كشفت تقارير رسمية إيرانية عن تراجع الأمطار في عموم إيران، لاسيما في محافظة طهران، وهو ما أثار انتقادات لمنظمة الأرصاد الجوية الإيرانية؛ بسبب عدم قدرتها على التكهن الدقيق حول هذا الموضوع، كما أُثيرت ردود أفعال حول ادعاءات عن "سرقة غيوم إيران" من قِبل تركيا.
ووفق الإحصاءات، فإن مجموع الأمطار التي هطلت هذا العام تراجع بنسبة 3. 44% بالمقارنة مع المعدل البعيد المدى.
ويعتبر الوضع في طهران أسوأ من متوسط هطول الأمطار في جميع المناطق الإيرانية.
وقالت وكالة "إيسنا"، في تقرير، اليوم الأحد، إن 100 يوم مرت على العام المائي الجاري، لكن لاتزال حالة الأمطار في طهران أقل بنسبة نصف مقارنة مع العام الماضي.
ووفق هذا التقرير، فإنه وخلال الـ 11 يومًا الأولى من العام المائي، فإن كمية الأمطار التي هطلت في طهران أقل بنسبة 57.2% مقارنة مع معدل البعيد المدى.
وكتبت وكالة "إيسنا" أن الدراسات الإحصائية للسنوات الخمسين الماضية تظهر أن متوسط هطول الأمطار السنوي في محافظة طهران كان 280.4 ملليمتر، لكن كمية الأمطار التي حدثت في أول 100 يوم من السنة المائية الحالية في هذه المحافظة كانت 33.9 ملليمتر فقط، أي ما يعادل إلى 12.1% من إجمالي هطول الأمطار سنويًا.
وانخفضت كمية الأمطار في محافظة طهران بنسبة 67% منذ بداية السنة المائية الحالية، مقارنة بالمعدل طويل المدى للفترة نفسها.
وكان الرئيس التنفيذي لشركة المياه والصرف الصحي الإيرانية، قد قال في 30 ديسمبر الماضي، إن إيران تعيش في عامها الرابع من الجفاف، إن عام 2023 هو "أحد أسوأ الأعوام في البلاد"، وفقًا للمعلومات والإحصاءات المتوفرة.
انتقادات ضد منظمة الأرصاد الجوية الإيرانية
وفي سياق الامطار وتراجع الكبير للأمطار انتقد الكثيرون منظمة الأرصاد الإيرانية؛ كونها فشلت في التكهن بالوضع المائي الحالي في البلاد.
وكان محافظ محافظة مركزي، فرزاد مخلص الأئمة، قد قال إن توقعات منظمة الأرصاد الجوية حول المياه في فصل الخريف لم تتحقق، وهو ما فاقم الأزمة في مجال المياه.
وصرح في وقت سابق، قائلاًا: "من الضروري أن يكون لدى منظمة الأرصاد الجوية فكرة لتغيير أسلوب وتحديث أدوات التنبؤ".
وقال مدير عام شركة المياه في منطقة مركزي، عزت الله آمري، تعليقًا على هذه الأزمة: إن جميع الأنهار في محافظة مركزي قد جفت في الوقت الراهن، كاشفًا عن حفر 20 بئر مياه في هذه المحافظة لحل مشكلة شح المياه.
وقال مدير مكتب التنمية المستدامة وإدارة الاستهلاك بشركة المياه والصرف الصحي بمحافظة قم، حسن فرماني انتظام، اليوم الأحد، إن كمية المياه المسحوبة من المصادر الجوفية في البلاد مثيرة للقلق.
وأضاف: "إذا استمرت عمليات السحب على هذا النحو، فإن احتياطي المياه في البلاد سينضب في السنوات القليلة المقبلة".
ووفقًا للوثائق والمستندات، الواصلة إلى قناة إيران إنترناشيونال، فإن النظام الإيراني يخفي المعلومات عن الرأي العام الإيراني فيما يتعلق بالهبوط الأرضي، الذي يشهده العديد من المناطق الإيرانية، وبات الوضع في هذا المجال أكثر خطورة.