ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، نقلاً عن مسؤولين أميركيين، أن الولايات المتحدة حذرت طهران سرًا قبل الانفجار في كرمان من أن تنظيم "داعش خراسان" يخطط لتنفيذ هجوم في إيران.
وسبق أن أثار غياب أفراد عائلة قاسم سليماني ومسؤولين آخرين، بمن فيهم قادة الحرس الثوري الإيراني والجيش والشرطة، عن مراسم ذكرى مقتل سليماني في كرمان، ضجة إعلامية وأثار العديد من التساؤلات حول علمهم بالهجوم.
معلومات دقيقة وفي الوقت المناسب
وفي مقابلة مع "إيران إنترناشيونال"، قال مسؤول أميركي للقناة عن تفاصيل تقرير صحيفة "وول ستريت جورنال": "المعلومات الخاصة المقدمة لإيران حول مكان وتوقيت الهجمات كانت دقيقة وفي الوقت المناسب، وكافية لتستخدمها السلطات الإيرانية في تحييد هجوم داعش أو على الأقل تقليل الخسائر البشرية الناجمة عن التفجيرات الانتحارية".
ولم يستجب مسؤولو ممثلية إيران في الأمم المتحدة لطلب صحيفة "وول ستريت جورنال" للتعليق حول هذا الأمر.
يذكر أنه بعد ظهر يوم 3 يناير (كانون الثاني) وبالتزامن مع الذكرى الرابعة لمقتل قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الذي قُتل في العملية الأميركية، وقع انفجاران على الطريق إلى "مقبرة شهداء كرمان"، مكان دفن سليماني، مما خلف ما يقرب من 100 قتيل وأكثر من 300 جريح.
وتبنى تنظيم داعش في بيان له المسؤولية عن هذه التفجيرات، وأعلن أن اثنين من عناصره نفذا هجومين انتحاريين.
نشطاء: النظام الإيراني متورط في التفجيرات
ومع وقوع الانفجارات، تحدث عدد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، بينهم شخصيات مشهورة، عن احتمال تورط إيران والحرس الثوري في هذه الهجمات، واصفين القوة العسكرية الإيرانية بأنها "زائفة".
وقال البعض أيضًا إن السلطات الأمنية في إيران كانت على علم بالتهديدات في كرمان، لكنها رفضت عمدًا إلغاء المراسم وتسببت في مقتل مدنيين.
وفي السياق نفسه، أشار كثير إلى غياب عائلة سليماني ومسؤولين رفيعي المستوى عن هذه المراسم الحكومية المهمة.
وهي تكهنات أكدتها صحيفة "وول ستريت جورنال" في تقريرها، حيث نقلت عن مسؤول أميركي قوله إن الولايات المتحدة اتبعت سياستها طويلة الأمد المتمثلة في "تحذير" الحكومات من التهديدات القاتلة المحتملة.
وأضاف أن أميركا تصدر هذه التحذيرات بشكل عام لأنها لا تريد أن تشهد فقدان أرواح بريئة في الهجمات الإرهابية.
وبحسب مسؤول أميركي، فإن قرار إبلاغ إيران بهذا الشأن ربما اتخذه مسؤولون كبار في البيت الأبيض ووكالة الاستخبارات المركزية.
وعلى الرغم من التحذير الأميركي، وصف بعض المسؤولين في إيران، بمن فيهم حسين سلامي، قائد الحرس الثوري الإيراني، عناصر داعش بأنهم مرتبطون بالولايات المتحدة وإسرائيل.
طهران لم تستجب للتحذيرات الأميركية
ورفض المسؤولون الأميركيون تحديد القنوات التي استخدموها لتحذير إيران أو الكشف عن التفاصيل.
كما لم يوضحوا ما إذا كانت هذه هي المرة الأولى التي تصدر فيها واشنطن مثل هذا التحذير لإيران أم أنه حدث من قبل.
وقال مسؤول أميركي لصحيفة "وول ستريت جورنال" إن المسؤولين الإيرانيين لم يستجيبوا للتحذيرات الأميركية بشأن الأمر.
ووفقا لقول هؤلاء المسؤولين الأميركيين، ليس من الواضح لماذا لم تتمكن إيران من تحييد هذا الهجوم.
ووفقاً لهذا التقرير، تشارك الولايات المتحدة بشكل روتيني التحذيرات بشأن الأنشطة الإرهابية المحتملة مع حلفائها وشركائها، وفي بعض الحالات، تحذر أعداءها أيضًا.
وأكد مسؤولون في إدارة جو بايدن مباشرة بعد الهجمات الانتحارية في كرمان أن لديهم معلومات تشير إلى مسؤولية تنظيم داعش، لكنهم لم يكشفوا حينها أن الولايات المتحدة سبق أن قدمت معلومات حول الهجوم إلى إيران.
وفي 11 يناير (كانون الثاني)، نشرت وزارة الاستخبارات في بيانها الثاني اسم معد القنبلة، وقالت إن المصمم والداعم الرئيس لهذه العملية هو شخص طاجيكي يحمل لقب "عبد الله الطاجيكي".
ووفقا لوزارة الاستخبارات الإيرانية، دخل هذا الشخص البلاد من الحدود الجنوبية الشرقية في 19 ديسمبر (كانون الأول) وكان يقيم في منزل مستأجر في ضواحي كرمان.
وبحسب هذا الإعلان، فإنه بالإضافة إلى قيادة العملية، كان متخصصًا أيضًا في إنتاج القنابل محلية الصنع، وقد غادر البلاد قبل يومين من الانفجارات، بعد دمج عدة مكونات متفجرة وكهربائية وإعداد القنابل.
وكشفت وزارة الاستخبارات عن هوية أحد الانتحاريين في تفجيرات كرمان، وهو بوزروف أمان الله "24 عاماً"، وهو مواطن طاجيكي، وكتبت أنه انضم لتنظيم داعش في ولاية بدخشان.