قال رئيس منظمة التمريض في إيران، محمد ميرزابيكي، إن "بعض سياسات وزارة الصحة أشبه بزرع الألغام في طريق التمريض". مضيفا أنه "في حالة واحدة فقط تسبب بعض المسؤولين بوزارة الصحة في ترك أكثر من عشرة آلاف من أفضل الممرضين وظائفهم ومغادرة البلاد".
وقد أصبحت مسألة هجرة الطواقم الطبية موضوعا مثيرا للجدل بين المسؤولين الإيرانيين في الأسبوع الماضي.
وقال رئيس منظمة التمريض إن حل هذه المشكلة يكمن في التطبيق الصحيح لقوانين التمريض، وأضاف: بعض المسؤولين في وزارة الصحة أغلقوا باب مجال التمريض ويأملون أن ينهوا هذا الملف في الانتخابات المقبلة.
ووصف ميرزابيكي قانون تعزيز الإنتاجية، والتعليم الجامعي للتمريض والاستقلال المهني، بالقنابل المدمرة.
وأعلن المتحدث باسم منظمة النظام الطبي في البلاد، رضا لاري بور، على حساب X الخاص به في 15 ديسمبر من هذا العام أن طلبات الطاقم الطبي للهجرة زادت بما يصل إلى 10 مرات في السنوات الخمس الماضية.
وحذر الرئيس السابق لجامعة طهران للعلوم الطبية، علي جعفريان، في مقابلة مع موقع "خبر أونلاين" في ديسمبر من هذا العام من أن الهجرة زادت بشكل كبير لدرجة أن إيران لن يكون لديها حتى طبيب تخدير لالتهاب الزائدة الدودية في غضون سنوات قليلة. في المقابل، وصف مساعد وزير الصحة والعلاج والتعليم الطبي، سعيد كريمي، في 13 ديسمبر(كانون الأول)، إحصائيات هجرة الطواقم الطبية من إيران بـ”المبالغ فيها”.
وقبل ذلك، في منتصف نوفمبر(تشرين الثاني) من هذا العام، أعلن الأمين العام لدار رعاية التمريض في إيران، محمد شريفي مقدم، عن "النقص الخطير" في عدد الممرضين، وقال: "يمكنني القول إن المرضى يموتون بسبب نقص الممرضين".
وبحسب قوله فإن «أكثر من ثلاثة آلاف ممرض يهاجرون من البلاد كل عام»، لكن وزارة الصحة لا تضيف هذا العدد إلى الطاقم الطبي.
وأثارت موجة هجرة الأطباء والممرضين المتزايدة خلال الأشهر القليلة الماضية في أعقاب الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة في إيران مخاوف واسعة النطاق بهذا المجال.
وفي تقرير لها بتاريخ 26 سبتمبر، ناقشت صحيفة "هم ميهن" الموجة الجديدة من هجرة الأطباء، وكتبت أنه بعد التحذيرات المتتالية من مغادرة الممرضين والقابلات والصيادلة والأطباء المتخصصين لإيران، وصلت الهجرات إلى أساتذة الجامعات والمديرين في هذا المجال على مختلف المستويات.
وقد اشتدت الضغوط على المجتمع الطبي والتمريضي خاصة بعد أن دعم الكثير منهم انتفاضة الشعب الإيراني عام 2022، ما جعل الكثير منهم يتخلون عن العمل في إيران.