قالت الصحف الإيرانية إن إسرائيل عادت إلى قتل قادة عسكريين إيرانيين كبار في وضح النهار بعد قصفها لمبنى سكني في العاصمة السورية دمشق والقضاء على 5 مستشارين في الحرس الثوري الإيراني، بينهم قائد استخبارات فيلق القدس ونائبه.
واختارت معظم الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الصمت على الوعيد والكلام الخطابي، واكتفت بنقل الخبر كما تنقله صحف دولة أجنبية، دون إشارة إلى تلك الخطابات الرنانة والوعيد الذي لا ينتهي.
ودعت بعض الصحف، مثل "سياست روز"، وهي مقربة من النظام، السلطة الحاكمة في إيران إلى "الرد المباشر" على إسرائيل، وقالت: "بعد هجوم إسرائيل على دمشق ومقتل 5 من المستشارين الإيرانيين، يبدو أن الوقت قد حان للرد المباشر على إسرائيل. ففي حال لن يتم الرد فإن تل أبيب ستزيد من هجماتها على إيران".
وحذرت صحف أخرى، النظام، من مغبة الرد المباشر والواسع على هذا الحادث، ونقلت صحيفة "ستاره صبح" كلام الخبير السياسي كوروش أحمدي، الذي قال للصحيفة، إن الهدف من قتل مستشاري الحرس الثوري في سوريا هو جر إيران إلى الحرب.
وزعمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أن مقتل قادة الحرس الثوري في سوريا جاء ردًا على عمليات إيران في أربيل؛ حيث استهدفت إيران "مركزًا للموساد الإسرائيلي"، حسب زعم الصحيفة.
وقالت "جوان": إن إسرائيل تركز على استهداف القادة والشخصيات، في حين تعتمد إيران على استهداف المواقع والبنى التحتية، ومِن ثمَّ فإن طبيعة الردود مختلفة بين إيران وإسرائيل، مدعية أن الضربة التي ستتلقاها إسرائيل في المرحلة القادمة ستكون "غير متوقعة".
وعلى الصعيد الاقتصادي قالت صحيفة "ستاره صبح"، في مقالها الافتتاحي: إن الآثار الاقتصادية للتوتر والتصعيد العسكري في المنظمة تظهر بسرعة على الاقتصاد الإيراني؛ لأنه فقد قوته وتحمله في مواجهة الأزمات، مشددة على ضرورة أن تسلك إيران نهجًا يؤدي إلى خفض التوتر وإنهاء التصعيد.
وتراجعت العملة الإيرانية في الأيام الأخيرة على وقع الأحداث والهجمات الصاروخية للحرس الثوري على دول الجوار، وبات الدولار الواحد يباع بـ 54 ألف تومان، بعد أن كان بـ 51 قبل أسبوع.
ونقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"خراسان": على إيران خلق بروتوكول أمني جديد في سوريا
تطرقت صحيفة "خراسان" إلى مقتل 5 قادة عسكريين من فيلق القدس الإيراني في القصف الإسرائيلي على سوريا أمس، السبت، وقالت إن مقتل هؤلاء المستشارين الكبار شكل "صدمة وحيرة"، لاسيما أنه يأتي بعد أقل من شهر من مقتل سيد رضي الذي يًعرف بأنه القائد اللوجيستي لفيلق القدس.
وأشارت الصحيفة إلى أهمية قائد استخبارات فيلق القدس، صادق أميدوار، المقتول أمس، وأكدت أنه يعتبر العنصر الرئيس لفيلق القدس، وأكدت ضرورة أن تخلق إيران "بروتوكولًا أمنيًا جديدًا" لحماية قادتها العسكريين في سوريا.
واتهمت الصحيفة النظام السوري بالاختراق، وقالت إنه وبسبب نفوذ إسرائيل في الهيكل الأمني والعسكري لسوريا يجب على إيران خلق بروتوكول أمني جديد "لأنه من الممكن أن نشهد أحداثًا أكثر مرارة في المستقبل".
"توسعه إيراني": مقتل المستشارين الإيرانيين.. نفوذ استخباراتي لإسرائيل أم تساهل روسي؟
اتهمت صحيفة "توسعه إيراني" روسيا بالتساهل في موضوع استهداف القادة العسكريين الإيرانيين؛ نظرًا لكونها المتحكم في الأجواء السورية، وكتبت: "لا بد أن يكون هناك نفوذ استخباراتي لإسرائيل داخل سوريا، كما أن روسيا وبسبب سيطرتها على الأجواء السورية لم تظهر أبدًا في مقام الحليف الاستراتيجي لإيران في موضوع الاغتيالات".
ونقلت الصحيفة كلام الناشط الأصولي، علي قلهكي، الذي انتقد مواقف روسيا من اغتيال القادة العسكريين الإيرانيين، وتساءل: "من يتحكم بمعظم الدفاعات الجوية السورية؟ هل كانت منظومة إس 400 الدفاعية متوقفة عن العمل كما هو الحال في يوم استهداف رضي موسوي؟".
ونقلت الصحيفة كلام مواطن آخر تساءل بالقول: "لماذا لم يطالب السيد إبراهيم رئيسي بوتين بأن يُفعِّل أنظمة إس 400 الدفاعية للدفاع عن مصالح إيران أمام إسرائيل؟ أليست روسيا هي حلفينا الاستراتيجي المفترض؟".
"شرق": هجمات إيران على العراق وباكستان وسوريا خدمت إسرائيل
أشارت صحيفة "شرق" إلى الهجوم الإيراني على العراق وسوريا وباكستان، وقالت: إن من أعد هذا السيناريو مهما كانت مبرراته قد خدم إسرائيل خدمة كبيرة وعمل لصالحها، مضيفة أن أعداء إيران، أو على الأقل معارضيها في دول الجوار، أصبحوا اليوم أكثر من السابق.
كما أوضحت الصحيفة أنه من المستبعد جدًا أن تستطيع إيران خلق إجماع على إسرائيل في المنطقة بعد هذه الهجمات.
وفيما يتعلق باستهداف قادة الحرس الثوري قال المحلل السياسي، وحيد بياني، للصحيفة: إن إسرائيل من خلال هذا الاستهداف لم تكن تسعى لخلق موازنة، وإنما الهدف الرئيس من الاستهداف الدقيق للقادة العسكريين هو جر إيران إلى حرب مباشرة.
"دنیای اقتصاد ": 10 سنوات من العمل والانتظار لشراء سيارة داخلية
على صعيد اقتصادي تحدثت صحيفة "دنياي اقتصاد" عن الوضع المعيشي السيئ والحرمان المتزايد بين الإيرانيين بعد أن أصبحوا عاجزين عن شراء أهم أسباب السعادة في الحياة كالبيوت والسيارات وما شابه.
وقالت الصحيفة: إن المواطن الإيراني العامل اليوم يجب عليه انتظار مدة تزيد على عشر سنوات من العمل لكي يتشري سيارة مصنعة داخليًا وبجودة ضعيفة للغاية.
وذكرت الصحيفة أن السنوات الخمس الأخيرة ارتفعت أسعار السيارات في إيران إلى 12 ضعفا على الأقل في حين أن الرواتب خلال هذه الفترة لم ترتفع سوى 5 أضعاف وهو ما خلق شرخا كبيرا بين قدرة المواطن الشرائية والأسعار في الأسواق.