طلب اثنان من الشخصيات البارزة في المعارضة الإيرانية، الخميس 25 يناير (كانون الثاني)، في رسائل منفصلة لمسؤولة أممية على وشك السفر إلى إيران، أن تقوم بزيارة سجن "إيفين" والسجناء السياسيين، خاصة السجينات، قبل القيام بأي شيء.
ونشرت شيرين عبادي، أول إيرانية حائزة على جائزة نوبل للسلام، وحامد إسماعيليون، المعارض للنظام وأحد أهالي ضحايا سقوط الطائرة الأوكرانية التي أسقطها الحرس الثوري، رسالتيهما على موقع "إنستغرام" موجهتين إلى ندى الناشف، مساعدة المفوض السامي لحقوق الإنسان بالأمم المتحدة.
وكما كتبت عبادي على صفحتها الشخصية، فإن ندى الناشف ستسافر إلى إيران بداية شهر فبراير (شباط) المقبل "لدراسة قضيتين من قضايا حقوق الإنسان في مجال الإعدام وحقوق المرأة".
وتأتي زيارة هذه المسؤولة الأممية الرفيعة، إذا تمت، في حين لم تسمح إيران لأي من مسؤولي حقوق الإنسان في هذه المنظمة بالسفر إليها.
كما تم نشر رسالتي الشخصيتين المعارضتين الإيرانيتين بعد أن أعلن حساب نرجس محمدي، الإيرانية الثانية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، على موقع "إنستغرام" أن السجينات السياسيات وسجينات الرأي في سجن "إيفين" سيضربن عن الطعام، يوم الخميس 25 يناير، احتجاجًا على عمليات الإعدام الأخيرة ومن أجل "وقف الإعدامات".
وحظيت رسالة محمدي، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، باهتمام كبير على الفور، حيث أعلن عدد من النشطاء السياسيين المدنيين أنهم سيدخلون في إضراب عن الطعام، يوم الخميس 25 يناير، برفقة "61 سجينة" احتجاجا على إعدام محمد قبادلو.
ومحمد قبادلو، الذي حكم عليه بالإعدام بتهمة دهس وقتل ضابط شرطة خلال احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" عام 2022، تم إعدامه صباح 23 يناير، على الرغم من نقض حكم الإعدام الصادر بحقه في المحكمة العليا، بحسب شهادة محاميه.
وبالإشارة إلى هذه الأحداث، طلبت شيرين عبادي من مسؤولة الأمم المتحدة إما عدم السفر إلى إيران، أو الامتناع عن ارتداء الحجاب الإجباري إذا سافرت.
وكتبت: "إن رحلتك في مثل هذا الوقت سيتم إساءة استخدامها لصالح جهاز الدعاية الإيراني. لذلك، باعتباري مدافعًة منذ فترة طويلة عن حقوق الإنسان، أوصيك أيضًا بالامتناع عن السفر إلى إيران احتجاجًا على عمليات الإعدام خارج نطاق القانون وتوسيع نطاقها".
وتابعت عبادي مخاطبةً الناشف: "التقي وتحدثي مع الناس العاديين أيضًا؛ واذهبي إلى سجن إيفين والتقي مع عدد من النساء المضربات عن الطعام، بما في ذلك نرجس محمدي، وعائلة مهسا أميني، التي قُتلت على يد عناصر أمن النظام في سبتمبر (أيلول) 2022 لارتدائها الحجاب".
كما قال حامد إسماعيلون في رسالته المصورة عبر "إنستغرام": "ننتظر منها [ندى الناشف] زيارة المعتقلين السياسيين الذين يقبعون خلف أسوار سجون الاستبداد. وعلى السيدة الناشف زيارة السجناء المحكوم عليهم بالإعدام".
وتابع إسماعيليون: "السيدة الناشف، إذا كان هناك سبب لذهابك إلى طهران فهو فقط لزيارة السجناء والمتضررين".
وردا على رأي نشطاء حقوق الإنسان بأن تواصل منظمات حقوق الإنسان مع النظام الإيراني "عديم الفائدة"؛ أكدت رافينا شمداساني، المتحدثة باسم مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، في مقابلة مع "راديو فردا" الأربعاء، أن هذه المنظمة لا تعتقد أن "عدم التحدث يساعد في هذا الوضع".
وأكدت في هذه المقابلة: "نحن ندعم التواصل دائماً، لأن بديله هو عدم التواصل. نحن بحاجة إلى استخدام جميع الأدوات المتاحة لنا لحماية حقوق الإنسان في مختلف البلدان. ولهذا السبب نحن في الأمم المتحدة ندعو دائمًا إلى التواصل واستخدام جميع الأدوات".