حصلت "إيران إنترناشيونال" على وثيقة قضائية إيرانية، تكشف أن مجموعة من المحققين التابعين لجهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني تقاضوا رشاوى "ضخمة" من المتهمين الخاضعين للاستجواب.
ووفقًا لهذه الوثيقة، فإن محمد مهدي بادي، أحد محققي استخبارات الحرس الثوري، والذي يعمل باسم "الدكتور عبادي" المستعار، تقاضى رشوة من رسول دانيال زاده، المتهم بالفساد في قطاع الفولاذ، وقُدرت تلك الرشوة بـ 400 ألف دولار و60 ألف يورو.
وكان رسول دانيال زاده، أحد المدينين الكبار للبنوك الإيرانية بديون تُقدر بأربعة آلاف مليار تومان كديون للنظام المصرفي، هو أحد المتهمين في قضية النائب السابق لرئيس السلطة القضائية في إيران، أكبر طبري، والذي تم إلغاء حكمه بعد أشهر قليلة من صدوره.
وكانت استخبارات الحرس الثوري، قد أعلنت في أكتوبر عام 2019، عبر نشرها مقطع فيديو، اعتقال دانيال زاده وإعادته إلى إيران.
وسبق أن اتهم القضاء في إيران دانيال زاده بإعطائه رشاوى بمبلغ 3 مليارات تومان لحسين فريدون، شقيق الرئيس الإيراني السابق حسن روحاني.
وحسب الوثيقة، التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال"، فإن محمد مهدي بادي تلقى مليارين و500 مليون تومان من إسماعيل خليل زاده، وهو متهم في فساد اقتصادي آخر.
يذكر أن الرئيس السابق لمجلس إدارة نادي الاستقلال في طهران ومالك فندق "جيلان" الكبير، إسماعيل خليل زاده، اعتقل في أبريل 2021 من قِبل جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني بتهمة الفساد في قضية مصنع "حرير جيلان".
كما قام محقق استخبارات الحرس الثوري الإيراني محمد مهدي بادي بأخذ رشوة قدرها 47 ألف دولار و48 ألف يورو و150 عملة معدنية من هادي درويش وند، مالك مصفاة كرمانشاه.
واشترى هادي درويش وند عام 2016 عدة أسهم من مصفاة كرمانشاه قُدرت بـ 57 %، وهي تعتبر ثاني أكبر مصفاة في إيران، وذلك عبر شركة ألبان "بيستون"، مقابل 210 مليارات تومان فقط، مع دفع الـ 21 مليار تومان المتبقية مقدمًا على أقساط مدتها 8 سنوات.
وقدرت هيئة التفتيش العامة في إيران سعر هذه المصفاة بألفين و400 مليار تومان.
وحسب المعلومات التي قدمتها مجموعة "بك دور" العاملة في مجال القرصنة الإلكترونية لقناة "إيران إنترناشيونال"، فإن محمد مهدي عبادي وُلِدَ عام 1986م في مدينة مشهد، ويسكن في شارع ميرداماد بطهران.
ووفقًا لهذه المستندات والوثائق فإن 4 محققين آخرين في جهاز استخبارات الحرس الثوري ضالعون أيضًا في قضية أخذ الرشوة من المتهمين، وهؤلاء المحققون الأربعة هم: سيد مجيد طباطبائي مقيم في شارع الهلال الأحمر في مدينة ري المجاورة لطهران، ومحمد علي غنجه المقيم في شارع طالقاني وسط طهران، ومجيد جهان برتو المقيم في منطقة أندرزكو في طهران، وأخيرًا آريا يكانكي مقيم في منطقة نياوران شمال العاصمة طهران.
وتعد الوثيقة التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" جزءًا من ملف قضائي رفعه سينا استوي، مالك محل التصريف "كريبتولاند" وعملة "بريج" الرقمية ضد عدد من محققي جهاز استخبارات الحرس الثوري.
واعتقلت استخبارات الحرس الثوري عام 2021م سينا استوي بتهمة الإخلال بالنظام الاقتصادي للبلاد من خلال إنشاء رموز غير مدعومة والاحتيال، وهناك 51 ألف مدعٍ في هذه القضية.
ووفقًا لحكم المحكمة، فقد قام بهنام حاجي بور خيره مسجدي، المحقق في جهاز استخبارات الحرس الثوري، بتحويل نحو 6 مليارات وحدة من رموز BRG عديمة القيمة إلى حسابات مجهولة عن طريق سرقة محفظة "سينا استوي" الرقمية، وقد اتفق مع استوي لإعادة جزء من العملات المشفرة إليه مقابل 60 ألف دولار.
وأعلنت المحكمة أنه في الفترة ما بين مايو وديسمبر من عام 2022م كان بهنام حاجي بور خيره مسجدي يمتلك شقتين في شارع سهرودي بطهران، وشقة في مشروع خرازي التابع للحرس الثوري، وشقة واحدة في كلستان، إلى جانب فيلا في مدينة رباط كريم، وثلاث سيارات، وأكثر من كيلو من الذهب واستثمارًا في فرعين لأحد المطاعم، ويبلغ إجمالي هذه الأموال 70 مليار تومان، في حين قبل هذا التاريخ كانت القيمة الإجمالية لأصوله أقل من مليار تومان.
وكانت وكالة أنباء السلطة القضائية قد أعلنت في نوفمبر الماضي، أن استوى المتهم الأول في قضية مركز التصريف "كريبتولاند" فر من إيران رغم وجود قرار بمنعه من السفر.
وكتبت وكالة فارس التابعة للحرس الثوري الإيراني أنه بسبب تعاون استوي في "سداد ودفع مستحقات 24 ألف شخص من المدعين"، تم إطلاق سراحه بكفالة مالية ووضعه تحت المراقبة.
ووفقًا لحكم المحكمة فإن محمد مهدي بادي قد تواطأ في هذا الملف مع بهنام حاجي بور.