانت لها صلات بشركة إسرائيلية.
وقد أدانت الولايات المتحدة وبريطانيا الهجمات على السفن وألقتا باللوم على إيران لدورها في دعم الحوثيين. لكن طهران تؤكد أن حلفاءها يتخذون قراراتهم بشكل مستقل.