نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريرًا مطولاً حول مستجدات الحرب الروسية- الأوكرانية، وأوضحت أن موسكو بدأت تنفذ تكتيكات جديدة عبر هجماتها غير المسبوقة بهدف كسر خطوط الدفاع الأوكرانية.
وأشارت الصحيفة إلى استخدام روسيا لأسلحة ومعدات عسكرية من إيران وكوريا الشمالية، وقالت: إن استخدام موسكو لصواريخ كوريا الشمالية وإيران قد عززت من قدراتها العسكرية في الحرب على أوكرانيا.
وتحدثت الصحيفة، في تقرير لها اليوم، الأحد، عن تصاعد الهجمات الروسية على أوكرانيا منذ بداية العام الجديد.
ووفقًا لتقرير الصحيفة، فإن بداية العام الجديد كانت صعبة للغاية بالنسبة لأوكرانيا، مضيفة أن أوكرانيا أصبحت متعبة ومرهقة بعد عامين من الحرب.
كما أوضحت الصحيفة أن الطقس شديد البرودة في مدن أوكرانيا، خاصة درجات الحرارة التي تصل إلى 14 درجة تحت الصفر في كييف، جعلت الحرب أكثر صعوبة، ولم تتمكن الهجمات المضادة الأوكرانية من استعادة أجزاء كبيرة من الأراضي التي احتلتها روسيا.
في مثل هذه الظروف فإت الهجمات الجوية الروسية باستخدام المسيرات الإيرانية والصواريخ الباليستية من كوريا الشمالية قد تضاعفت، حسب معلومات كشفت عنها الولايات المتحدة الأميركية.
وشنت روسيا، يوم الاثنين الماضي، هجومها الكبير الثاني على أوكرانيا؛ حيث أطلقت 59 طائرة مسيرة وصاروخًا، وأسقطت الدفاعات الجوية الأوكرانية أقل من نصفها.
وقال المتحدث باسم القوات الجوية الأوكرانية، يوري إجنات، لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن الهجمات الروسية الأخيرة تهدد بنفاد الصواريخ الاعتراضية التي تستخدمها أوكرانيا للدفاع عن نفسها.
وقال مسؤولون أوكرانيون إن روسيا أطلقت أكثر من 500 طائرة دون طيار، وصاروخ، في الفترة من 29 ديسمبر إلى 2 يناير فقط.
وكتبت صحيفة فايننشال تايمز في التقرير المذكور أن الهجمات الروسية الأخيرة تم التخطيط لها بعناية، وأن الموجات الهائلة من الطائرات بدون طيار والصواريخ التي أُطلقت على أوكرانيا تهدف إلى التغلب على الدفاعات الجوية للبلاد.
وأضافت الصحيفة، نقلاً عن مسؤولين عسكريين ومحللين، أن التقارير عن استخدام روسيا للصواريخ الباليستية الكورية الشمالية في أوكرانيا، تشير إلى أن حجم إمدادات الأسلحة في الحرب الأوكرانية قد يميل لصالح موسكو.
وفي السياق نفسه قال المتحدث باسم الأمن القومي الأميركي، جون كيربي، إن موسكو "تدفع بنشاط" المفاوضات مع طهران للحصول على صواريخ باليستية طويلة المدى.
وقال الخبير في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بهنام بن طالبو، إن إيران تمتلك أكبر برنامج للصواريخ الباليستية في الشرق الأوسط، ويمكنها تزويد روسيا بـ "عدة مئات من الصواريخ الباليستية" كمرحلة أولى.
ووفقًا لمسؤولين أوكرانيين وغربيين، فعلى الرغم من أن الاقتصاد الروسي يعيش في حالة حرب، فإن روسيا تنتج الآن أكثر من مائة صاروخ بعيد المدى ونحو 300 طائرة هجومية بدون طيار شهريًا.
ومع ذلك فإن هذا الكم من إنتاج روسيا من الصواريخ والطائرات بدون طيار لا يكفي للحفاظ على الوتيرة الحالية لهجماتها ضد أوكرانيا، ولذا فهي تبحث عن طائرات بدون طيار إيرانية، وصواريخ كورية شمالية؛ لحل جزء من النقص الذي تعانيه.
وبينما تعمل روسيا على تسليح نفسها، والاستعانة بحلفائها مثل: إيران وكوريا الشمالية، فشل حلفاء أوكرانيا في أوروبا والولايات المتحدة في الموافقة على مساعدات عسكرية جديدة لها تزيد قيمتها على 100 مليار دولار.