أفادت مصادر طلابية بأن هجرة عدد من الأساتذة البارزين في جامعة شريف للتكنولوجيا، التي تعتبر من أعرق الجامعات في إيران، جاءت نتيجة الضغوط والقمع واسع النطاق الذي يمارسه النظام ضد الأكاديميين، خاصة بعد انتفاضة "المرأة، الحياة، الحرية" التي شهدتها البلاد.
وذكرت نشرة "أمير كبير نيوز"، وهي موقع إخباري للطلاب الإيرانيين، على حسابها في "تليغرام" أنه بعد الهجرة واسعة النطاق للطلاب، "وصل قطار الهجرة الآن إلى أساتذة الجامعات".
وبحسب هذا التقرير، أصبح عبد الرضا سيمجي، الأستاذ في كلية الهندسة وعلوم المواد بجامعة شريف للتكنولوجيا، الأسبوع الماضي، عضوًا في أكاديمية جاهان تواس للعلوم.
وكتبت هذه النشرة أنه على الموقع الإلكتروني لكلية شريف للمواد، يوجد اسم سيمجي على صفحة الطاقم الأكاديمي لهذه الكلية، لكنه قدم نفسه على موقعه كموظف في معهد فراونهوفر للأبحاث في ألمانيا ولم يذكر اسم جامعة شريف كمكان عمله الحالي.
وبحسب هذا التقرير، قدم سيمجي معهد فراونهوفر للأبحاث كمكان عمله الحالي بدوام كامل، حيث يعمل منذ يونيو 2023، وانتهي تعاونه مع شريف، الذي بدأ أبريل 2001، في يونيو 2023، بعد 22 سنة وثلاثة أشهر.
وكان سيمجي قد أدار الشؤون الدولية للجامعة بين نوفمبر 2017 ويناير 2022،.
وأضافت نشرة أمير كبير أنه بالإضافة إلى سيمجي، فقد اطلعت على هجرة أربعة أساتذة آخرين بجامعة شريف.
وكان وحيد حسيني، الأستاذ في كلية الهندسة الميكانيكية، ومحمد علي مداح، الأستاذ في كلية الهندسة الكهربائية، ونيما أسديان، الأستاذ في كلية هندسة الطيران، وعباس حيدر نوري، الأستاذ في كلية هندسة الحاسوب، هم الأساتذة الأربعة الذين هاجروا.
وكل هؤلاء الأساتذة كانوا متخصصين بارزين في مجالاتهم بإيران من قبل، وكان لبعضهم مسؤوليات في الجامعة وخارجها.
وبالإضافة إلى كونه عضوًا في هيئة تدريس كلية شريف للهندسة الميكانيكية، كان حسيني معروفًا بأنشطته في مجال أبحاث تلوث الهواء في إيران، وكان سكرتيرًا لمجموعة العمل الوطنية للحد من تلوث الهواء في منظمة حماية البيئة، وبين عامي 2013 و2018، كان الرئيس التنفيذي لشركة مراقبة جودة الهواء في طهران.
هذا الأستاذ السابق في جامعة شريف، والذي كان ينشط في هذه الجامعة منذ عامين مضيا، هو الآن أستاذ في إحدى الجامعات الكندية.
وقد هاجر إلى الجامعات الأميركية أيضا الأستاذ مداح علي، الذي أجرى بحثًا في مجال تكنولوجيا البلوكشين، وكان سابقًا رئيسًا لمجموعة عمل البلوكشين في مقر الاقتصاد الرقمي للعلوم والتكنولوجيا.
وفي يناير 2022، وبعد 12 عامًا و4 أشهر، أنهى أسديان تدريسه في جامعة شريف وهاجر للعمل في مختبرات خارج إيران.
وكان حيدر نوري مديرًا لمختبر هندسة البرمجيات الذكية بجامعة شريف للتكنولوجيا، ويعيش الآن في أميركا.
جدير بالذكر أن الجامعات الإيرانية، بما في ذلك جامعة شريف للتكنولوجيا، كانت واحدة من مراكز الاحتجاجات خلال الانتفاضة الأخيرة التي شهدتها البلاد ضد نظام الجمهورية الإسلامية.
وتستمر هذه الاحتجاجات بأشكال مختلفة، فخلال الشهر الماضي، تم نشر مقطع فيديو يشير إلى أن بعض الطالبات حضرن حفل التخرج في فرع جامعة شريف للتكنولوجيا بجزيرة كيش دون الحجاب الإجباري.
وتعد جامعة شريف للتكنولوجيا واحدة من أفضل الجامعات في إيران ويعمل بها أساتذة ذوو خبرة.
وفي وقت سابق، تم انتخاب علي شريف زارشي، الأستاذ الذي طرد من جامعة شريف للتكنولوجيا أثناء الاحتجاجات، عضوا في اللجنة العلمية الدولية لأولمبياد الكمبيوتر العالمي بأغلبية أصوات ممثلي 87 دولة، ثم تم انتخابه رئيسا لها بتصويت أعضاء اللجنة.
وقد حاول النظام قمع الاحتجاجات الطلابية من خلال اعتقال واستدعاء الطلاب المحتجين وإصدار أحكام قضائية وتأديبية، وامتد هذا القمع أيضًا إلى الأساتذة المؤيدين للاحتجاجات، وتم إيقاف بعضهم عن العمل في الجامعة.
وكانت هجرة الأساتذة، ومن بينهم أساتذة جامعة شريف، منتشرة قبل هذه الاحتجاجات لأسباب مختلفة، فقبل أربع سنوات، أعلن محمود فتوحي، رئيس جامعة شريف التكنولوجية آنذاك، عن زيادة هجرة أساتذة هذه الجامعة، وقال: "حاليًا تواجه جامعة شريف مشكلة الاحتفاظ بأعضاء هيئة التدريس، ونظرًا لظروف المعيشة الحالية، والمشاكل الاقتصادية، ينبغي إيلاء رفاهية الأساتذة اهتماما خاصا".