قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، ردا على البيان المشترك الأخير للدول العربية وروسيا بشأن الجزر الثلاث المتنازع عليها بين طهران أبوظبي، إن المزاعم الواردة في هذا البيان تعتبر بمثابة انتهاك لوحدة أراضي إيران، ومضمونه مرفوض، وهو أمر غير مقبول.
واعتبر كنعاني، في مؤتمر صحفي، اليوم الإثنين 25 ديسمبر، ردا على سؤال حول بيان اجتماع المغرب، أن هذا الإجراء يشكل انتهاكا للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق باحترام سيادة ووحدة أراضي الدول، مضيفا: "فيما يتعلق بوحدة أراضينا فإن بلادنا ليس لديها مجاملة مع أي طرف".
وأضاف المتحدث باسم وزارة خارجية إيران أننا أعربنا عن احتجاجنا للسلطات العليا في روسيا الاتحادية بأوضح العبارات، ولن نتسامح مع أي طرف فيما يتعلق بسيادتنا ووحدة أراضينا.
وخلال اللقاء المشترك بين روسيا والدول العربية، الذي عقد يوم الأربعاء 20 ديسمبر(كانون الأول)، في المغرب، صدر بيان دعم مرة أخرى موقف أبو ظبي حول الجزر الثلاث، طنب الصغرى، وطنب الكبرى، وأبو موسى.
وقد حضر وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، الاجتماع نيابة عن بلاده.
وردا على جزء من بيان الاجتماع السادس لمنتدى التعاون العربي الروسي بالمغرب، أدان كنعاني، الخميس 21 ديسمبر، القسم المتعلق بالجزر الثلاث المتنازع عليها بين إيران والإمارات العربية المتحدة، قائلاً إنه “لا أساس له من الصحة ومرفوض”.
وقال إن جزر أبو موسى وطنب الكبرى وطنب الصغرى الواقعة في مياه الخليج تابعة لإيران إلى الأبد وهي جزء لا يتجزأ من أراضينا.
بعد ذلك حذر رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، موسكو وكتب في رسالة على موقع التواصل الاجتماعي X: "على روسيا أن تتوخى الحذر من استغلال الغرب لأخطائها".
واحتج حسين شريعتمداري، ممثل المرشد الأعلى في صحيفة "كيهان" ورئيس تحرير هذه الصحيفة، على تعاون موسكو مع الدول العربية في النزاع حول الجزر الثلاث في مقال بعنوان "السيد لافروف، خطؤك تفوح منه رائحة الخيانة!".
وكتب شريعتمداري: "لا نتوقع شيئا من الدول العربية الحاضرة في هذا الاجتماع ولكن يجب على الحكومة الروسية الرد على تصرفاتها غير القانونية ضد إيران".
وترغب دولة الإمارات العربية المتحدة في إحالة هذه القضية إلى محكمة لاهاي الدولية منذ عام 1992.
في المقابل، رفضت إيران هذا الطلب، مشيرة إلى أن مسألة السيادة على الجزر حُسمت بشكل نهائي ودائم في عام 1971، واكتفت بالإعلان عن استعدادها للتفاوض "لحل سوء التفاهم".
وفي اجتماعها المشترك في موسكو هذا الصيف، أصدرت روسيا والدول الست الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية بيانا مشتركا يدعو إلى "إحالة قضية الجزر الثلاث إلى محكمة العدل الدولية من أجل حل هذه القضية وفقا لمبادئ الشرعية الدولية".
وحينها استدعت وزارة الخارجية الإيرانية السفير الروسي وأبلغته احتجاجها على قضية الجزر الثلاث.
وفي الأيام الأخيرة، رد مستشار المرشد الإيراني، علي أكبر ولايتي، ووزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، على دعم روسيا المتجدد للإمارات فيما يتعلق بالنزاع حول الجزر الثلاث.
ويأتي غضب السلطات الإيرانية من هذا الدعم، في حين أقامت طهران علاقات وثيقة مع موسكو في السنوات الأخيرة ودعمت الغزو الروسي لأوكرانيا من خلال إرسال طائرات شاهد المسيرة.
وفي إشارة إلى هجوم روسيا على أوكرانيا، قال محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السابق: "في أوكرانيا، خدعتنا روسيا. أخذوا الطائرات المسيرة وكشفوا عنها بأنفسهم، وهذا له أسباب رهيبة للغاية في حسابات التوازن النووي. لقد كان الأمر دقيقًا بالنسبة لهم وخطيرًا بالنسبة لنا".
وفي عام 2021، من خلال ملف صوتي مسرب نشرته "إيران إنترناشيونال"، اتهم ظريف روسيا بمحاولة منع تحقيق الاتفاق النووي، وتعطيله.