حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات حصرية تظهر أن النظام الإيراني زاد من دعمه لحركتي حماس والجهاد الفلسطينيتين، وبأوامر مباشرة من المرشد على خامنئي، بعد مضاعفة ميزانية "فيلق القدس" الجناح الخارجي للحرس الثوري الإيراني.
وقال مصدر مطلع لـ"إيران إنترناشيونال" إن دائرة من عملاء النظام، بأمر من خامنئي، خصصت حصة مضاعفة من الميزانية العامة للبلاد لـ"فيلق القدس" لنقلها إلى الجماعتين الفلسطينيتين، وإن جزءاً من هذه الأموال وصل إلى حماس في الأسبوع الأول من حرب غزة حتى تتمكن من مواصلة حياتها في الأنفاق السرية، رغم نفي المرشد وجود أي دور لإيران في هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
مَن هي هذه المجموعة؟
وكشفت المعلومات أن قائد شبكة توفير الأموال للقوات المدعومة من إيران هو جمال الدين آبرومند، الذي أتقن عملية صنع القرار الاقتصادي برمتها في البلاد مع المنصب الذي تم إنشاؤه له، وهو مساعد رئيس البرلمان للخدمة والتنمية.
وكان آبرومند قائدا لمقر الإمام الحسن، ونائب منسق الحرس الثوري سابقاً، وأحد المشتبه بهم الرئيسيين في قضية فساد بقيمة 13 ألف مليار تومان بمؤسسة "التعاون" التابعة للحرس الثوري الإيراني، خلال إدارة محمد قاليباف الرئيس السابق لبلدية طهران والرئيس الحالي للبرلمان الإيراني.
ولم تتم محاكمة قاليباف ولا آبرومند بسبب هذا الفساد الكبير، وعندما تم نشر ملف صوتي للاجتماع السري حول هذا الفساد، وصفه خامنئي بـ"التشهير" بالحرس الثوري الإيراني.
ولكن يبدو أنه مع سيطرة تيار واحد على الحكم نتيجة الانتخابات البرلمانية لعام 2019 والانتخابات الرئاسية لعام 2021، لم تعد هناك حاجة لوسطاء مثل شركة "ياس" القابضة، وشركة "رسا تجارت مبين"، التي تنتمي إلى مؤسسة الحرس الثوري الإيراني التعاونية.
التلاعب في الميزانية العامة
وقبل عامين، تم الكشف عن تلاعب جمال الدين آبرومند بأرقام مشروع قانون موازنة 2021 بعد إقرارها في البرلمان، وتغيير بند الميزانية بمئات مليارات التومانات.
ووفق المعلومات فإن جمال الدين آبرومند، ومن خلال أصدقاء في البرلمان والحكومة والحرس الثوري إضافة إلى رئيس البرلمان محمد باقر قاليباف، تمكنوا من توفير الأموال لفيلق القدس بشكل فوري.
وجواد أوجي، وزير النفط، هو واحد منهم. ففي مشروع قانون الموازنة، تم إلزام الحكومة بإعطاء 134 ألف مليار تومان للقوات المسلحة لتعزيز القاعدة الدفاعية، من خلال بيع 21% من إجمالي النفط المنتج في إيران لصالحها... وإذا لم تتمكن الحكومة من توفير المبلغ، فعليها توفير نفس الكمية من النفط للقوات العسكرية.
ويعد فيلق القدس، كجزء من الحرس الثوري الإيراني، أحد المستهلكين الرئيسيين لهذه الميزانية، التي تنفق بشكل أساسي على ميليشيات النظام الإيراني في المنطقة.
بيع النفط لصالح الحرس الثوري
ولهذا الغرض، تم قبل ثلاث سنوات إنشاء مقر في الحرس الثوري الإيراني يسمى "مقر قوة القدس النفطي"، المعروف باسم مقر الشهيد بورجعفري، أحد كبار قادة الحرس الثوري الإيراني الذي قُتل مع قاسم سليماني في مطار بغداد.
ويدير هذا المقر، الذي يرأسه صمد فتحي، صادرات النفط التابعة لفيلق القدس.
وفي دورة تعمل بالتعاون مع الحكومة السورية والعديد من المافيات التي تبيع النفط في السوق السوداء في الشرق الأوسط، يتولى محمد جواد قصير المعروف باسم "الحاج فادي"، قائد "الوحدة 4400" في فيلق القدس، مسؤولية تحويل الأموال الناجمة عن هذه العملية لحماس وحزب الله.
ولا تتوفر الكثير من المعلومات عن صمد فتحي، باستثناء أنه عضو مجلس إدارة صندوق الاستثمار والتعاون الإسكاني لموظفي الحرس الثوري الإيراني.
العضو الآخر في هذه المجموعة هو داود منظور، رئيس منظمة التخطيط والموازنة في حكومة رئيسي، الذي يساعد آبرومند في تغيير أرقام الميزانية وتحويل الأموال من مبيعات النفط.
وشغل منظور منصب رئيس منظمة شؤون الضرائب، وسبق وهدد أحد الصحافيين علنًا باتخاذ إجراءات قانونية بسبب سؤاله حول الإعفاء الضريبي لمقر خاتم الأنبياء التابع للحرس الثوري الإيراني.
قبل داود منظور، قام بهذه المهمة حميد بورمحمدي كل سفيدي، مساعد منظمة التخطيط والميزانية في حكومة روحاني، وعضو سابق في حزب المشاركة، وأحد المتهمين بفساد ثلاثة آلاف مليار تومان، وتم اعتقاله في ذلك الوقت ولكن تم إطلاق سراحه باعتباره أحد العناصر الناشطة في الشبكة المالية لما يسمى بجبهة المقاومة، وبقي في منصب مساعد قاليباف لشؤون الخدمة والتنمية.
وبالإضافة إلى هذه المجموعة، يوجد أيضًا لدى قاليباف وآبرومند عضو برلماني في هذا الفريق وهو علي بابائي كارنامى، ممثل مدينة ساري، ويشغل منصب نائب رئيس اللجنة الاجتماعية وعضو مجلس مراقبة الرواتب.
ويبدو أن وظيفة كارنامى الأساسية هي مراقبة نقل الأموال لصرف رواتب وأجور القوات التابعة للنظام الإيراني في المنطقة.
ورغم أن معدل التضخم الرسمي يبلغ 40%، إلا أن البرلمان والحكومة اتفقا على زيادة رواتب الموظفين بنسبة 20% فقط العام المقبل.
ومن المفترض أن هذه المجموعة المكونة من خمسة أعضاء تقوم بتسليم الأموال إلى حماس والجهاد الإسلامي الفلسطيني.
قمم الفساد في إيران
وفي وقت سابق، كشفت "إيران إنترناشيونال" أنه في إطار عملية إخفاء الحساب المالي لفيلق القدس، يستولي جمال الدين آبرومند شخصيا على بعض الأموال الواردة من ميزانية الحكومة، ويصب جزءا من المبلغ المخصص لحزب الله وحماس والحشد الشعبي والحوثيين في جيبه الخاص.
وهو الأمر الذي كان يفعله هو وقاليباف في بلدية طهران، وكان المرشد علي خامنئي يعلم به حينها ولا يزال على علم به، لكنه يقف كالجبل خلف قمتين شاهقتين من الفساد في النظام الإيراني.
هذان القائدان (قاليباف وآبرومند) بمثابة جنديين رئيسيين لمرشد الفساد في إيران، وهما عنصران خاضعان لخامنئي الذي نصب نفسه زعيمًا للمسلمين في العالم.
مجتبى بورمحسن - إيران إنترناشيونال