سخر القائد الأعلى للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، من الأميركيين، مدعيًا أنهم سيحزمون حقائبهم ويغادرون المنطقة قريبًا. وذلك وسط تقارير عن ضربة أميركية محتملة على الحوثيين المدعومين من إيران.
وقال سلامي: "إن الولايات المتحدة وإسرائيل تعيشان تجاربهما المريرة من جديد"، هل وجدوا النصر في احتلالهم لأفغانستان؟ وهل تمكنوا من البقاء في العراق بعد احتلاله؟ إنهم يحزمون أمتعتهم تدريجيا لمغادرة هذه الأرض".
وكان المسؤولون الإيرانيون متفائلين بشكل متزايد في الأسابيع القليلة الماضية، ويبدو أنهم يعتمدون على إحجام إدارة بايدن الواضح عن مواجهة النظام ووكلائه في الشرق الأوسط.
استهداف المصالح الأميركية
منذ منتصف شهر أكتوبر الماضي (تشرين الأول)، شنت الميليشيات المدعومة من إيران 100 هجوم على القواعد (أو المصالح) الأميركية في العراق وسوريا، في حين أجبر الحوثيون في اليمن ــ بطائرات مسيرة وصواريخ إيرانية ــ خمس شركات شحن عملاقة على وقف حركة مرورها في البحر الأحمر، وهو الشريان الرئيسي للتجارة العالمية.
وكان الرد الأميركي محدودا ودفاعيا إلى حد كبير، وتم استهداف عدد قليل من المواقع التابعة للحرس الثوري الإيراني في العراق وسوريا، كما تم إسقاط بعض الطائرات المسيرة قبل ضرب السفن التجارية أو السفن الحربية الأميركية، لكن خيار ضرب الحوثيين لم ينفذ حتى الآن من قبل إدارة بايدن.
وبدلا من ذلك، تحاول الولايات المتحدة بناء قوة بحرية موسعة تضم دولًا عربية ودولًا أخرى لحماية الشحن التجاري في البحر الأحمر، وفقًا لصحيفة "غارديان".
ولم يتم الإعلان بعد عن القوة المشتركة، وبغض النظر عن طبيعتها المحتملة، يصعب تصور أن الدول العربية ستحمل تكلفة دعم الحوثيين، وبخاصة أن المجموعة قد حذرت بشدة من أي خطوة بهذا الاتجاه، وحتى إذا تم تشكيل تحالف، فسيقع عبء العمليات العسكرية على الولايات المتحدة، وسيظل التحالف قوة دفاعية.
مخاوف أميركا من استمرار دعم إسرائيل
وقد أكد الحوثيون أنهم سيواصلون عملياتهم طالما واصلت إسرائيل قصفها لغزة، حيث تعد الحكومة الأميركية متواطئة فيه.
وقال اللواء سلامي، قبل ساعات فقط من وصول وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن إلى البحرين في جولة تستغرق عدة أيام في الشرق الأوسط: إن "الدول الإسلامية تحمل ضغينة لا نهاية لها ضد هؤلاء المجرمين، ولا يجرؤ المسؤولون الأميركيون على زيارة الأراضي الإسلامية".
وأضاف: "سنقف مع فلسطين الحبيبة حتى النهاية"، وهذا يظهر أن النظام في إيران ينظر إلى الصراع الحالي على أنه معركة في حرب أطول بكثير، هدفها الرئيسي ليس المكاسب العسكرية بل عزل إسرائيل ورفع مكانة حماس بين الفلسطينيين، وتحقيقا لهذه الغاية، يمكن أن يرى سلامي وحلفاؤه بعض النجاح، إن لم يكن النصر.
وسيزور أوستن أيضًا قطر وإسرائيل، لمواصلة مناقشة الجدول الزمني لإنهاء المرحلة الأكثر صعوبة في الحرب وتحديد المعالم الرئيسية للحرب مع حماس.
دعوات لوقف إطلاق النار
وسيصوت مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، اليوم الإثنين، على قرار جديد يدعو إلى "وقف عاجل ومستدام للأعمال العدائية" في غزة – بعد أيام فقط من تحذير الرئيس بايدن إسرائيل من أنها تخاطر بفقد الدعم الدولي بسبب قصفها وقتلها "العشوائي" للفلسطينيين.
وقد قُتل آلاف المدنيين في الهجوم الإسرائيلي على غزة، ما أدى إلى تسوية أجزاء كبيرة من القطاع بالأرض وتشريد 85 % من السكان، بحسب المنظمات الدولية.
وقال ديفيد كاميرون وأنالينا بيربوك، وزيرا خارجية المملكة المتحدة وألمانيا، في رسالة حول وقف إطلاق النار المستدام في غزة: "إن إسرائيل لن تنتصر في هذه الحرب إذا دمرت عملياتها احتمالات التعايش السلمي مع الفلسطينيين".
وقد عبرا عن دعمهما للدعوات المتزايدة لوقف إطلاق النار "المستدام"، قائلين: "كلما جاء ذلك مبكرا كان أفضل، فالحاجة إليه ملحة".
ولكن يبدو أن الحكومة الإسرائيلية عازمة على مواصلة القتال من أجل تفكيك حماس، وقال متحدث عسكري إسرائيلي اليوم الإثنين: "من المهم بالنسبة لي أن أوضح أن جيش الدفاع الإسرائيلي مصمم على استكمال مهمة تفكيك حماس.