قالت صحيفة "فولكس كرانت" الهولندية، في تقرير لها، إن المسؤول عن نقل فيروس ستوكسنت في موقع "نطنز" النووي الإيراني عام 2008 كان شخصًا تابعًا لجهاز التجسس الهولندي.
ووفقًا لما أعلنته الصحيفة فقد لعب إريك فان سابين، في عام 2008، دورًا مهمًت في الخطة الأميركية- الإسرائيلية المشتركة لصد برنامج التخصيب النووي الإيراني من خلال نقل هذا الفيروس بنجاح.
ونفذ جهاز المخابرات والأمن العام الهولندي (AIVD) هذه العملية بطريقة سرية دون علم الساسة والمسؤولين الحكوميين في البلاد.
ويظهر تحقيق أجراه صحفيون هولنديون على مدى عامين في هذا المجال، والذي شمل مقابلات مع 19 موظفًا في وكالتي استخبارات هولنديتين، إنه وخلافًا لما كان يعتقد في السابق من أن مهندسًا إيرانيًا هو المسؤول عن نقل فيروس ستوكسنت إلى المنشآت النووية، فإن مواطنًا هولنديًا يبلغ من العمر 36 عامًا هو المسؤول عن نقلها، وقد تولى مسؤولية تركيب هذه المعدات الملوثة.
وجاء في تقرير صحيفة "فولكس كرانت"، أنه بالإضافة إلى حكومة رئيس الوزراء، لم تكن اللجنة السرية الهولندية على علم بدور هولندا في عمليات التخريب ضد المنشآت النووية لإيران، وهذه اللجنة تشكلها شخصيات من أحزاب سياسية مختلفة، ويتم إطلاعها بانتظام على مشاريع المخابرات الهولندية.
ومع ذلك، تظهر التحقيقات أن إريك فان سابين، المسؤول عن تركيب الفيروسات في موقع نطنز النووي، توفي في حادث سير في دبي بعد أسبوعين من مغادرته إيران.
ولا توجد أدلة على أن الحادث كان مشبوهًا، الا إن موظفًا في جهاز المخابرات والأمن العسكري الهولندي قال للصحفيين إن وفاته كانت "ثمنًا باهظًا" لما قام به.
وكانت المخابرات الهولندية قد عينت عام 2005م، سابين مشاركًا في الاستخبارات التقنية والشبكة الإقليمية والاتصالات الداخلية مع إيران، وبالإضافة إلى ذلك، فإن زواجه من إيرانية جعله خيارًا مناسبًا للقيام بهذه المهمة.
وبعد وفاته ذكرت صحيفة "ناشيونال" الإماراتية، أن سابين كمهندس قدم مساهمات كثيرة في الدول الخليجية، كما ذكرت هذه الصحيفة رحلاته العديدة إلى إيران ودول مثل السودان واليمن وشرق إفريقيا.
وتظهر التحقيقات أن هذا الشخص التابع للاستخبارات الهولندية قد نقل فيروس ستوكسنت إلى موقع نطنز النووي خلال إحدى رحلاته إلى إيران، وعلى الأرجح أثناء تركيبه مضخة مياه في منشأة نطنز.
وأثار نشر هذا التقرير الإقصائي جدلًا في هولندا، ودفع العديد من نواب البرلمان الهولندي إلى المطالبة بتوضيح من أجهزة المخابرات في البلاد حول أسباب عدم إخطار هذه المؤسسة وكذلك الوفد الحكومي بشأن مثل هذه العملية.
وبناء على هذا التحقيق، طلب الموساد ووكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إي) في عام 2004م من هولندا مساعدتها في الوصول إلى منشآت نطنز. وبعد ثلاث سنوات، قام عميل سري يعمل مهندسًا ميكانيكيًا لدى شركة مقاولات في نطنز (إريك فان سابين) بنقل فيروس ستوكسنت إلى الأنظمة المستهدفة.
وقال مصدر مطلع، تعليقًا على الموضوع: إن "الجاسوس الهولندي كان الجزء الأهم (في الخطة) لدخول الفيروس إلى نطنز".
ولم تكن هذه العملية المعقدة والمكلفة، والتي عرفت باسم "الألعاب الأولمبية"، تهدف إلى تدمير البرنامج النووي الإيراني، بل كان الغرض منها تأخير هذا البرنامج حتى تدخل العقوبات والدبلوماسية السياسية حيز التنفيذ، وهي استراتيجية نجحت في نهاية المطاف وجعلت إيران تجلس على طاولة المفاوضات وتتوصل إلى خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2015م.
ووفقًا للمصادر المطلعة، فإن هولندا لم تكن هي الدولة الوحيدة التي ساعدت الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل في هذه المهمة، بل إن ألمانيا وفرنسا أيضا قدما مساعدات في هذا الخصوص، كما تم اختيار اسم هذه العملية نسبة إلى الألعاب الأولمبية، لأن استعارة الحلقات الخمس كانت رمزًا لأشهر حدث رياضي عالمي.
كما ذكرت تقارير أخرى أن جهاز الاستخبارات البريطاني أيضًا كان له دور في هذه العملية المعقدة.