أعلنت وسائل إعلام باكستانية، أن دائرة مكافحة الإرهاب في ولاية السند الباكستانية، اعتقلت "إرهابيًا مُدرَبًا" من قِبل لواء "زينبيون" المدعوم من إيران.
وأعلنت دائرة مكافحة الإرهاب في ولاية السند، أن الإرهابي المذكور قد اُعتِقل في منطقة "بازار سرباز" بمدينة كراتشي الباكستانية.
وقد اعترف بأنه كان يعمل في جمع المعلومات لجهاز استخبارات إحدى دول الجوار الباكستاني.
ويأتي هذا الاعتقال بالتزامن مع التصعيد الأخير في العلاقات بين طهران وإسلام آباد على خلفية الهجمات الصاروخية، التي نفذها الحرس الثوري على مواقع في باكستان، ورد باكستان السريع بهجمات مماثلة على أهداف داخل الأراضي الإيرانية.
ولم يشر بيان دائرة مكافحة الإرهاب الباكستانية إلى أي جهة بعينها أو اسم الجهاز الاستخباراتي للدولة التي كان المعتقل يعمل لصالحها، لكنها ذكرت أن المعتقل اعترف بأنه يعمل لصالح دولة "متخاصمة" مع باكستان، وتقع في الجوار الباكستاني.
وقالت دائرة مكافحة الإرهاب الباكستانية: إن الرجل يدعى "محمد مهدي"، وشارك في هجوم عام 2021 على مفتى باكستان البارز محمد تقي عثماني.
وكان محمد تقي عثماني قد تعرض لمحاولة اغتيال في 8 يوليو 2021، وقالت الشرطة الباكستانية حينها إن الهجوم محاولة واضحة لزعزعة السلام وتأجيج التوترات الطائفية في البلاد.
ووفقًا لاعترافات هذا المعتقل، فقد كشف أيضًا أن اثنين من شركائه، وهما: رضا جعفري وعابد رضا، متورطان في هجمات ضد شخصيات بارزة من الطوائف الدينية في كراتشي.
وبحسب هذا التقرير، فإن محمد مهدي احتفظ بالأسلحة والمتفجرات التي حصل عليها في منزله وكان متورطًا في شراء وبيع الأسلحة.
وشن الحرس الثوري هجومًا صاروخيًا، الثلاثاء الماضي، استهدف مواقع في باكستان، وادعى أنه هاجم أهدافًا لجيش العدل المعارض، وهي جماعة سُنية من الأقلية البلوشية في إيران.
واستنكرت باكستان هجمات إيران الصاروخية، واعتبرتها انتهاكًا للقانون الدولي، وأكدت أنها تحتفظ بحق الرد، وبالفعل سرعان ما بادرت بهجوم صاروخي مماثل واستهدفت، فجر الخميس الماضي، مواقع داخل إيران.
وفيلق "زينبيون"، الذي أعلنت باكستان اعتقال أحد أعضائه، هو عبارة عن مجموعة من المسلحين التابعين للحرس الثوري الإيراني، ويتكون معظمه من شيعة باكستان، وقد استخدمت إيران هذه الجماعة في سوريا دفاعًا عن نظام بشار الأسد.
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها قوات الأمن الباكستانية باعتقال أعضاء هذه المجموعة؛ ففي فبراير من عام 2021، أعلنت قوات الأمن الباكستانية اعتقال عضو في فيلق "زينبيون" في إقليم السند الباكستاني، وذكرت أنه خلال الشهرين الأخيرين كان رابع شخص يتم اعتقاله لكونه عضوًا في هذه الجماعة.
ويقول المسؤولون الأمنيون الباكستانيون: إن المعتقلين تلقوا في السابق تدريبات عسكرية في إيران.
وبعد نحو عامين من اعتقال عدد من أعضاء جماعة "زينبيون"، أعلنت وسائل إعلام باكستانية اكتشاف شبكة غسيل أموال تابعة لإيران، قامت بتحويل "مبالغ ضخمة من الأموال" بين باكستان وإيران والعراق خلال السنوات السبع الماضية.
وبُناءً على هذه التقارير الإعلامية، فإن ممثل المرشد الإيراني في باكستان، أبوالفضل بهاء الديني، كان يحصل على 200 ألف دولار شهريًا من أحد المتهمين في هذا الملف، ويُدعى علي رضا.
واعترف علي رضا بأنه كان يدفع 200 ألف دولار شهرياً لـ "أبوالفضل بهاء الديني"، ممثل المرشد في باكستان، عبر وسيط آخر يدعى وصال حيدر نقوي.
وبحسب وسائل إعلام باكستانية، استخدمت هذه الشبكة أيضًا زائري المراقد الشيعية الذين يسافرون إلى العراق وإيران لتهريب الأموال.