بحسب تقرير ورد إلى "إيران إنترناشيونال"، تزايدت الضغوط والقيود من النظام الإيراني على السجينات في سجن "إيفين" وحرمان بعضهن من الحصول على حقوقهن الأساسية، وذلك بعد احتجاج السجينات الإيرانيات وترديدهن هتافات ضد النظام أثناء زيارة وفد قضائي لعنبر النساء.
ووفقاً لمصادر مطلعة، ففي عملية انتقامية، تُحرم حالياً 16 سجينة من المكالمات الهاتفية، كما تُمنع 6 سجينات من الزيارة.
في الوقت نفسه، قال المتحدث باسم السلطة القضائية، مسعود ستايشي، الثلاثاء 2 يناير (كانون الثاني)، ردا على سؤال حول سبب مشكلة انقطاع الهاتف في عنبر النساء بسجن "إيفين" نهاية كل أسبوع: "فيما يتعلق بالمكالمات، وفقا لأحكام المادة 232 من النظام الأساسي التنفيذي لمنظمة السجون والتدابير الأمنية للبلد، فإن ترتيب هذه الشؤون هو مسؤولية رئيس المؤسسة القضائية... لكنني سأطرح ذلك على الجهات ذات الصلة."
وفي 27 ديسمبر (كانون الأول) قام 250 قاضياً ومسؤولاً قضائياً في سجون محافظة طهران بزيارة إلى سجن "إيفين".
وكان من بين الزوار إيمان أفشاري، رئيس الفرع 26 لمحكمة طهران الثورية، ومحمد رضا عموزاد، رئيس الفرع 28 لمحكمة طهران الثورية، وعلي قناعتكار، رئيس مكتب المدعي العام الأمني، وعلي القاصي مهر، رئيس قضاة محافظة طهران.
وخلال هذه الزيارة، ردد عدد من السجينات السياسيات شعارات مثل: "الموت للديكتاتور" و"الموت للجمهورية الإسلامية" و"المرأة، الحياة، الحرية"، ورددن الأناشيد الثورية.
وكان احتجاج هؤلاء السجينات ضد قمع المواطنين، والسجن والاعتقال والتعذيب، وإعدام المتظاهرين مثل محسن شكاري.
ورداً على هذه الاحتجاجات، فُرضت قيود جديدة على عنبر النساء في سجن "إيفين".
ورغم أن حرمان 3 سجينات من الاتصال والزيارات لم يكن بسبب لم يكن بسبب أحداث 27 ديسمبر، إلا أنهن تلقين قرار مجلس التأديب بعد ذلك التجمع مباشرة.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن منع تسجيل طلب توفير متعلقات السجناء، وتسجيل طلب زيارة الأقارب (أفراد الأسرة من الدرجة الثانية)، ورفض استلام أشياء مثل الكتب من الأسرة، من بين القيود الأخرى المفروضة على عنبر النساء.
وفيما يتعلق بهذه القيود الجديدة، قيل للسجينات إنه "صدر أمر بمعاقبة عنبر النساء". وليس من الواضح ما هي المؤسسة التي أصدرت هذا الأمر.
وفي وقت سابق، وصل تقرير من مصادر مطلعة إلى "إيران إنترناشيونال"، أظهر أن السجينات ينادين باسم محسن شكاري عدة مرات أمام القضاة.
كما خاطبت السجينات المسؤولين القضائيين المختبئين بين القوات الأمنية داخل الغرف، وهن يهتفن "اخرج أيها القاتل"، و"لا تعدموا رضا رسائي ومجاهد كوركور!"
يذكر أن مجاهد كوركور، ورضا رسايي هما اثنان من معتقلي الانتفاضة الشعبية أيدت المحكمة العليا حكم إعدامهما الأسبوع الماضي.
وبحسب التقارير، طلب مسؤولو السجن من السجينات مغادرة المكان، لكن السجينات أصررن على البقاء وطالبن بمحاسبة هؤلاء الأشخاص على جرائمهم.
خلال هذه الأحداث، تم دفع السجينات إلى الخلف، وإلقائهن على الأرض بسبب العدد المتزايد من الحراس.
وفي نهاية الزيارة، رددت السجينات شعارات: "عديم الشرف"، و"يا قاتل اُغْرُب"، و"المرأة، الحياة، الحرية"، وغادر المسؤولون الزائرون الغرف الإدارية في عنبر النساء بسجن "إيفين" على عجل.
وسبق أن أوضحت نرجس محمدي، الناشطة المسجونة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، في رسالة ما حدث خلال الزيارة في 27 ديسمبر (كانون الأول)، وشبهت هذه الزيارة بتشكيل محكمة شعبية من قبل السجينات ضد المسؤولين القضائيين المتورطين في الجرائم.
يشار إلى أن النظام الإيراني أعدم حتى الآن ما لا يقل عن 8 متظاهرين، من بينهم محسن شكاري، ومجيد رضا رهنورد، ومحمد حسيني، ومحمد مهدي كرمي، ومجيد كاظمي، وسعيد يعقوبي، وصالح ميرهاشمي، وميلاد زهره وند، فيما يتعلق بالانتفاضة الشعبية ضد النظام والتي اندلعت بعد مقتل مهسا أميني.