خلال اليوم الرابع من المحاكمة في قضية "العمل الإرهابي" ضد "إيران إنترناشيونال"، تم تقديم تفاصيل جديدة، حيث نشرت الشرطة البريطانية صورا لمحمد دوتاييف وهو يجمع معلومات عن مبنى القناة.
وانعقدت الجلسة الرابعة، يوم الخميس 14 ديسمبر (كانون الأول) بالمحكمة الجنائية المركزية في لندن، بشأن اتهامات هذا المواطن النمساوي من أصل شيشاني، الذي اعتقل في فبراير (شباط) الماضي أثناء التصوير من المنطقة الخارجية لقناة "إيران إنترناشيونال".
وهو متهم بجمع المعلومات وتقديمها إلى طرف ثالث لتمهيد الطريق لعملية إرهابية ضد "إيران إنترناشيونال".
وتبدأ الصور التي نشرتها شرطة العاصمة بوصول دوتاييف إلى مطار لندن، ومن هناك استقل سيارة أجرة واتجه مباشرة إلى منطقة "تشيسويك بارك" والمبنى السابق لـ"إيران إنترناشيونال".
ومنذ وصوله إلى مدخل "تشيسويك بارك"، كان يرتدي قبعة بيسبول سوداء وقناعًا على وجهه، ومن خلال تواجده حول مبنى "إيران إنترناشيونال"، يقوم بالتحقق من المواصفات الأمنية لمدخل المبنى ومحيطه.
ووفقا لقول المدعي العام والشرطة، يبدو أنه من أجل جمع المزيد من المعلومات، تحدث دوتاييف إلى أحد حراس أمن المبنى وقدم نفسه على أنه سائح. وقد طلب منه الحارس الابتعاد عن المبنى، لكن دوتاييف واصل التجوال.
ويعتقد المدعي العام أن دوتاييف قام بتشغيل كاميرته المحمولة، وكان مشغولاً بتسجيل صور لمبنى "إيران إنترناشيونال" والمنطقة المحيطة به.
ثم تحدث معه حارسان آخران واشتبها به. وأخيراً وصلت الشرطة إلى مكان الحادث واعتقلت دوتاييف.
وبدأت جلسة الاستماع بشأن التهم الموجهة إلى محمد حسين دوتاييف بعد ظهر يوم 11 ديسمبر (كانون الأول) بالتوقيت المحلي في المحكمة الجنائية المركزية في إنجلترا (أولد بيلي) ومثل أمام المحكمة برفقة مترجم ألماني.
ومن المرجح أن تستمر هذه المحكمة التي تضم هيئة محلفين حتى الجمعة 15 ديسمبر (كانون الأول)، لكن لم يتضح بعد متى سيصدر الحكم النهائي.
وإذا تم تقديم شاهد أو شهود من قبل أطراف الدعوى، تستدعيهم المحكمة.
وأعلن دوتاييف، الذي وجهت إليه الاتهامات في يوليو (تموز)، براءته ولم يقبل الاتهامات.
وفي 18 فبراير (شباط) الماضي، بعد التهديدات الإرهابية، اضطرت قناة "إيران إنترناشيونال" إلى نقل بثها التلفزيوني مؤقتا من لندن إلى واشنطن.
وتم اتخاذ القرار النهائي بوقف أنشطة "إيران إنترناشيونال" عندما ألقت شرطة لندن القبض على دوتاييف بالقرب من مبنى القناة.
واستأنفت قناة "إيران إنترناشيونال" بث برامجها من الاستديو الجديد الخاص بها في لندن في 25 سبتمبر (أيلول) هذا العام.
وتأتي محاكمة دوتاييف مع تصاعد الضغوط على الحكومة البريطانية لإدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة الجماعات الإرهابية.
ويقول نشطاء سياسيون ومدنيون وحقوقيون إن الحرس الثوري الإيراني يسعى لاستهداف معارضي النظام خارج إيران.
وفي وقت سابق، أعلنت وكالة استخبارات بريطانية اكتشاف 10 تهديدات محتملة من إيران لخطف أو قتل أشخاص في بريطانيا عام 2022.
وتناولت صحيفة "الغارديان" في 22 سبتمبر (أيلول) تهديد ومضايقة النشطاء السياسيين المعارضين للنظام الإيراني في جميع أنحاء أوروبا، وكتبت نقلاً عن 15 منهم يعيشون في بريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، وإسبانيا، والسويد، وسويسرا، أن النظام الإيراني يقف وراء حملة القمع هذه.