تظهر معلومات تلقتها "إيران إنترناشيونال" أن المراهق الإيراني عرفان شكوري فقد بصر عينه اليمنى إلى الأبد بعد عدة عمليات جراحية، وهي العين التي تضررت بعد تعرضه لإطلاق عبوة غاز مسيل للدموع في وجهه من مسافة قريبة من قبل الشرطة أثناء محاولة النظام قمع الانتفاضة الشعبية.
وفي الأيام الأخيرة من سبتمبر (أيلول) 2022 والأيام الأولى للانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد نظام الجمهورية الإسلامية، نزل أهالي "رضوان شهر" بمحافظة كيلان، مثل العديد من المدن الإيرانية الأخرى، إلى الشوارع.
وعرفان شكوري، من مواليد 7 فبراير (شباط) 2009، كان أحد هؤلاء المواطنين الذين نزلوا إلى الشارع في 21 سبتمبر (أيلول) العام الماضي، لكنه أصيب بعد مساعدته لأحد أصدقائه ويدعى ساسان قرباني.
وقد أصيب ساسان، ضحية ذلك اليوم، برصاص الأمن. وحاول عرفان مساعدته لكن رجال أمن يرتدون ملابس مدنية أطلقوا النار عليه بعبوة غاز مسيل للدموع وأصابته بوجهه.
وبحسب المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فإن أنف وعيني عرفان، الذي كان يبلغ من العمر 13 عاماً في ذلك الوقت، أصيبت بأضرار بالغة.
وبسبب إصابته، تم نقل هذا المراهق إلى مستشفى "رضوان شهر" ومن ثم إلى مستشفى أنزلي.
أما ساسان قرباني، البالغ من العمر 31 عاماً، فقد توفي متأثراً بخطورة إصابته وتعرضه للضرب من قبل عناصر الأمن.
وكان قرباني من أوائل ضحايا انتفاضة مهسا أميني، والذي طلبت الحكومة تعويضا مقابل تسليم جثته لأسرته.
وبالإضافة إلى قرباني، في هذا اليوم، قُتل مواطنان شابان آخران هما ياسين جمال زاده، وفرزين لطفي، 25 عامًا، برصاص عناصر الأمن في "رضوان شهر".
وحتى الآن تم التعرف على هويات ما لا يقل عن 551 متظاهراً، من بينهم 68 طفلاً قتلوا خلال احتجاجات العام الماضي. بالإضافة إلى ذلك، وفقًا لتقرير منظمات مستقلة مثل منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، مات ما لا يقل عن 22 متظاهرًا، بينهم أربعة أطفال، بشكل مشبوه أو خلال عمليات انتحار منذ سبتمبر (أيلول) من العام الماضي.
وقُتل معظم المتظاهرين بالأسلحة النارية أو الهراوات، وبحسب منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، فإن المؤسسات الرسمية الإيرانية بذلت قصارى جهدها لإنكار مقتلهم أو تشويه الأخبار حول وفاتهم من خلال تقديم معلومات كاذبة.
وبعد مرور نحو 16 شهراً على انطلاقة الانتفاضة الشعبية، لا تزال قضية مقتل المئات من المتظاهرين على يد قوات الأمن مفتوحة، ويعاني العديد من المصابين، بمن فيهم المصابون في أعينهم، من آثار إطلاق النار من قبل عناصر الأمن.
محاولة علاج عرفان
وقد خضع عرفان شكوري للعديد من العلاجات وثلاث عمليات جراحية خلال العام الماضي، لكن هذا المراهق لم يستعد نظره.
وبحسب والد عرفان، فإن إطلاق الغاز المسيل للدموع بشكل مباشر من مسافة أقل من مترين جعل من المستحيل إجراء أي طرف صناعي للعين اليمنى لهذا المراهق.
وبحسب المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فإن والد عرفان، الذي يحاول استعادة صحة ابنه، هو عامل تعرض لضغوطات عديدة من قبل الأجهزة الأمنية.
ووالد عرفان هو أحد أفراد العائلات المطالبة بتحقيق العدالة في "رضوان شهر"، والذي تعرض لمضايقات ممنهجة بتهمة تقديم معلومات عن وضع ابنه، لكنه كغيره من العائلات المطالبة بالعدالة لم يتوقف عن رواية جرائم النظام ضد ابنه.
وبالإضافة إلى قتل مئات المواطنين واعتقال الآلاف من المتظاهرين خلال الانتفاضة الشعبية، فقد وضع النظام الإيراني أيضًا العائلات المطالبة بتحقيق العدالة تحت ضغط شديد خلال العام الماضي.