حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات حصرية تظهر أن النظام الإيراني أعدم قبل 20 يوما أحد مستشاري بيت المرشد ويدعى محسن سراواني بتهمة التجسس لإسرائيل.
وكان سراواني البالغ من العمر 24 عاما أحد عناصر الباسيج في إيران وهو طالب جامعي ومستشار لمحافظ بلوشستان، وقد اتهم بتقديمه، عبر موظفين حكوميين، وثائق "سرية" و"سرية للغاية" إلى ضابط بالموساد الإسرائيلي.
وشغل سراواني في عام 2018 وعندما كان في سن 18، منصب مستشار لعلي أوسط هاشمي محافظ بلوشستان آنذاك ولديه نفوذ وعلاقات واسعة مع المسؤولين في المحافظة، كما انتشرت له صورة مع المستشار الخاص للمرشد، وحيد حقانيان، ما جعله يظهر باعتباره فردا مقربا من "بيت" المرشد علي خامنئي.
وخلال تحركاته من أجل الحصول على المعلومات السرية تواصل سراواني مع المساعدة الاقتصادية والمديرة العامة لقطاع الاستثمار في محافظة بلوشستان سابقا، ماندانا زنكنه سروش، وعرّف نفسه لها بأنه مستشار لبيت خامنئي.
وأوضحت زنكنه سروش في إفادتها للقضاء أنها عندما كانت مديرة عامة لمكتب الاستثمار في المحافظة جاء إليها محسن سراواني، المعدوم بتهمة التجسس لإسرائيل، والتقيا بعد محاولات عدة، وعندما التقى بها أظهر لها شهادة تثبت صحة كلامه وأنه بالفعل مستشار في بيت المرشد بمحافظة بلوشستان.
ووفقا لشهادة زنكنه في المحكمة فإن المدير العام للمراسيم والاجتماعات في بيت المرشد، مظاهر حسيني، قد أيد صحة تبعية محسن سراواني لبيت المرشد خامنئي، وجاء في إفادة زنكنه: "كنت قد أعددت تقريرا كاملا عن المشاكل الاقتصادية والفقر في المحافظة وقلت للسيد سراواني إنني أريد تسليم هذا التقرير بنفسي إلى بيت المرشد، لكنه تواصل مع السيد مظاهر حسيني ونسّق معه وحجز لي موعدا وقد ذهبت فعلا في اليوم المقرر وسلمت التقرير إلى السيد مظاهر وقد كان رجل دين معمما ويعمل في بيت المرشد الواقع في شارع باستور بطهران".
ومع ذلك فإن جهاز الاستخبارات التابع للحرس الثوري قام بعد فترة وجيزة من تلك الأحداث برفع دعوى ضد محسن سراواني واعتقله بتهمة "ادعاء الألقاب والمناصب" لكن سرعان ما صدر قرار بتبرئته بعد 45 يوما من الاعتقال.
ووفق تصريحات زنكنه سروش فإن استخبارات الحرس الثوري قد اقتنعت فعليا بأن سراواني مستشار في بيت خامنئي.
ووفق الوثائق والمستندات التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" فإن الاستخبارات الإيرانية وجهت له، تهمة التجسس لصالح الموساد الإسرائيلي منذ عام 2021، لكن سراواني قال في إفادته أمام القضاء بأنه اعترف بهذه التهمة تحت التعذيب.
وقد اعتقل سراواني عام 2022 وأعلن القضاء بمحافظة بلوشستان في 21 يونيو من عام 2022 اعتقال 3 "عملاء" للموساد الإسرائيلي وقال إنهم كانوا يخططون لاغتيال علماء نوويين.
وأصدر القضاء على المتهمين الأول والثاني عقوبة الإعدام وقد نفذ حكم الإعدام بحق محسن سراواني في 16 ديسمبر الماضي بسجن زاهدان جنوب شرق إيران.
ولم يعرف بعد مصير المتهم الثاني في الملف، أفشين قرباني ميشاني وهو معلم وناشط اقتصادي يبلغ من العمر 26 عاما.
لكن حكم المتهمة ماندانا زنكنه سروش في هذا الملف فقد شمله التخفيف، حيث خُفض في محكمة الاستئناف من 8 سنوات سجن إلى سنة.
وقد اتهمت الاستخبارات الإيرانية زنكنه بأنها سلمت محسن سراواني ما يقارب 1000 وثيقة سرية وقد اعترفت أنها سمحت لسراواني، تحت الضغوط، بأن يصور ثلاث وثائق سرية كانت موجودة على طاولة عملها.
وقد حصلت "إيران إنترناشيونال" على صور من مراسلات ماندانا زنكنه ومحسن سراواني عبر الواتساب تظهر أنه كان لديهما علاقات جنسية وعاطفية.