أثارت حالات الانتحار المتكررة لأفراد الطواقم الطبية في إيران المخاوف بشأن الأمن الوظيفي والصحة العقلية لهذه الفئة من المجتمع. وكتب موقع "تجارت نيوز" الإخباري أنه تم الإعلان عن ثلاث حالات انتحار بين الأطباء ومساعديهم خلال أسبوع واحد فقط.
وكان طبيب أسنان في مياندواب، بمحافظة أذربيجان الغربية، ومساعد طبيب نفسي في مدينة بابل، بمحافظة مازندران، وطبيب عيون في دزفول، بخوزستان، من بين الأشخاص الذين تم الإعلان عن انتحارهم في الأيام الأخيرة.
وبحسب موقع "تجارت نيوز"، يتم تداول رسالة من أحد مساعدي الأطباء في طب العيون بين الأوساط الطبية، تفيد بأنه طلب، في وقت سابق، الانسحاب من دراسته.
واعتبر مساعد منظمة النظام الطبي الإيراني، بابك شكارجي، أن المشكلة الكبرى التي يواجهها مساعدو الأطباء والأطباء هي "عدم وجود أمل في المستقبل".
وأضاف شكارجي: "يقال إن العمل كمساعد طبيب أصبح صعباً، ولكن يجب أن نعرف أن مساعدة الأطباء لم تكن مهمة سهلة أبداً، ولكن كان هناك أمل في المستقبل. الأمل بالمستقبل ليس له بالضرورة جانب اقتصادي، الأمل في المستقبل يمكن أن يكون اقتصاديًا واجتماعيًا وروحيًا".
واعتبر المشاكل الاقتصادية أحد عوامل تفاقم إحباط مساعدي الأطباء والأطباء، وقال إن رواتبهم لم تنم حسب الوضع الاقتصادي الحالي.
وأشار شكارجي إلى ظروف العمل الصعبة للأطباء، وأضاف أنهم يعملون بدوام كامل في المستشفيات ويتقاضون رواتب تتراوح بين 8 و11 مليون تومان.
وكتب "تجارت نيوز" عن المشاكل التي تواجه خريجي الطب أن الكثير منهم لا يريدون العمل في إيران ويختارون الهجرة لمواصلة حياتهم الشخصية والمهنية.
وسبق أن تحدثت وسائل إعلام عن تزايد موجة هجرة الأطباء والممرضين في الأشهر الأخيرة بسبب الأوضاع الاقتصادية والسياسية الصعبة في إيران.
وقال المتحدث باسم منظمة النظام الطبي، رضا لاري بور، في سبتمبر من هذا العام، إن معدل هجرة الأطباء والممرضين زاد مرتين تقريبًا مقارنة بالسنوات التي سبقت كورونا.
وأكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، في 12 ديسمبر(كانون الأول)، أن بعض التقارير المثيرة للقلق حول الهجرة الجماعية للأطباء والممرضين "حرب نفسية" و"دعاية سلبية وكاذبة".
ووصف الموقع الإخباري "جهان صنعت نيوز" انتحار أعضاء الطاقم الطبي في إيران بأنه غير مسبوق وكتب أنه خلال عدة أشهر في عام 2022، تم تسجيل 13 حالة انتحار بين مساعدي الأطباء.
واعتبر "جهان صنعت" هذه الإحصائية صادمة، مضيفاً أن "عدم كفاءة وإهمال" المسؤولين في إيران تجاه هذه الأزمة مثير للدهشة.
وأشار هذا الموقع إلى الاكتئاب الشديد الذي يعيشه مساعدو الأطباء وقال: "بينما نكتب هذا التقرير، قد ينتحر واحد على الأقل من كل 10 مساعدي أطباء في الوقت الحالي، وهذه مأساة".
هذا وقد أرسلت الجمعية العلمية للأطباء النفسيين في إيران مؤخرًا رسالة إلى الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، تطالب فيها بتشكيل لجنة للتحقيق في انتحار الأطباء ومساعدي الأطباء واتخاذ الإجراءات لمنع حدوثه مرة أخرى.
وحذرت هذه الجمعية من أن إهمال هذه المشكلة قد يمهد لـ"أزمة أوسع".