أعلن قائد الشرطة في طهران عباس علي محمديان، الثلاثاء 9 يناير (كانون الثاني)، عن نشر "عناصر أمن بالزي المدني" في 200 حديقة عامة بالعاصمة.
وتعرف هذه العناصر بدورها في ممارسة القمع والتضييق على المواطنين في الأماكن العامة، ويُطلق عليهم أحيانا "القوات الثورية" و"الباسيج"، وهي قوات تُذكر بما بات يعرف مؤخرا باسم "شرطة الحجاب".
وقال محمديان إن الهدف من هذه الخطة هو "نشر الأمن" في الحدائق العامة بالعاصمة طهران لمواجهة حالات السرقة والاغتصاب.
ويستخدم مصطلح عناصر "الزي المدني" للإشارة إلى مجموعة كبيرة من القوات شبه العسكرية والتابعة للسلطة مثل الباسيج وعناصر الاستخبارات وما شابه ذلك.
ويعرف الإيرانيون هؤلاء العناصر بأنهم عبارة عن "قوات للقمع" تستخدمها السلطات في الأوقات الخاصة، لا سيما خلال المظاهرات والاحتجاجات التي زادت وتيرتها في السنوات القليلة الماضية.
أما مصطلح "شرطة الحجاب" أو "حارسات الحجاب" فهو يشير إلى مجموعات نسوية تابعة للنظام يستعين بها لملاحقة السيدات اللواتي يرفضن ارتداء "الحجاب الإجباري".
وأصبح موضوع "شرطة الحجاب" موضوعا جدليا في الوسط الإيراني لا سيما بعد مقتل المراهقة آرميتا غراوند البالغة من العمر 16 سنة إثر تعرضها لاعتداء من "حارسات الحجاب" بسبب عدم ارتداء الحجاب.
ووفقا لتقارير المنظمات الحقوقية فإن غرواند توفيت نتيجة لممارسات "شرطة الحجاب"، وقد أدى ذلك إلى وقف مؤقت لعمل "حارسات الحجاب" إثر الانتقادات الشعبية المتزايدة.
وبعد هذه الانتقادات أنكر مسؤولون في الحكومة، مثل وزير الداخلية وعمدة العاصمة، وجود مثل هذه الموظفات أو حارسات الحجاب، وادعيا أن من يقوم بهذه الأعمال والإرشادات في الأماكن العامة هن سيدات متطوعات.
وقبل أسابيع نشرت صحيفة "اعتماد" وثيقة مرقمة بتاريخ 30 مايو (أيار) من عام 2023 وبعنوان "سري للغاية" تتضمن أوامر للشرطة باعتقال كل من تعارض ارتداء الحجاب الإجباري في الأماكن العامة.