أعلن المتحدث باسم منظمة النظام الطبي في إيران، رضا لاري بور، أن طلبات هجرة الطاقم الطبي زادت بما يصل إلى 10 مرات في السنوات الخمس الماضية، ما أدى لمخاوف واسعة النطاق في هذا المجال.
وفي حساب X الخاص به، قدم لاري بور إحصائيات طلبات الطاقم الطبي للهجرة حسب التخصص ومجال النشاط في السنوات الخمس الماضية وكتب أن هذه الطلبات قد زادت من الأخصائيين والزمالات أكثر من ثمانية أضعاف، والقابلات والمسعفين أكثر من عشرة أضعاف، وأطباء الأسنان خمسة أضعاف، والصيادلة ثلاثة أضعاف.
ووصف خروج كل شخص من المجتمع الطبي بـ"الخسارة"، وأكد أنه ينبغي تسهيل شروط "إقامة" هؤلاء الأشخاص في إيران، وكتب أن "فكرة منع الهجرة تختلف كثيرا عن الوقاية منها".
وفي وقت سابق، قال رئيس منظمة النظام الطبي في البلاد، محمد رئيس زاده، إنه امتنع عن الإعلان عن أعداد هجرة الأطباء لأنه "يساء استخدامها".
وكان قد أكد أن مغادرة عضو واحد من أعضاء المجتمع الطبي يعد خسارة و"يجب ألا نسمح لهم بمغادرة البلاد بهذه السهولة".
يذكر أن قضية هجرة الطاقم الطبي أصبحت مثيرة للجدل بين السلطات الإيرانية في الأسبوع الماضي.
وقد حذّر الرئيس السابق لجامعة طهران للعلوم الطبية، علي جعفريان، مؤخرًا في مقابلة مع موقع "خبر أونلاين" من أن الهجرة قد زادت كثيرًا لدرجة أن إيران لن يكون لديها حتى طبيب تخدير لعلاج التهاب الزائدة الدودية في غضون سنوات قليلة.
لكن مساعد وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي، سعيد كريمي، وصف في 13 ديسمبر(كانون الأول)، إحصائيات هجرة الطواقم الطبية من إيران بأنها "مبالغ فيها".
وقال إن معظم إحصائيات هجرة الطاقم الطبي تعتمد على حصولهم على شهادة حسن السلوك، وأكد "أننا نشهد مبالغات في الفضاء الإلكتروني حول هجرتهم".
في الوقت نفسه، اعتبر مساعد وزير الصحة أن “سبل العيش والأمن الوظيفي والأمل في المستقبل والوضع العائلي” هي العوامل المؤثرة على هجرة الطواقم الطبية.
وبالإضافة إلى الأطباء، أصبحت هجرة الممرضين مصدر قلق مهما وخطيرا بالبيئة الطبية في إيران.
وأعلن الأمين العام لدار الممرضين في إيران، محمد شريفي مقدم، عن "النقص الخطير" في عدد الممرضين أواخر نوفمبر(تشرين الثاني)، وقال: "إن المرضى يموتون بسبب نقص الممرضين".
وبحسب قوله فإن «أكثر من ثلاثة آلاف ممرض يهاجرون من البلاد كل عام»، لكن وزارة الصحة لا تضيف هذا العدد إلى الطاقم الطبي.
وكان شريفي مقدم قد أثار هذا القلق، مرارا وتكرارا، وحذر من نقص الممرضين في المستشفيات.
لكن القائد العام للحرس الثوري، حسين سلامي، وصف في 12 ديسمبر(كانون الأول)، بعض التقارير المثيرة للقلق حول الهجرة الجماعية للأطباء والممرضين، بأنها "حرب نفسية" و"دعاية سلبية وكاذبة".
وقبل ذلك، وصف نائب قائد الحرس الثوري، علي فدوي، في 7 ديسمبر(كانون الأول)، موجة هجرة الأطباء والممرضين بأنها "من تخطيط العدو" وأكد: "نحن على علم بكل طبيب وممرض غادر؛ نحن نعرف المستشفى الذي يذهبون إليه والمبلغ الذي يتقاضونه".
وأثارت موجة الهجرة المتزايدة للأطباء والممرضين في الأشهر القليلة الماضية في أعقاب الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة بإيران مخاوف واسعة النطاق في هذا المجال.
وفي تقرير لها بتاريخ 26 سبتمبر، ناقشت صحيفة "هم ميهن" الموجة الجديدة من هجرة الأطباء وكتبت أنه بعد التحذيرات المتتالية من هجرة الممرضين والقابلات والصيادلة والأطباء المتخصصين، وصلت الهجرة إلى أساتذة الجامعات والمديرين في هذا المجال على مختلف المستويات.
كما تحدثت وسائل إعلام أخرى عن نقص المتخصصين في بعض الأماكن بسبب الهجرة الجماعية للطاقم الطبي.
وحذر موقع "اقتصاد 24" من أن النقص في أطباء الأطفال في إيران أصبح يشكل تحدياً كبيراً لنظام العلاج في العديد من محافظات البلاد.
وقد اشتدت الضغوط على المجتمع الطبي، خاصة بعد أن دعم الكثير منهم انتفاضة الشعب الإيراني عام 2022، وهذا ما جعل الكثير منهم يفضلون مغادرة إيران.