وسط التوترات في الشرق الأوسط، دعا السيناتور الأميركي ليندسي غراهام، الأربعاء 27 ديسمبر (كانون الأول)، إلى اتباع نهج أكثر قسوة تجاه طهران، مشيراً إلى أنه يجب على الولايات المتحدة قصف مواقع الحرس الثوري الإيراني داخل إيران.
وقال غراهام لشبكة "فوكس نيوز": "لقد كنت أقول هذا منذ 6 أشهر، اضربوا إيران. لديهم حقول نفط مفتوحة. لديهم مقر للحرس الثوري الإيراني يمكنكم رؤيته من الفضاء. أمامك بالخريطة فجروه".
يذكر أن الموقف المتشدد للسيناتور الجمهوري تجاه إيران ليس بالأمر الجديد. لكنه أمر خطير لأنه يأتي بعد عدة أيام من التصعيد الذي لا يمكن إنكاره في المواجهة بين إسرائيل والولايات المتحدة من جهة وحماس وإيران وحلفائها الإقليميين من جهة أخرى.
ومنذ يوم الاثنين، قتلت إسرائيل أكبر رجل إيراني في سوريا.
وكانت الميليشيات المدعومة من إيران قد استهدفت قواعد أميركية في العراق، مما أدى إلى إصابة 3 جنود، أحدهم في حالة خطيرة.
كما شن الحوثيون في اليمن هجمات متعددة في البحر الأحمر، مما أجبر الأسطول الأميركي على إسقاط ما لا يقل عن 17 طائرة مسيرة وصاروخًا؛ وضربت الولايات المتحدة مواقع تابعة لإيران في العراق.
وأرسل الرئيس جو بايدن، يوم الأربعاء، رسالة إلى كبار قادة الكونغرس يشرح فيها قراره بالرد على العراق، مباشرة بعد التأكد من إصابة جندي أميركي بجروح خطيرة.
وقال بايدن: "كانت الضربات تهدف إلى تقليص وتعطيل سلسلة الهجمات المستمرة ضد الولايات المتحدة وشركائنا، وردع إيران والميليشيات المدعومة من إيران عن شن أو دعم المزيد من الهجمات على أفراد ومنشآت الولايات المتحدة".
لكن هذا ليس الرد الذي من شأنه أن يرضي منتقدي بايدن الجمهوريين في الكونغرس.
وقال السيناتور غراهام، وهو عضو لجنة القوات المسلحة ذات النفوذ في مجلس الشيوخ، إن "إدارة بايدن تخذل قواتنا في الميدان. إذا كنت تريد حقًا حماية الجنود الأميركيين، فاجعل الأمر حقيقيًا لآية الله (خامنئي)، إذا هاجمت جنديًا من خلال قواتك الوكيلة، فنحن نلاحقك".
واستهدفت الجماعات المدعومة من إيران في العراق وسوريا القوات الأميركية أكثر من مائة مرة منذ منتصف أكتوبر (تشرين الأول).
وحتى الآن لم يقتل أي جندي أميركي. ومع ذلك، مع كل هجوم، أصبحت الانتقادات التي توجه ضد سياسة بايدن تجاه إيران أكثر شمولاً وقسوة.
وانتقدت نيكي هيلي، المرشحة الرئاسية للحزب الجمهوري في الولايات المتحدة، بايدن في مقابلة تلفزيونية يوم الأربعاء.
وأشادت بقرار ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران، وقالت: "الانسحاب من اتفاق أوباما مع إيران بعث برسالة إلى طهران مفادها أن أميركا جادة في التعامل".
وأضافت أن "جهود بايدن للعودة إلى الاتفاق وجهت رسالة إلى طهران مفادها أنها تستطيع السير في جميع أنحاء أميركا".
وتعد هيلي واحدة من أشد المنتقدين لسياسات بايدن تجاه إيران، وليس من المستغرب أن تخطط لخوض الانتخابات ضده كجمهورية العام المقبل.
ومن المرجح أن تكون الأزمة الحالية في الشرق الأوسط قضية رئيسية في الحملة الانتخابية لعام 2024، خاصة أنه لا توجد نهاية في الأفق لحرب غزة أو هجمات وكلاء إيران.
وألمح بيني غانتس، عضو حكومة الطوارئ الإسرائيلية، يوم الأربعاء، إلى حرب أخرى مع حزب الله في لبنان.
وقال غانتس في مؤتمر صحافي: "إذا لم يتحرك العالم والحكومة اللبنانية لمنع إطلاق النار على سكان شمال إسرائيل، وإبعاد حزب الله عن الحدود، فإن الجيش الإسرائيلي سيفعل ذلك".
ويُعتقد على نطاق واسع أن حزب الله هو أقوى فاعل غير حكومي في المنطقة، حيث تقدر ترسانته بأكثر من مائة ألف صاروخ.
وفي حالة نشوب حرب كاملة مع الفصيل، سنرى إضافة الآلاف من القتلى إلى أكثر من عشرين ألف فلسطيني قتلوا على يد إسرائيل منذ بداية أكتوبر (تشرين الأول).