وصف إمام أهل السنة بإيران، مولوي عبد الحميد، في خطبة صلاة الجمعة التي ألقاها اليوم في مدينة زاهدان بمحافظة بلوشستان، حالة الفقر وارتفاع الأسعار في البلاد بـ"الأزمة والفساد الممنهج"، قائلًا: إن "المسؤولين يجب أن يفكروا بشعبهم بدلًا من جيرانهم".
وأشارت مقاطع الفيديو والتقارير التي نشرت من زاهدان، اليوم الجمعة، إلى تواجد كبير للقوات العسكرية والقمعية في شوارع هذه المدينة كما في الأشهر الماضية.
وبعد صلاة الجمعة، تظاهر المواطنون خلال مسيرة صامتة في زاهدان.
وأشار عبد الحميد، في خطبته إلى المشاكل الاقتصادية، مؤكدًا: "مسؤولية الحكومة والنظام أن يفكروا بجدية من أجل الأمة، وأن يستجيبوا لمطالب الشعب".
واعتبر مولوي عبد الحميد علاج الفقر والتنظيم الاقتصادي أمرا سهلا، وأكد على ضرورة مراجعة السياسات الداخلية والخارجية لصالح الشعب والمصالح الوطنية.
وأكد عبد الحميد على أنه "بدلا من الجيران، يجب على المسؤولين أن يفكروا في الشعب أولا، قائلًا: "بدون تغيير السياسات، ستزداد المشاكل عمقا يوما بعد يوم".
وأشار عبد الحميد في خطبه العام الماضي مرارًا إلى "الظروف الاقتصادية الصعبة للغاية"، و"التضخم الكبير"، ووصف ذلك بأنه نتيجة لسياسات النظام الإيراني.
وتابع مولوي عبد الحميد، قائلًا: إن القضاء على الفساد المستشري في إيران لا يمكن أن يتحقق بمعاقبة الفاسدين والمختلسين فقط، بل إنه "يجب تغيير الهيكل"، ويجب قطع "كل الأيدي المتورطة في الفساد في البلاد".
وكان عبد الحميد قد قال، أوائل ديسمبر الحالي، في إشارة إلى اختلاس 3.7 مليار دولار في قضية "الشاي": "الفساد أصبح منتشرا لدرجة أن البعض تجرأ على سلب هذا المبلغ الكبير لنفسه".
وحذر عبد الحميد، مسؤولي النظام الإيراني بشكل ضمني من استمرار احتجاجات الشوارع في زاهدان وأجزاء أخرى من البلاد، وأكد على ضرورة توفير المصالح الوطنية، قائلًا: إذا شعر الناس بالجوع، فلن يتقبلوا الكلام من أحد.