أثار إعدام السلطات الإيرانية للمتظاهر محمد قبادلو، أحد معتقلي احتجاجات عام 2022، موجة من ردود الفعل المحلية والدولية، وأدانت شخصيات ومنظمات مختلفة هذا الإعدام، ودعت إلى تدخل المجتمع الدولي لوقف الإعدامات في إيران.
ونددت منظمات حقوقية وشخصيات عديدة داخل وخارج إيران بإعدام قبادلو فجر اليوم الثلاثاء 23 يناير (كانون الثاني).
يذكر أن محمد قبادلو، من مواليد 2000، اعتقل في سبتمبر (أيلول) عام 2022 خلال الانتفاضة الشعبية في إيران، وقد حُكم عليه بالإعدام بتهمة دهس شرطي بسيارة وقتله، وفي قضية أخرى اتُهم بـ"الإفساد في الأرض والحرابة" وحُكم عليه بالإعدام الذي نفذ فجر اليوم.
وقبادلو يعد تاسع معتقل من الانتفاضة الشعبية في إيران يتم إعدامه بعد إجراءات قضائية عاجلة، وعلى الرغم من احتجاجات منظمات حقوق الإنسان.
وخلال الاحتجاجات التي عمت إيران عام 2022، ووفقًا لمنظمات حقوق الإنسان، قُتل نحو خمسمائة متظاهر على يد قوات الأمن الإيرانية.
وأدانت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها النرويج، بشدة إعدام محمد قبادلو، ودعت المجتمع الدولي إلى "رد فعل قوي" من أجل "منع المزيد من عمليات الإعدام من قبل آلة الإعدام في نظام الجمهورية الإسلامية".
من جانبه كتب محمود أميري مقدم، مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، على موقع "X" تعليقا على إعدام محمد قبادلو: "بموجب القوانين الدولية وحتى قوانين الجمهورية الإسلامية، فإن إعدام قبادلو غير قانوني ويعتبر جريمة قتل".
وأضاف: "يجب محاسبة علي خامنئي والقضاء الإيراني الفاسد على هذه الجريمة".
في الوقت نفسه، وصفت حملة حقوق الإنسان في إيران، وهي منظمة غير حكومية مقرها نيويورك، إعدام محمد قبادلو بأنه "مثال دقيق على جريمة قتل حكومية أخرى على يد النظام الإيراني".
وكتبت هذه المنظمة أن هذا الإعدام "يجب أن يوضع في مركز اهتمام المؤسسات الحقوقية وعلى رأسها لجنة تقصي الحقائق التابعة للأمم المتحدة من أجل توضيح أبعاده".
وفي داخل إيران ورداً على إعدام قبادلو، أشار خطيب أهل السنة مولوي عبد الحميد إلى الاعترافات القسرية للسجناء السياسيين، وكتب في حسابه على موقع "إكس": "إن انتزاع الاعترافات من السجناء والتنفيذ التعسفي لأحكام الإعدام في البلاد هز المجتمع الدولي وزاد من استياء الناس وضاعف من ابتعادهم عن النظام".
وكان محامي المتظاهر المعتقل في إيران، محمد قبادلو، قد حذر يوم الاثنين من خطر إعدامه الساعات القادمة، موضحًا أنه حصل على وثيقة تثبت أن القضاء في طهران أصدر أمرًا إلى دائرة تنفيذ الإعدام ليتم شنقه خلال الساعات القادمة من يوم الثلاثاء.
ونشر أمير رئيسيان، محامي محمد قبادلو، أحد المعتقلين في احتجاجات عام 2022، وثيقة تفيد بإبلاغ القضاء في طهران دائرة تنفيذ الأحكام حكم الإعدام ضد موكله، مؤكدًا أن هذا الإجراء "غير قانوني".
وذكر رئيسيان، في تعليقه على هذا القرار، أن إبلاغ الحكم تم "قبل ساعات"، منتقدًا الإجراءات المتخذة ضد موكله، وقال إن "تنفيذ حكم الإعدام بحق قبادلو يفتقر لأي مسوغ قانوني وبلا شك يعتبر قتلاً".
وفي تغريدة على منصة "X"، وصف ولي عهد إيران السابق رضا بهلوي إعدام قبادلو بأنه انتقام من "الشعب الإيراني" لمقتل "إرهابيي نظام خامنئي العاجز في سوريا ولبنان واليمن والعراق".
وكتب بهلوي أن الغرض من هذا الإعدام هو أن "يمنح النظام الأمل لمؤيديه القلائل المترددين، وإحباط الشعب الإيراني في نضاله".
وسبق أن طالبت كلارا بونغر، ممثلة حزب اليسار الألماني والراعية السياسية لقبادلو، وشخصيات ومنظمات دولية أخرى بوقف تنفيذ حكم الإعدام بحق قبادلو.
وخلال العام الماضي، أعلنت عائلته ومنظمة العفو الدولية مرارا أن هذا السجين الشاب يعاني من اضطراب عقلي، وأن التهم الموجهة إليه "استندت إلى اعترافات تم الحصول عليها تحت التعذيب".