اعتبر القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، التقارير المثيرة للقلق حول الهجرة الجماعية للأطباء والممرضين بمثابة "حرب نفسية" و"دعاية سلبية وأكاذيب".
وقال سلامي، في مهرجان "باقر العلوم" للبحث العلمي التابع للحرس الثوري الإيراني، الأربعاء 12 ديسمبر (كانون الأول): "في السابق، كنا نحتاج إلى الكثير من الأطباء الباكستانيين والهنود، وكان الناس يسافرون إلى الخارج لعلاج المرضى، لكن الآن تم عكس جميع المعادلات".
وفي وقت سابق، وصف نائب قائد الحرس الثوري الإيراني، علي فدوي، يوم 7 ديسمبر (كانون الأول)، موجة هجرة الأطباء والممرضين بأنها من "خطط العدو"، مؤكدًا: "نحن على علم بكل طبيب وممرض غادر، ونعرف المستشفى الذي ذهبوا إليه ومقدار الراتب الذي يتقاضونه هناك، ولأننا نعرف أكثر من أي شخص آخر، فإننا نحزن أكثر من أي شخص آخر أيضًا".
وأثارت موجة هجرة الأطباء والممرضين المتزايدة في الأشهر القليلة الماضية، في أعقاب الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة في إيران، مخاوف واسعة النطاق في هذا المجال.
وقال المتحدث باسم منظمة النظام الطبي، رضا لاري بور، هذا العام: "معدل هجرة الأطباء والممرضين تضاعف تقريبًا مقارنة بالسنوات التي سبقت جائحة كورونا".
مضيفًا: "الصيادلة والقابلات وإخصائيي البصر وإخصائيي العلاج الطبيعي وغيرهم من المجالات الطبية يهاجرون أيضًا إلى دول أجنبية".
وناقشت صحيفة "هم ميهن"، في تقرير يوم 26 سبتمبر (أيلول)، الموجة الجديدة من هجرة الأطباء، وكتبت: "بعد التحذيرات المتتالية من مغادرة إيران من قبل الممرضين والقابلات والصيادلة والأطباء المتخصصين، وصلت الهجرات إلى أساتذة الجامعات والمديرين في هذا المجال، على مستويات مختلفة".
وأعلن سلامي في كلمته بمهرجان "باقر العلوم": "من اليوم يمكن علاج جميع الأمراض داخل البلاد، ويأتي العديد من الأشخاص من دول أخرى إلى إيران لتلقي العلاج".
وفي الوقت نفسه، تحدثت وسائل الإعلام عن نقص الإخصائيين في بعض المجالات بسبب الهجرة الجماعية للطواقم الطبية.
وحذر موقع "اقتصاد 24" من أن "النقص في أطباء الأطفال في إيران أصبح يشكل تحديًا كبيرًا لنظام العلاج في العديد من محافظات البلاد".
ونتيجة لهذه المشكلة، اضطر العديد من سكان المدن إلى الذهاب إلى المراكز الطبية في طهران لعلاج أطفالهم المرضى.
واشتدت الضغوط على المجتمع الطبي، خاصة بعد أن "دعم الكثير منهم احتجاجات العام الماضي التي عمت البلاد، وهذا ما جعل الكثير منهم يتخلون عن العمل في إيران".
وفي واحدة من أحدث الإجراءات القمعية للنظام الإيراني ضد الأطباء، أجبر عملاء النظام فاطمة رجايي راد، إخصائية جراحة الفم والوجه والفكين والأستاذة الجامعية، على تسجيل ونشر فيديو اعتذار عن المشاركة في حفل يوم الأطباء في مدينة آمل شمالي البلاد، دون الحجاب الإجباري.