دافع المرشد الإيراني علي خامنئي، الثلاثاء 9 يناير (كانون الثاني)، عن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية بعد انتقادات طالتها بسبب ضعف أدائها و"فشلها" في منع انفجارات كرمان التي استهدفت المشاركين في ذكرى اغتيال قاسم سليماني.
ورفض خامنئي هذه الانتقادات قائلا: "الأجهزة الأمنية أفشلت عشرات الحالات المشابهة لما حدث الأربعاء الماضي".
ودعا المرشد الإيراني خلال لقاء له بمجموعة من أنصار النظام إلى "قمع الأطراف المنفذة والمخططة" لانفجارات كرمان في ذكرى مقتل سليماني، وطالب المواطنين بالتعاون مع الأجهزة الأمنية لـ"تحديد هوية عملاء العدو" لمنع وقوع أحداث مشابهة.
ونفذ انتحاريان، الأربعاء 3 يناير (كانون الثاني)، تفجيرين وسط المشاركين في مراسم النظام في ذكرى مقتل قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني، في حادثة اعتبرت الأكثر دموية في إيران خلال العقود الأخيرة بعد أن خلفت قرابة 100 قتيل وعشرات الجرحى والمصابين.
وتبنى تنظيم داعش مسؤولية الانفجارين، متوعدا النظام الإيراني بمزيد من الأعمال والتفجيرات.
وعقب هذه الأحداث الدموية أثيرت انتقادات واسعة بين الإيرانيين ومن قبل بعض وسائل الإعلام غير الموالية للحكومة الحالية، واتهموا الأجهزة الأمنية بـ"الفشل" في تأمين هذه الفعالية.
وعلقت صحيفة "جهان صنعت" على هذا الموضوع، وكتبت: "يبدو أنه ليست هناك كارثة مهما عظمت تجبر وزير الداخلية أحمد وحيدي على الاستقالة أو الاعتذار على الأقل".
وكان مسؤولون إيرانيون قد حملوا إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية مسؤولية هذه الانفجارات، لكن المرشد خامنئي خرج اليوم بتصريحات معارضة لذلك وقال: "لا نصر على اتهام هذا وذاك بالوقوف وراء هذه الأحداث".
وقال خامنئي في تصريحاته إن أعداء إيران يحاولون زرع الشك في قلوب الإيرانيين تجاه مكانة قاسم سليماني واحترامه، مضيفا: "هذا نموذج من سياسات الأعداء لإبعاد الناس عن الساحة"، حسب تعبيره.
وشهد عدد من المدن الإيرانية اعتقالات وحملة ضد النشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي بعد أحداث كرمان بسبب انتقاداتهم للسلطات، وكذلك ما اعتبرته السلطات "إساءة" لقاسم سليماني في بعض التعليقات والمنشورات في العالم الافتراضي.
في جانب آخر من حديثه دعا مرشد إيران علي خامنئي الإيرانيين إلى المشاركة في الانتخابات المقبلة، واعتبر أن نشر فكرة عدم جدوى الانتخابات والدعوة إلى مقاطعتها بأنها "استراتيجية أميركا وأعداء الثورة".
وفي الأسبوع الماضي وصف خامنئي كذلك دعوات المقاطعة للانتخابات بأنه عمل "عدائي" وأنه يتعارض مع الإسلام.