أكد الخبير الاقتصادي، عضو هيئة التدريس في جامعة الزهراء، حسين راغفر، أن الانتحار والإدمان والجريمة من ردود فعل المجتمع الإيراني على تزايد حالات الفساد الاقتصادي.
اعتبر راغفر، في مقابلة مع موقع «ديده بان إيران»، أن حالات «الفساد المالي كبير وواسع النطاق في المؤسسات الرسمية»، أحد أسباب زيادة حالات الاكتئاب والانتحار، وقال إن الغضب الناجم عن حدوث الفساد "قد يصل بالمتضررين إلى حد الجنون وفقدان السيطرة ويتجلى بأشكال مختلفة، وأشدها الانتحار".
وبحسب قول هذا الخبير الاقتصادي، يمكن أيضًا اعتبار الإدمان وارتكاب الجرائم مثل السرقة، من أشكال التعبير الأخرى عن الاحتجاج على الفساد المستشري في المجتمع.
وفي واحدة من أحدث قضايا الفساد الاقتصادي المستشري في إيران، تبين أن شركة «شاي دبش» ارتكبت مخالفات بالعملة الأجنبية بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، بالتعاون مع المؤسسات العليا في البلاد.
وفي إشارة إلى «الحرمان المزمن» وارتفاع معدل البطالة والهجرة، في محافظة إيلام، أعرب راغفر عن قلقه إزاء زيادة حالات الانتحار في هذه المحافظة.
وذكرت وكالة «كردبا» للأنباء أنه في 21 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، انتحر جواد نوروزي، ومصطفى عباسي، وهما عاملان في مجال البتروكيماويات في «تشوار إيلام»؛ احتجاجًا على فصلهما، وتم نقلهما إلى المستشفى.
وبحسب هذا التقرير، فإن هذين المواطنين أعدما نفسيهما شنقًا في منطقة البتروكيماويات في تشوار.
وفي العام الماضي، انتحر ستة عمال في هذه الشركة؛ احتجاجًا على الفصل.
وقبل ذلك، قال عالم الاجتماع علي موسى نجاد لصحيفة "شرق"، إنه في العقود الثلاثة الماضية، باستثناء الأعوام 2016 و2019 و2020، شهدت محافظة إيلام أكبر عدد من حالات الانتحار في جميع أنحاء إيران.
وصف راغفر إنشاء مصانع البتروكيماويات في إيلام بأنه خطأ؛ بسبب حاجة هذه الصناعة الشديدة للمياه، وأعلن أن عددًا من مصانع الصلب في غرب البلاد أغلقت أبوابها؛ بسبب النقص الشديد في المياه وعدم توفر الخبرة اللازمة.
انتقد نظام الحكم في إيران وإهدار الموارد الوطنية بسبب التسييس في اتخاذ القرارات، مثل: إنشاء مصانع البتروكيماويات في إيلام، وأكد أن أيادي نظام الحكم ملطخة بدماء العمال، الذين انتحروا بسبب مشاكل معيشية.
وقال راغفر: إن السياسات الاجتماعية أيضًا تمهد الأرضية للانتحار، وأضاف: «في بعض الأحيان حتى أولئك الذين حصلوا على تعليم عالٍ لا يرون أمامهم أي آفاق واضحة وينتحرون».
وقال رئيس المجلس الأعلى لمنظمة النظام الطبي، محمود فاضل، في 25 ديسمبر: «إننا نواجه ظاهرة انتحار مساعدي الأطباء، وسيتم اتخاذ إجراءات في فريق عمل بشأن منع حالات الانتحار لدى هذه الفئة».
وقبل ذلك، تناولت صحيفة «اعتماد» في تقرير لها «المحتوى المنتج حول الانتحار في شبكات التواصل الاجتماعي وارتباطه بالأحداث السياسية والاجتماعية»، وذكرت أن البحث عن هذه الكلمة في مارس (آذار) الماضي، ارتفع بأكثر من الضعف، مقارنة بالنصف الثاني من عام 2022.