نقلت صحيفة "فايننشال تايمز"، عن مسؤول إيراني، قوله: إن هجمات الحرس الثوري الإيراني على إقليم كردستان العراق وباكستان كانت تحمل رسالة من طهران إلى تل أبيب وواشنطن.
وأضاف المسؤول الإيراني للصحيفة: إن هذه الهجمات لا تشير إلى تغيير في الاستراتيجية، بل إلى تغيير في التكتيكات فقط؛ لتحذير الولايات المتحدة وإسرائيل من التهديد الذي يمكن أن يستمر، طالما استمرت الحرب في غزة.
وجاء في تقرير الصحيفة، نقلاً عن المسؤول الإيراني: "الهجمات في باكستان وأربيل تحمل رسالة مباشرة إلى الإسرائيليين والأميركيين مفادها أنه لا تقتربوا من إيران وأوقفوا الحرب في غزة"، مضيفًا: "إيران لا تريد حربًا مباشرة مع إسرائيل وأميركا، لكننا نريد أن يرى الأميركيون كم باستطاعتنا أن نكون شديدين".
ومضى المسؤول الإيراني قائلًا: إن هذه الاستراتيجية لا تخلو من المخاطر، لكن المتشددين داخل إيران يعتقدون أنه يمكن السيطرة على أضرارها، من وجهة نظرهم، يمكن لمشاركة محدودة ومحسوبة أن ترسل رسالة إلى وكلاء إيران مفادها أننا ندعمهم في الظروف الصعبة".
وقال حميد رضا ترغي، أحد أفراد التيار المتطرف في إيران لصحيفة "فايننشال تايمز": إن التطورات بعد هجوم حماس على إسرائيل يوم 7 أكتوبر قدمت "مناورة عسكرية جيدة" للجماعات التي تشكل "محور المقاومة".
و"محور المقاومة" هو عنوان تطلقه إيران على الجماعات والميليشيات، التي تعمل بالوكالة عن إيران في المنطقة.
وقال ترغي للصحيفة: "اليوم هناك مزيد من الوحدة والانسجام بين مختلف أطراف محور المقاومة، وهم يساعدون بعضهم البعض، ويخاطرون بحياتهم؛ للدفاع عن رفاقهم في أماكن مختلفة، والسبب هو اتباع المرشد علي خامنئي وطاعته".
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" أن إيران والولايات المتحدة لا تريدان تصعيدًا للتوتر العسكري، وتعتمد واشنطن وطهران على قنوات مثل قطر لمنع هذا التصعيد.
وتعتقد نائبة مدير "برنامج الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" في مركز "تشاتام هاوس"، سنام وكيل، أن النظام الإيراني سيواصل التصرف بضبط النفس؛ لأن لديه هدفًا نهائيًا واحدًا، وهو "الحفاظ على نفسه".
وقالت "وكيل" لهذه الصحيفة: "إيران هي الأولوية الأولى للنظام الإيراني ويجب ألا ننسى ذلك أبدًا".
وأضافت أن "إيران لن تحشد قواتها إلا إذا تعرضت لهجوم مباشر".