دعا المرشد الإيراني، علي خامنئي، خطباء المساجد وأئمة صلاة الجمعة في إيران إلى تشجيع الناس من أجل المشاركة بالانتخابات البرلمانية المقبلة، فيما أثنى على أعمال الحوثيين في منطقة البحر الأحمر.
ودعا خامنئي، خلال لقائه اليوم الثلاثاء 16 يناير (كانون الثاني) بأئمة صلاة الجمعة في إيران والذين يعينون من قبل المرشد نفسه، هؤلاء الخطباء إلى تشجيع الناس للمشاركة في الحياة السياسية والاجتماعية بما فيها الانتخابات.
وتتزامن محاولات المسؤولين الإيرانيين لتشجيع المشاركة في الانتخابات مع دعوات واسعة لمقاطعة العملية الانتخابية على غرار ما شهدته الانتخابات البرلمانية والرئاسية السابقتين، حيث سجلتا أدنى نسبة مشاركة في تاريخ الانتخابات التي أجراها نظام ما بعد الثورة.
وتأتي دعوات المقاطعة ردا على قمع المعارضين والمنتقدين، والمشكلات الاقتصادية المتزايدة، والرقابة التي يفرضها مجلس صيانة الدستور على الحياة السياسية، وإقصاء أعداد كبيرة من المرشحين للانتخابات.
ويبدو أن النظام في طهران بات قلقا من أزمة المشروعية التي باتت تهدد كيانه في ظل الاستياء الشعبي المتزايد في السنوات الأخيرة.
وكان خامنئي قد دعا قبل أيام أيضا إلى المشاركة في الانتخابات بأكبر قدر ممكن، قائلا إن دعوة الناس إلى عدم المشاركة في الانتخابات هي من "استراتيجية أميركا وأعداء الثورة الإيرانية".
كما وصف خامنئي خلال لقاء له بمجموعة من "المداحين" الموالين للنظام مقاطعة الانتخابات بأنها "عمل عدائي" ويتعارض مع الإسلام.
وأشار خامنئي إلى الانتخابات البرلمانية وكذلك انتخابات مجلس خبراء القيادة بعد شهرين، وقال: "البعض يريد ألا تكون هناك انتخابات تليق بالشعب الإيراني، يحاولون جعل الناس يائسين، ويوهمونهم بأنه لا فائدة من وراء الانتخابات، هذا عمل عدائي وهو يتعارض مع الإسلام والجمهورية الإسلامية".
ودأب المرشد الإيراني والشخصيات الدينية والسياسية في إيران على اعتبار الانتخابات "واجب ديني"، ووصف مرجع التقليد المقرب من النظام، حسين نوري همداني، عام 2009 عدم المشاركة في انتخابات النظام بأنها "معصية كبيرة".
كما اعتبر ناصر مكارم شيرازي، وهو مرجع تقليد آخر مقرب من النظام، المشاركة في الانتخابات بأنها "فرض عين"، وقال: "حتى إذا لم تثقوا بأحد اتركوا الورقة بيضاء، لكن المهم أن تشاركوا".
الثناء على أعمال الحوثيين في البحر الأحمر
في سياق منفصل أثنى المرشد الإيراني، اليوم الثلاثاء، على أعمال الحوثيين في منطقة البحر الأحمر، وقال إن الحوثيين "نجحوا في توجيه ضربة إلى إسرائيل"، وأنهم "قطعوا شرايين إسرائيل الحيوية ولم يهابوا تهديدات الولايات المتحدة".
وشنت الولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا قبل أيام هجمات صاروخية على عدد من المواقع العسكرية التابعة لجماعة الحوثي في اليمن، وأكدا أنهما سيعملان كل ما يجب لمنع الحوثيين من زعزعة الملاحة البحرية في البحر الأحمر.
كما وصف الرئيس الأميركي جو بايدن الحوثيين بأنهم "مجموعة إرهابية"، وقال إن الولايات المتحدة الأميركية ستعيد شن هجمات على الحوثيين إذا لم يوقفوا أعمالهم المخلة للأمن البحري.
وفي أعقاب تصاعد هجمات الحوثيين في الأسابيع الأخيرة، شكلت الولايات المتحدة قوة بحرية متعددة الجنسيات في ديسمبر (كانون الأول) لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر.
ووفقا لوكالة "رويترز" فإن أكثر من 20 دولة من بينها بريطانيا والبحرين وكندا وهولندا وفرنسا واليونان وأستراليا والنرويج انضمت إلى هذا التحالف.