قضت محكمة الجنايات في محافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، بالسجن على اثنين من معتقلي احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019. وبموجب هذا الحكم، حكم على عباس دريس، الذي أُنقذ من خطر الإعدام في قضية مجزرة مستنقعات ماهشهر، بالسجن لمدة 14 عاماً، وعلى شقيقه محسن دريس بالسجن لمدة عامين.
وكتبت فرشته تابانيان، المحامية التي تدافع عن هذين المواطنَين، على شبكة "X"الاجتماعية: حكم على عباس دريس بالسجن 14 عاماً في الفرع الجنائي الثالث لمحافظة خوزستان بتهمة القتل وحيازة أسلحة، وقال القاضي إن الوثيقة التي استند إليها في إصدار هذا الحكم هي علمه فقط، و10 سنوات من هذا الحكم قابلة للتنفيذ.
وبحسب قول هذه المحامية، "تمت تبرئة محسن دريس من تهمة المشاركة في جريمة القتل، وحكم عليه بالسجن لمدة عامين بتهمة حيازة سلاح".
وكانت محكمة الثورة قد اتهمت في أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي عباس دريس بـ"الحرابة" بتهمة إطلاق النار وقتل قائد وحدة خاصة يدعى رضا صيادي، وأصدرت حكم الإعدام بحقه.
وأشارت تابانيان إلى أنها ستحتج على هذا الحكم، وكتبت أنها لا تزال تعتقد أن عباس دريس لم يكن متورطا في مقتل صيادي.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام، أعلنت المحامية زوال خطر القصاص (الإعدام) لعباس دريس، قائلة: "ليس هناك اعتراف أو دليل يدل على تورط موكلي في هذه الحادثة، وما زال استئناف الإجراءات المتعلقة بحكم الإعدام الصادر بحق موكلي عباس دريس مفتوحا في المحكمة العليا. وآمل أن يتم إلغاء هذا الحكم الظالم".
وأشار نشطاء حقوقيون في وقت سابق إلى اعتراف عباس دريس المتلفز، وحذروا من أنه اعترف تحت الضغط والتعذيب.
وكان عباس دريس قد اعترف بمشاركته في الاحتجاجات خلال جلسات التحقيق، لكنه نفى أي دور له في حرق الإطارات وقطع الطرق.
وفي احتجاجات نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، كانت ماهشهر والبلدات المحيطة بها أحد مراكز الاحتجاجات، ونُشرت تقارير مختلفة حول إطلاق النار على المتظاهرين في المستنقعات على أطراف المدينة.
وخلال هذه الاحتجاجات، لجأ الأشخاص الذين أغلقوا الطريق المؤدي إلى مصنع البتروكيماويات في هذه المدينة إلى المستنقعات بعد هجوم قوات الأمن. وأطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين، ونتيجة لذلك اشتعلت النار في القصب، وقُتل العديد من الأشخاص.
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" في 1 ديسمبر (كانون الأول) 2019، أنه خلال الاحتجاجات التي عمت البلاد في نوفمبر (تشرين الثاني)، قُتل حوالي 100 متظاهر لجأوا إلى مستنقعات ماهشهر.
وبعد ذلك ومع نشر المزيد من التقارير حول هذا الأمر، أكد قائم مقام ماهشهر، محسن بيرانوند، وقائد شرطة المدينة، رضا بابي، مقتل المتظاهرين في مستنقعات ماهشهر في مقابلة مع التلفزيون الإيراني.
ولم تقدم السلطات الإيرانية إحصائيات للقتلى في هذه المجزرة.
وعباس دريس من مواليد 1973 وهو أب لثلاثة أطفال أعمارهم 9 و14 و16 عاما، وشقيقه محسن دارس من مواليد 1992 وهو أب لطفل يبلغ من العمر 6 سنوات.
ويتواجد عباس دريس حاليًا في سجن ماهشهر، وتم إطلاق سراح شقيقه محسن دريس من سجن سبيدار في الأهواز في 24 أكتوبر (تشرين الأول) من هذا العام.