تتواصل ردود الفعل على البيان المشترك الأخير للدول العربية وروسيا بشأن الجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات، وكتبت صحيفة "كيهان" التي تدار تحت إشراف ممثل المرشد الإيراني، في مقال: "إن تصرفات الحكومة الروسية تفوح منها رائحة الخيانة".
واحتج حسين شريعتمداري، ممثل المرشد في مؤسسة "كيهان" ورئيس تحرير هذه الصحيفة، على تعاون موسكو مع الدول العربية في النزاع حول الجزر الثلاث في مقال بعنوان "السيد لافروف.. خطؤك تفوح منه رائحة الخيانة!".
وخلال الاجتماع المشترك بين روسيا والدول العربية، الذي عقد يوم الأربعاء 20 ديسمبر(كانون الأول)، في المغرب، صدر بيان أكد مرة أخرى موقف أبو ظبي حول الجزر الثلاث، طنب الصغرى، وطنب الكبرى، وأبو موسى.
وحضر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، هذا الاجتماع نيابة عن هذا البلد.
وكتب شريعتمداري أنه "لا نتوقع شيئاً من الدول العربية الحاضرة في هذا الاجتماع، ولكن يجب على الحكومة الروسية الرد على تصرفاتها غير القانونية ضد جمهورية إيران الإسلامية".
وأضاف شريعتمداري: "السيد لافروف على علم بالعديد من الوثائق التي تتحدث عن سيادة إيران المؤكدة وغير المتنازع عليها على الجزر الثلاث. ولذلك فإن تصرفات الحكومة الروسية، حتى لو كانت خطأ، تفوح منها رائحة الخيانة".
وطلبت هذه الشخصية الإعلامية المؤثرة في إيران من وزارة الخارجية الإيرانية "أن تطلب من الحكومة الروسية الاعتذار رسميًا وعلنا عن الإجراء الذي اتخذته ضد السلامة الإقليمية لإيران، وبالنظر إلى الوثائق المتاحة التي لا يمكن إنكارها، تؤكد سيادة إيران على الجزر الثلاث المذكورة".
في الوقت نفسه، حذر رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، موسكو أيضا وكتب في رسالة على شبكة X الاجتماعية: "على روسيا أن تتوخى الحذر من سوء استخدام الغرب لأخطائها".
وبحسب قول قاليباف، فإن "العلاقات مع روسيا تقوم على المصالح الوطنية الإيرانية والاحترام المتبادل، وأي ادعاء يهدف إلى المساس بسلامة أراضي إيران هو بالتأكيد مخالف لهذه المبادئ".
هذا وترغب دولة الإمارات العربية المتحدة في إحالة هذه القضية إلى محكمة لاهاي الدولية منذ عام 1992.
في المقابل، رفضت إيران هذا الطلب من خلال الإشارة إلى أن مسألة السيادة على الجزر قد تم تحديدها بشكل نهائي ودائم في عام 1991، واكتفت بالإعلان عن استعدادها للتفاوض "لحل سوء التفاهم".
وفي اجتماعها المشترك في موسكو هذا الصيف، أصدرت روسيا والدول الست الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بياناً مشتركاً يدعو إلى "إحالة قضية الجزر الثلاث إلى محكمة العدل الدولية من أجل حل هذه القضية وفقاً للشرعية الدولية".
وحينها استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الروسي وأبلغته احتجاجها على قضية الجزر الثلاث.
وفي الأيام الأخيرة، رد علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الإيراني، وحسين أمير عبد اللهيان، وزير الخارجية الإيراني، على دعم روسيا المتجدد للإمارات فيما يتعلق بالنزاع حول الجزر الثلاث.
ويأتي غضب السلطات الإيرانية من هذا الدعم، في حين أقامت طهران علاقات وثيقة مع موسكو في السنوات الأخيرة ودعمت الغزو الروسي لأوكرانيا من خلال إرسال طائرات "شاهد" المسيرة.